لا بد من قتل الإمام
عبد الكريم سعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لم أكن أحلم يوما أن أكون طيب القلب، نشأت وأنا أحب الخباثة والشماتة والاستهزاء بكرامات الناس والتذمر من كل شيء، رغم أني أبن عائلة غنية، كانت عائلتي تطمح بالسلطان، وتحلم أن تقود الثورة ضد البغي حسب الشعارات الرنانة التي لا تفارق أخي أبراهيم، حتى صار يلقنني أمور السلطة وأسرار السياسة، كان يقول لي يعجبني لؤمك وخباثتك وشرورك لكن عليك أن لا تعلن للناس إلا الطيبة والمحبة وعشق أئمة أهل البيت قلت له:ـ ابراهيم أنت تدري أني لا أحب أهل البيت، ابتسم بوجهي وقال هذا أمر جيد لكن أتركه لنفسك، كنت أشعر بالغبطة وأنا أتلقى من أخي ابراهيم هذه النصائح التي تجعلني أشعر باني قائد الكون،  أزداد حقدي على الأرض وعلى السماء وعلى الناس وعلى.. 
حين قتل مروان الحمار آخر سلاطين الأمويين أخي ابراهيم ، كان يوصي بأخي عبد الله احرص على اخيك أن له مستقبل كبير في عالم السياسة  والسياسة لا تعني في عرفنا إلا الجريمة والقتل والفتك والإبادة، فاحرص عليه، هذا الحقد الذي فطرت عليه يطرد عني الوساوس ويجعلني أشعر دائما أني صاحب حق، أنا الخليفة الذي سيكون، أستلم أخي الحكم وصار أول خليفة عباسي يلقب بالسفاح، كونه اشتغل بمطاردة الأمويين، الأمر الذي بدأ يقلقني أن أخي ممثل بارع في أداء الشخصية الحنونة على الناس والعطوفة واكرم أتباع أهل البيت، كوني أدرك أن إعطاء الفرصة لهم يعني هلاكنا فهم الأقرب للناس، حاولت أن أؤثر على أخي عبد الله بأن يقطع العلاقة مع أتباع أئمة أهل البيت ويحاربهم ويشوه سمعتهم ما دمنا نمتلك السلطة، نقض البيعة وابتدأت تصفيتهم، لم يدم عهد أخي سوى أربع سنوات، واستلمت زمام حلمي، صرت أتسلى بالقتل والذبح عندي نزوة من نزوات السلطة، فمن الخطأ أن يطمئن صاحب العرش يوما، كل شيء لابد أن يحسبه عدوا، كيف لي أن أهدأ وعمي عبد الله بن علي موكلا بتدبير جيوش الدول؟ 
كيف لي أن أهدأ ونفوذ أبي مسلم الخرساني يكبر؟، وأصبح ذو سطوة وسلطان في حكم الدولة، كيف لي أن أهدأ وآل علي بن أبي طالب يتنفسون الحياة، وما زال لهم في قلوب الناس مكانًا، وأكثر ما يثير قلقي هو الإمام الصادق، يذكرني دائما أنه سبب نعمة العرش علينا، وهو أولى بالسلطة والدولة والناس، لا بد أن أخلق لي دين ونبي وسلطان جمعت حولي الكذابين ووضعوا لي الأحاديث المكذوبة عن النبي في فضل العباس واختصاص ذريته بالخلافة، كان لا بد أن أفعلها كي تتنفس السلطة برئة الحرية الهواء، هل فهمت الآن أنه لا بد من قتل الامام؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكريم سعدي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/07/26



كتابة تعليق لموضوع : لا بد من قتل الإمام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net