صفحة الكاتب : فالح الإمارة

طالباني وديموقراطية " انجب محفوظ"
فالح الإمارة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  من الشائع في جنوب العراق ان تتم مخاطبة شيخ العشيرة بعبارات تنم عن الود والاحترام والدعاء بالسلامة وطول العمر، مثلما هو شائع في الكثير من مناطق العراق الاخرى مثلما هو شائع في الكثير من المناطق والبلدان التي تتسم بالنظم العشائرية والقبلية. تتفاوت تركيبة هذه المخاطبات من منطقة الى اخرى مثل (ياطويل العمر) و (يامحفوظ) وغيرهما، وتنطوي هذه المخاطبات، فيما تنطوي عليه، اعتبار رئيس العشيرة أب لعمومها ويحظى باحترام الجميع وان اختلفوا فيما بينهم كي يتمكن من اصلاح شأنهم وحل خلافاتهم.
    روى لي صديق ذات مرة عندما كنا طلبة في الاقسام الداخلية في الجامعة، ومن باب الدعابة، انهم في عشيرتهم يخاطبون شيخ العشيرة بلقب "محفوظ" عندما يكونون موافقين على ما يقول، والويل له ان خالفهم في رأي، فستكون المخاطبة "انجب محفوظ" وهذه العبارة في لهجتنا العراقية عبارة مهينة لاسكات المتكلم والتقليل من شأنه. لم أصدقه أنذاك واضطر الى أن يقسم لي باغلظ الأيمان حتى تظاهرت بتصديقه.
     اعتذر اليوم الى صديقي العزيز وأقول له إني أصدقك تماما بعد أن ثبت لي صدقك ببرهان لا يرقى اليه الشك. صدقتك بعدما رايت ما يحصل في عشيرة العراق وفي صفوتها المفترضة، والطريقة التي تعاملت بها تلك الصفوة من السياسيين وأعضاء مجلس النواب مع رئيس الجمهورية ، بمن فيهم قادة الكتل السياسية وأعضاء من تحالفه السياسي لا زالوا بعمر أحفاده.  فبغض النظر عن رأيهم الشخصي في الرجل ودرجة الخلاف والاختلاف معه ومع و ما يقوم به، إلا أنه شيخ العشيرة المسن الذي اختاروه هم ليرعى دستورهم ويقول للمصيب أصبت، وللمخطيء تجاوزت، وقد قام بهذا الدور لحد الان.  أاما أن تنهال عليه التهم والهجمات والتكذيب والسباب والشتائم كما ينهمر المطر، بحق أو بدونه، ويصبح علكا تلوكه أفواههم الشرهة وتتقاذفه ألسنتهم السليطة بهذه الطريقة، التي أقل ما يقال عنها أنها فجة، فهذا لا يختلف عما كان يحدث في عشيرة صديقي "الديموقراطية". تبا للديموقراطية التي لا تبنى على الأخلاق واحترام الاخر، ولا فرق بينها وبين ديموقراطية قطع الألسن التي تعودنا عليها طويلا إذا فرغت من محتواها الأخلاقي. 
     ألسنا بحاجة الى أن نتعلم كيف نخاطب الأخر الذي نختلف معه ونحافظ على انسانيتنا وانسانيته في الوقت ذاته، ونعكس صورة أفضل عن انفسنا ونظهر رأينا باسلوب حضاري، قبل أن نشوه صورة الاخرين، كي تكون حجتنا أبلغ وأحجى.؟
   
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فالح الإمارة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/18



كتابة تعليق لموضوع : طالباني وديموقراطية " انجب محفوظ"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو محمد ، في 2012/06/19 .

صدقت يا اخي العزيز ، الاحترام بقدر المصلحة ، ان معظم السياسيين اليوم يتعاملون بلغة الشارع ومع ذلك فهم لا يمتلكون عفوية وصدق وطيبة العامة من الناس الذين يتكلمون بتلك اللغة ، كل واحد يرتدي بدلة ورباطا لكنه يتصرف كزعيم لشلة من الصعاليك.. تحياتي




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net