الشاذون في قصة قوم وزوجة لوط عليه السلام (ح 3)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

هذه الحلقات كل حلقة أو أكثر تنشر في موقع مختلف.
ورد اسم نبي الله لوط عليه السلام في القرآن الكريم كما قال الله تعالى "فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ۘ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" ﴿العنكبوت 26﴾، و "وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ ۚ أُولَـٰئِكَ الْأَحْزَابُ" ﴿ص 13﴾ لوط اسم علم، قوم اسم، لُوطٍ: النبي لوط وهو ابن أخي إبراهيم عليه السلام، هؤلاء الجند المكذِّبون جند مهزومون، كما هُزم غيرهم من الأحزاب قبلهم، كذَّبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون صاحب القوة العظيمة، وثمود وقوم لوط وأصحاب الأشجار والبساتين وهم قوم شعيب، و "وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ" ﴿ق 13﴾ كذَّبت قبل هؤلاء المشركين من قريش قومُ نوح وأصحاب البئر وثمود، وعاد وفرعون وقوم لوط، وأصحاب الأيكة قومُ شعيب، وقوم تُبَّع الحِمْيَري، كل هؤلاء الأقوام كذَّبوا رسلهم، فحق عليهم الوعيد الذي توعدهم الله به على كفرهم، و "كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ" ﴿القمر 33﴾ كذَّبت قوم لوط بآيات الله التي أنذِروا بها، و "إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ ۖ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ" ﴿القمر 34﴾ آل لُوطٍ: النبي لوط عليه السلام وابنتاه، إنا أرسلنا عليهم حجارةً إلا آل لوط، نجَّيناهم من العذاب في آخر الليل، نعمة من عندنا عليهم، كما أثبنا لوطًا وآله وأنعمنا عليهم، فأنجيناهم مِن عذابنا، نُثيب مَن آمن بنا وشكرنا، و "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ" ﴿التحريم 10﴾ وَامْرَأَتَ: وَ حرف عطف، امْرَأَتَ اسم، ضرب الله مثلا لحال الكفرة في مخالطتهم المسلمين وقربهم منهم ومعاشرتهم لهم، وأن ذلك لا ينفعهم لكفرهم بالله- بحال زوجة نبي الله نوح، وزوجة نبي الله لوط: حيث كانتا في عصمة عبدَين من عبادنا صالحين، فوقعت منهما الخيانة لهما في الدين، فقد كانتا كافرتين، فلم يدفع هذان الرسولان عن زوجتيهما من عذاب الله شيئًا، وقيل للزوجتين: ادخلا النار مع الداخلين فيها. وفي ضرب هذا المثل دليل على أن القرب من الأنبياء، والصالحين، لا يفيد شيئا مع العمل السيِّئ.
كذَّبت قبل المشركين من قريش قومُ نوح وأصحاب البئر وثمود، وعاد وفرعون وقوم لوط، وأصحاب الأيكة قومُ شعيب، وقوم تُبَّع الحِمْيَري، كل هؤلاء الأقوام كذَّبوا رسلهم، فحق عليهم الوعيد الذي توعدهم الله به على كفرهم. ، فبالنسبة لقوم لوط قال تعالى "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُجْرِمِينَ" (الاعراف 84). وكان إبراهيم عبداً منيباً، ورجلاً كريماً سمحاً، وممتثلاً لأوامر الله تعالى ينفّذها حرفياً، فأقام القواعد من البيت يساعده عليه اسماعيل، واستقبل الأضياف، وحاجج الملائكة في قضية قوم لوط.. وكذا لوط فقد كان نسيبا إلى قومه بالمصاهرة ولذا عبر عنهم بقوله "أَخُوهُمْ هُودٌ" (الشعراء 124) "أَخُوهُمْ صالِحٌ" (الشعراء 142) "أَخُوهُمْ لُوطٌ" (الشعراء 161). قال الله تعالى عن كلمة الكذب: "كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ" ﴿القمر 33﴾. جاء اشخاص (رسل) الى ابراهيم عليه السلام ثم ذهبوا الى لوط عليه السلام فاذا بقومه السيئين يحضرون الجلسة فقال لهم من المعيب عليكم اخرجوا "وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا" (هود 77) يا سيئين ولاتخزون مع هؤلاء الضيوف فأجابه الاشخاص الضيوف اترك هؤلاء السيئين واخرج مع اهلك من هذا المكان الا زوجتك وسترى ماذا يحصل لهؤلاء في صباح اليوم القادم وبالفعل جعل الله قوم لوط الظالمين عاليهم سافلهم ونزل على رؤوسهم مطر من حجارة بدل الماء. ان ابراهيم عليه السلام تنقل من العراق الى الشام الى مكة ثم الشام والآيات توضح ان الاشخاص (الرسل) مروا ليُبشروا ابراهيم عليه السلام لانهم جاءوا ليبلغوا لوط عليه السلام وهو في الشام بان يخرج من بلدته لتدمير قوم لوط السيئين وزوجته السيئة بمطر من الحجارة.
جاء في صفحة مقالات من موقع براثا عن قوله تعالى: "إنّكُم لتأتُون الرّجال شهوةً من دُون النّساء" للكاتب محمد صادق الهاشمي: للبحث في الآية التي بدأت بها الحديث يقع ضمن جهات: (الأولى). ورد في أخبارنا أنّ أوّل منطقة وقعت فيها فاحشة اللواط هي بحيرة طبريّة، وهي بحيرة حلوة المياه، تقع بين منطقة الجليل في فلسطين وهضبة الجولان في سوريّة. والظاهر أنّ أوّل من ارتكبّ هذه الجريمة هم قوم نبي الله لوط، قال تعالى: "أتأتُون الفاحشة ما سبقكُم بها من أحدٍ من العالمين" (الاعراف 80)، و "بل أنتُم قومٌ مُسرفُون" (الاعراف 81)، مسرفون: أي متجاوزون الحدود، وعابرون الخطوط الحمراء. (الثانية). إنّ ارتكاب الفواحش على قسمين: (أ). تكون على نحوٍ تشكّل ظاهرة اجتماعية، بحيث تمارس على رؤوس الأشهاد، وقد وصل قوم لوطٍ إلى هذه المرحلة، "وتأتُون في ناديكُمُ المُنكر" (العنكبوت 29)، أو قوله تعالى في ضيوف النبيّ: "وجاء أهلُ المدينة يستبشرُون" (الحجر 67)، أي يبشّر أحدهم الآخر، وفي زماننا الذي يعتبرون هذه الفاحشة من ضمن الحريّات الشخصية التي ينبغي أن تحترم، ولكن هذه الحرية يضبطها القانون، فهي حرية في إطار القانون، فأنت حرّ في التصرّف بسيارتك، ولكن لا يسمح لك أن تمشي بها معاكساً للسير في قانون المرور. وكذا يعطيك الاسلام الحرية في أنْ تتمتع بزوجتك، ويقول: "نساؤُكُم حرثٌ لكُم فأتُوا حرثكُم أنّى شئتُم" (البقرة 223)، ولكنّه لا يسمح لك أنْ تتمتع بها أمام الملأ، أو في الشوارع. فأنت حرّ، ولكن في إطار القانون، واللواط مخالف للقانون الإسلامي، فلا حرية هنا، ولا يسمح به أبداً.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat