صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

تأملات في كتاب المصابيح لسماحة السيد احمد الصافي :ح(22) (فاعلية التقابل  )
علي حسين الخباز

 يرى بعض المفكرين ان الصحيفة السجادية  هي مكتبة الدعاء والتضرع اليه سبحانه تعالى ،ولابد من التدبر في معاني هذه الادعية  ، بينما يذهب البعض الآخر من أهل الفكر الى ان الصحيفة السجادية  ليست مجرد مجموعة أدعية الهية  تقرب بين الانسان وربه ، انما هي مادة علمية وفكرية لهذا سعى سماحة السيد احمد الصافي في كتابه المصابيح الى  قراءة هذا الاثر معتنيا بالجانب الفكري المؤثر في المجتمع الانساني في كل زمان  ومكان ولايشمل جيل دون آخر  ، ومن بعض هذا الفكر يذهب الى تيسير فاعلية  الاثر النفسي الانساني  ، ليضمن  شمولية  التلقي ، والتركيز على الاثر النفسي في تلميحة الفارق  بين امكانية القدرة  الالهية وامكانية الانسان ، فنجد الله سبحانه تعالى يستر الخلل عند الانسان، يستر الذنوب والعيوب  ، بينما الانسان  يتجاسر بالذنب اثر بعض  الموجهات النفسية  ،يخاف ان يطلع احدا على عيوبه  لكنه لايأبه كيف يكون موقفه امام  الله سبحانه  تعالى ، كأن الله تعالى اهون الناظرين اليه ، وهذا الاثر يعالج مسألة مهمة وهي السعي الدقيق  لتحويل  مفردات  الفكر  الدعائي  الى ناتج سلوكي   ، لذا  نجده يركز على حقيقية ميزان الايمان  هي لحظة  الانفراد مع الله سبحانه يمكن يغيب عليه الفضل الالهي  الذي لم يغيرالنعمة ولم يكدر المعروف  الالهي ، ولا يمن على أحد وهذه دلالة معرفية تستعمل لغرض سلوكي هو مقابلة هذه النعم بالطاعة ، هذه الامور التي شخصها السيد الصافي ، في شرح الدعاء ليبين لنا ان الله سبحانه هيء لنا كل سبل الطاعة ، أي بمعنى  جعل تلك النعم سبلا لطاعته لالمعصيته ، لو تأملنا في مفردات التقابل / المفارقة ، توضح لنا معنى المعنى ، لتوصله الى المتلقي عبر التضاد لتوضيح الدلالة ، العفو الالهي يقابله تجاهل الانسان ، الطاعة الالهية تقابلها المعصية ، ونجد مفارقة  مبهرة ركز عليها البحث ان نعم الله  تشمل التضاد الايماني للمؤمن وللكافر، يرى ان بعض الكفرة يتنعمون بلذائذ دنيوية اكثر ،  وتعد المفارقة ، اهم خصائص  الدلالة  لقراءة  نصوص الادعية السجادية بطريقة غير مباشرة  لمنظومة فكرية أرسى  مبادئها  الامام السجاد عليه السلام ، فنجده استشهد  بقول الامام عليه السلام ( الناس نيام  فاذا ماتوا انتبهوا )، تشتغل آلية التقابل  بين الانتباه والغفلة ، بين النوم  واليقظة  بين التوبة والندم ، ويذهب سماحة السيد الصافي  الى مفارقة  فكرية شعورية دلالة لموعظة تجسد التقابل  بين  الدنيا  والاخرة ، الام التي تضحي بنفسها من اجل طفلها  ، لاتفعل ذلك  في الآخرة  ( تذهل كل مرضعة عما أرضعت )  وتذهب نحو أهمية مثل هذه القراءة ، التي تعمل على زيادة  وعي المتلقي  ونشر هذه  المعارف  باعتمادها منهجا تربويا  يستمد  ثقافته من نهج  الامام المعصوم  ومن  النبي صلى الله عليه واله وسلم  ، والاهتمام  بالامام المعصوم  كمصدر فكري  يمكن استثماره  ، لما يمتلك  من مكانة  دينية  واجتماعية  ، ومثل هذا العمل  البحثي  يحتاج الى من يستطيع  الولوج الى العمق  الفكري للمعصوم ، الى القوة الايمانية   التي  من الممكن ان يحصل على معاني جسيمة لكل دعاء  ليس على سبيل  المذاكرة العابرة  بل نهج تربوي في كل آن  ، أي ان  التمحيص المتأمل  لايعني  المرحلة الزمانية على مستوى  زمانية المعصوم  ولا على مستوى  زمانية البحث ، أو زمانية القراءة بل على زمانية منفتحة ، باعتبارها  حجة على الناس  ، وهي المنقذه اذا التزموا بمضامينها ،  ، وهذا الالتزام  يمثل الاطمئنان   الروحي  وهو الشعور بالرضا  ، ويحدد لنا  قضيتين  مهمتين  أولها تحقيق الذات من التضرع  الى الله سبحانه  والثانية  استثمار  الفرص  لمشاغلة  أي فراغ  ، أي ان يجعله فراغ سلامة  ،  الماطن  في الغرب  يشاغل  نفسه  في  الصحف الصباحية يقرأ في المحطات  والقطارات  بينما  نحن لدينا وسائل  مشاغلة  الفراغ  روحيا  من خلال  التسبيحات ، وبعض  الأدعية لتكن  مساحة  الفراغ  ، مساحة  تذكرة  ومساحة  استغفار يمحق بها الشيطان  بما تملك  من طاقة  روحية  في الركوع  والسجود والتسبيح  في الانقطاع  الى الله  ، قرأت لأحد  المفكرين  ان شهداء الطف الحسيني كانوا في ساعاتهم  الاخيرة  يقرأون  القرآن  بصوت مسموع  ليحصنوا انفسهم من اي غزو شيطاني يحبب لهم الحياة ، ومن هذا  الموضوع  نفسه تنبثق الاستكانة  والتذلل  الى الله سبحانه  تعالى  ، وهذا من مبادىء  توجيه  السلوك حقيقة  تنقلت من مفهوم سلوك المعصوم  نفسه بما يمتلك  من بساطة  ولين معاشرة ، الانسان  مسكين  حسب قول  الامام علي عليه السلام  ، والابداع المعرفي هو عملية  من عمليات  التفكير  الجاد  لتحويل أطر النص المعصوم الى شواهد سلوكية حياتية من حيث  تداعي قوة الانسان وتلاشيه حتى يصبح عبئا على غيره ، نظرة حقيقة النص البحثي من سعي الامام السجاد اعادة توجيه الوعي الديني ، ومنه يذهب  النص البحثي  الى عدة اتجاهات من الوصايا التي هي الدعاء الى الآخرين وعدم البخل بالدعاء  وثانيا ادخار شفاعة  النبي صلى الله عليه وآل وسلم  واهل البيت عليهم السلام  والشفاعة له شروط  لابد من تهئية  الى طلب الشفاعة ،


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/07/20



كتابة تعليق لموضوع : تأملات في كتاب المصابيح لسماحة السيد احمد الصافي :ح(22) (فاعلية التقابل  )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net