من كنوز الجنة
محمد باقر فالح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إن الصبر منزل من منازل المؤمنين ، ومقام من مقامات الموحدين ..وبه يسلك العبد المؤمن مسلك المقربين ، ويصل الى جوار رب العالمين ..
وقد ذكر الله تعالى الصبر في كتابه الكريم في نيف وسبعين موضعاً واضاف لمن يتصف به الصفة بالدرجات والخيرات وجزاء الطيبات ..
فقال تعالى: (( ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون ))...(١)
وقال عزوجل: (( أولئك يؤتون اجرهم مرتين بما صبروا))...(٢)
وقال تعالى :((إنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ))....(٣) 
وآيات كثيرة اثنت على الصابرين لأن الصبر هو ضد الجزع وهو ثبات النفس وعدم اضطرابها في الشدائد والمصائب فالمؤمن الصابر يقاوم وله سعة الصدر في تحمل المصائب والمعضلات التي تواجهه في الحياة ..
وقد مدح رسول الله (ص) صفة الصبر فقال : (الصبر نصف الإيمان)
وقال : (الصبر كنز من كنوز الجنة )
وقال ايضاً :(الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، ولاجسد لمن لا راس له ، ولا إيمان لمن لا صبر له )..
وعندما يسأل رسول الرحمه عن الإيمان فيجيب : (الصبر والسماحة )..
وياله من بيان واضح لإيمان المرء ان يتصف بهاتين الصفتين الراقيتين ..
والتي بهما نستطيع ان نعاشر الناس ونتعامل معهم ..
فمخالطة الناس تحتاج قلباً وعى كلام الله تعالى وأرتوى من نور احاديث رسول الرحمة (ص) 
فالمؤمن الحقيقي هو ذلك الشخص الذي يدرك حقيقة حديث الإمام الباقر (عليه السلام ): ألجنة  محفوفة بالمكاره والصبر ، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة .
وجهنم محفوفة باللذات والشهوات ، فمن اعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النار .
فالمؤمن يصبر على الطاعات ،ويصبر عن المعاصي ،ويصبر عند الشدائد والمحن ،ويصبر في معاشرة الناس حتى وإن تعرض للاذى ..
فهو دائم الحديث مع نفسه ويحفظ الحديث في كل كيانه ((احمل اخاك على سبعين محمل ))
فهو يضع الاعذار للناس ويصبر ويتحمل لأنه يعلم علم اليقين أن المؤمن إذا ابتلي ببلاء فصبر عليه ، كان له مثل أجر الف شهيد ..ومولانا الإمام جعفر الصادق (عليه السلام ) قال: (من لايعد الصبر لنوائب الدهر يعجز )..
ونحن لنا في أئمتنا قدوة حسنة ، فقد عاشوا في المجتمع واختلطوا بين الناس وصبروا على جُهال قومهم ..فكانت صدورهم تسع جهلهم ، وقلوبهم تسع بغضهم ..والسنتهم التي تنطق بالحكمة والموعظة الحسنة ، تلين الى كلامهم الغليض 
فحري بنا نحن المؤمنين ان نتخذ من أئمتنا قدوة لنا في حياتنا ، وفي تصرفاتنا ومعاشرتنا للناس والمجتمع ..
ونُلين طباعنا ونصبر عن كل أذى مقصود او غير مقصود ..
ونتقبل ذلك بالصبر الجميل ..
لأن الله تعالى أعد للصابرين اجراً عظيما....فالله تعالى يعطي عباده ثلاث خصال للصابرين المتوكلين على الله تعالى والمفوضين امرهم إليه ..
فقال عزوجل :((الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون  &اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة & وأُلئك هم المهتدون ))...(٤)
(صلوات ،رحمة،وهداية ) 
ما اجملها من تحف يتحف الله تعالى عباده بها ..
اسأل الله تعالى ان يجعلنا من الصابرين الفائزين في الدنيا والآخرة .

(١)..سورة النحل
(٢)..سورة القصص
(٣)..سورة الزمر 
(٤)..سورة البقرة
 

الموضوع السابق المواطن الشريك لا الغريم !!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat