فطرس عتيق الحسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مُحبر اليدين، بين السماء والأرض مُحتجزا، لا مُنقذ يرفق بحالي، بين ظلمة الكون وظلمة الليل وظلمة السجن، رأيت جبرائيل يُحلق عاليًا ويهبط إلى الأرض.
سألتهُ
-إلى أين أيهُا الروح؟
يجيبني مُبتهجا
- احمل تهنئة إلى رسول الله ص بولادة سبطه الحسين.
-يا جبرائيل! احملني معك لعل محمداً ص يدعو لي. 
حملني معه حيث بيت النبوة المشرق بحلول المولود من أحشاء النور. 
فلما دخل جبرائيل اخبر الرسول ص بحاليَ الذي يرثى له، ومكوثي طويلاً في تلك الجزيرة، بجناحيّ المنكسرين ورائحتي النتنة، ورغم مرارة البلاء وحبي تعبداً الى الله.
يجيب رسول الله ص بصوته الطاهر العذب المتواضع الممتلئ إنسانية، 
-قل له أن يتمسح بهذا المولود ويعد الى مكانه.
اقتربت من الحسين روحي له الفداء، مسحت به اجنحتي الخائرة، بلطف الله التمست شفاعة الحسين، تحرر قيدي، وغفر لي ربي، و ارتفعت الى السماء، و من ذلك الحين وأنا احمل وسام الشرف، أصبحت الملقب بعتيق الحسين. 
مضت الأيام وأنا احتضن الحرية بين راحتيّ بين السماء والأرض، كنت أحمل حب الحسين بين جزيئات نبضي. 
مرّت الأيام وانطوت السنون على عجل، حتى جاء  يوم شعرت فيه أن الطقس قد تغير بصورة مهيبة، السماء أمطرت بغزارة، لا بل هي ادمع عيون تتكلم!
 السماء تبكي! و الأرض تنحب! الرمال ترتدي ثوب العزاء الطويل، الكون يصرخ بلا حبال صوتيه!
احسست وكأن ذلك اليوم المنشود قد اقترب أن يقتل فيه سبط رسول الله، 
أنا بحيرة كبيرة اكبر من حيرتي مسبقاً، حين كنت لا اطاق ولا اطيق العيش.
أي أداة تسعف محنتي، بأي الحروف استطيع نسج صرخاتي المتكسرة على متن حنجرتي، وبأي الأحبار اضمد انكساري النازف، كيف يمكن ان اصف وجعي؟!
ماذا اصف وعن ماذا اغفل، و بعض المصائب يصعب تفصيلها!  
كيف يُخرج النداء من لا يمتلك حيلة الصراخ؟
وكل حواسي ضجت بالبكاء والنحيب!
كم صعب عليّ التصديق وعدم التصديق، أن أرى محبوبي مخضباً بالدماء مذبوحاً من الوريد الى الوريد، مسلوب الثياب، مفطر الشفاة!
كم كنت اود ان امتلك اذن الانحدار من السماء الى الطف واشهد انتصار الدم على السيف.
عُدت مُكبلاً هذه المرة، ولكن قيدي هو الحزن، حيثُ  تقيد قلبي بسلاسل الشجى على محرري، وغدوت في السماء طائراً ينزف على أرض نزف عليها الحسين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/07/18



كتابة تعليق لموضوع : فطرس عتيق الحسين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net