موقع عالمي: منظمات دولية تساعد مسيحيي نينوى للعودة إلى مناطقهم

موقع عالمي يصرح بان منظمات دولية ومؤسسات خيرية تبذل مساعداتها لتمكين مسيحيي نينوى من الرجوع الى مناطقهم وذلك عند تسليطه الضوء على اوضاعهم بعد مرور 9 سنوات من هجوم داعش ولجوئهم الى مناطق آمنة في إقليم كردستان.

وذكر تقرير لموقع (انترناشنال كرسجيان كونسيرن)، الاخباري ان صيف عام 2014 شهد سيطرة تنظيم داعش على مدن وقرى ومناطق في محافظة نينوى بضمنها مدينة الموصل وسنجار وبعشيقة وبلدات أخرى وقرى عبر منطقة سهل نينوى ذات الغالبة المسيحية”.

وتابع التقرير، ان “هناك نسيجا غنيا من مجاميع دينية وعرقية مختلفة في العراق بضمنهم ايزيديون وكاكائيون وشبك ومسيحيون استهدفهم تنظيم داعش في جرائم إبادة جماعية”.

وأشار الى ان تجمعات سكنية مسيحية وقرى في سهل نينوى تم اخلاؤها باكملها من ساكنيها بعمليات تهجير قسري وتهديد من قبل تنظيم داعش حيث توجهوا صوب إقليم كردستان طلبا للأمان هربا من القتل او الاختطاف على يد مسلحي داعش.

وأوضح، ان مسيحيين عراقيين يستذكرون هذا الأسبوع ما حصل لهم من مآسي وتهجير وقعت في منطقة سهل نينوى خلال الأسابيع الأولى من شهر آب عام 2014.

 ورغم ان مسيحيي العراق عانوا كثيرا من عمليات استهداف وتهجير عقب الغزو الأميركي للبلاد عام 2003 الا ان حملات الإبادة والتهجير التي تعرضوا لها على يد تنظيم داعش ما تزال عالقة في ذهنهم ولا يمكن نسيانها بسهولة.

إبراهيم ، 40 عاماً، ميكانيكي سيارات من أهالي قره قوش صُدم عندما سمع بان مسلحي التنظيم على مقربة من حدود قريتهم عندما كان يشك باحتمالية وصول التنظيم اليهم .

يقول إبراهيم “كنت متواجداً في ورشتي عندما سمعت الناس يصرخون في الشارع بان مسلحي داعش قد دخلوا البلدة. بعد فترة وجيزة وقعت قذيفة هاون قرب سيارتي ما أدى الى الحاق اضرار بها ثم هرعت الى البيت لأنه لدي طفلة رضيعة بعمر 17 يوماً، مع سقوط قذيفة الهاون تحطمت كل احلامي، اصابني التعب والإرهاق واليأس. كنت أفكر فقط في كيفية انقاذ عائلتي.”

في الفترة ما بين 5 و7 آب كان هناك كثير من الناس يهربون مذعورين من سهل نينوى بحيث ان الطريق الخارجي أصبح مكتظا بالمارة والسيارات ما أدى الى بطء حركة السيارات في رحلتهم للهروب وأصبحت المسافة في هذا الزخم المروري التي تقطع في ساعة واحدة او ساعتين كحد اقصى بحثا عن الامان، أصبحت تستغرق 7 ساعات او أكثر.

قال أحد سكان قره قوش مستذكرا ما حصل في ذلك اليوم، “الطريق كان مرهقا وأصبح طويلا جداً. قضينا في الطريق ساعات طويلة للوصول الى أربيل. الطريق كان مزدحماً جدا ومعنوياتنا كانت ضعيفة.”

حتى وهم في الطريق كان المسيحيون يخشون من المجهول الذي قد يتعرضون اليه بينما كان مسلحو التنظيم يتقدمون على المدينة. مروان، 45 سنة، يتذكر عندما غادر البلدة مع ابويه المسنين طلبا للأمان والبحث عن ملجأ يذهبون اليه تاركين كل شيء وراءهم.

 يقول مروان “الشيء المحزن بخصوص النزوح والتهجير هو أننا تركنا أرضنا وبيتنا وكنائسنا وكل شيء نملكه. غادرنا المنطقة بملابسنا فقط. كان ذلك شيئا محزنا جدا.”

خالد، 50 عاماً، أحد الأشخاص الذين مضى عليهم عامان في مخيم النزوح يقول “الليلة الأولى التي قضيناها في الخيمة كانت طويلة جدا لأنه شيء غير معتادين عليه، لم نذق النوم في تلك الليلة، بدأنا نتساءل هل نحن نعيش كابوسا ام انها حقيقة؟، كنت قلقا جدا بخصوص والدي، كنت اهدئهم وأخفف وطأة الوضع عليهم واطلب منهم عدم القلق وامنيهم بالعودة من جديد للمسكن، تجربة النزوح تجربة مرة وتؤثر على الحالة النفسية والذهنية”.

ويشير التقرير الى ان مساعدات إنسانية ومحاولات إغاثة بدأت تصل من منظمات خيرية وكنائس من الداخل ومن كل انحاء العالم وكذلك من أقارب ومنظمات دولية لتغطية احتياجات ومطالب النازحين.

 ويتطلع المسيحيون بعد سنوات طويلة من النزوح بالرغبة الى الرجوع وإعادة بناء حياتهم وتربية أطفالهم مرة أخرى ضمن مجتمعهم ومناطق سكناهم الاصلية.

ويذكر التقرير ان مسيحيي سهل نينوى بدؤوا بإعادة بناء حياتهم تدريجيا بمساعدة من منظمات دولية وجهود من كنائس ومؤسسات عراقية محلية وبمساعدة من أقارب المسيحيين الذين هاجروا الى بلدان كثيرة حول العالم.

كاميليا، 45 عاماً، رجعت الى بيتها في منطقة برطله في سهل نينوى، تقول “عندما تم تحرير منطقتنا من مسلحي داعش رجعت لأرى ان كل شيء قد تم نهبه من البيت، كانت فرصة البقاء فيه صعبة، ولكن بمساعدة من منظمات دولية وبعض الأقارب تمكنا من إعادة الحياة للبيت وترميمه.”

وكانت لزيارة بابا الفاتيكان، فرانسيس، الى سهل نينوى في آذار 2021 واقامته لقداس هناك في الموصل وقره قوش، الأثر الكبير في إعطاء زخم لمساعدة المسيحيين وتعزيز معنوياتهم، واستقطبت الزيارة اهتمام منظمات دولية لتقديم مساعدات للعراق لإعادة اعمار مناطق تعرضت للدمار بسبب الحروب والإرهاب.

ورغم أنه ما تزال هناك تحديات امنية وسياسية واقتصادية تعيق عملية تحقيق استقرار شامل في منطقة سهل نينوى، فان مؤشرات عودة الحياة واستئنافها تبدو واضحة مع مشاهدة الأسواق والكنائس والبيوت مليئة بالناس كما هو الحال في بلدة قره قوش في سهل نينوى.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/08/03



كتابة تعليق لموضوع : موقع عالمي: منظمات دولية تساعد مسيحيي نينوى للعودة إلى مناطقهم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net