صفحة الكاتب : نعمت ابو زيد

حقيقةٌ علميّة في تسبيح."
نعمت ابو زيد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قيلَ عنها "أختُ  القرآن"، إنجيلُ أهل البيت ع" "زبورُ آل محمد" والصّحيفةُ الكاملة" ،هي ذاك الأثرُ القيِّم الخالد في مواريثِ النّبوّة وأهل البيت عليهم السّلام، إن تأمّلتها رأيتها فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق، تضمُّ مجموعةً كبيرةً من الأدعية للإمام الرابع علي بن الحسين المُلَقَّبِ بالسجاد وزين العابدين ع ألا وهي "الصّحيفةُ السّجادية".
هي واحدةٌ من أهم الروافد المعرفيَّة، فقد ضمَّن الإمام(ع) أدعيته الكثير من المعارف الدينية المتَّصل منها بالإلهيَّات وبأصول العقيدة والتشريع الإسلامي والمثل والقيم الدينية، كما اشتملت على تبيان أصول النظام الاجتماعي من منظورٍ ديني، هذا بالإضافة إلى ما تضمَّنته الصحيفة من تركيز على تهذيب النفس والوسائل المفضية لذلك، وكيف يتمُّ التحلّي بمكارم الأخلاق، وما هي السبل التي تُفضي بالإنسان إلى مدارج الكمال، وكيف يتسنَّى له توثيقُ علاقته بمعبوده، وما هي الآداب التي ينبغي أن يكون عليها المؤمن حينما يناجي ربَّه، وقد أصّل الإمام في الصحيفة لمفاهيم لم تكن متداولة كمفهوم العشق الإلهي ومفهوم الهُيام والوله والأُنس والحضور في محضر القداسة والربوبيَّة كما احتوت على حقائق علمية لم تكن معروفةً في عصره واستوقفت العلماء للبحث عنها.
 فمن تسبيحاته عليه السّلام "سبحانك تعلم وزن الظُلمة والنور" . 
ومما يأخذ الألباب حقاً في هذا الدعاء ، أن يتكلم (عليه السلام) عن وزن للظلمة والنور.
فهل للنور وزن؟ وللظّلمة وزن؟
  تساؤلاتٌ تطرح نفسها، وتفتح أفقاً واسعاً للبحث وتبيّن مدى علم الله تعالى، ومن البديهيّ أنّ قوله حقّ وليس عبثياً، مما يسترعي الفضول العلميّ للبحث في ثنايا العلوم وخفاياها.
أما عن وزن النور ، فظلّ هذا المعنى بعيداً عن مخيّلة العلماء ، حتى القرن العشرين ، حين قرّر العلماء مبدأ تحويل المادة الى طاقة ، والطاقة الى مادة . الأول فيحصل في التفاعلات النووية ، أما الثاني فيحصل في ظاهرة " إنتاج الأزواج " ، التي يتحول فيها (فوتون الطاقة) الى زوجين من الجسيمات المادية ، هما : الالكترون السالب والالكترون الموجب .
وبناء على ذلك المفهوم وضع العالم أنشتاين معادلته في تعادل المادة والطاقة ، وهي تقرر إمكانية تحول المادة الى طاقة وبالعكس ، وفق المعادلة التالية :
E = m.c2
فإذا حصل تفاعل اندماج نووي مثلاً ، وهو ما يحدث باستمرار في الشمس ، نتيجة اندماج ذرة من نظير الهدرجين الثقيل (دوتيريوم) مع ذرة أخرى ، فإننا نلاحظ أن ذرة الهليوم الناتجة تكون أقل كتلة من مجموع كتلة ذرتي الدوتيريوم . وهذا النقص البسيط في الكتلة هو الذي يتحول الى طاقة نووية هائلة ، يمكن حساب مقدارها بضرب الكتلة m بمقدار ثابت هو مربع سرعة الضوء . علماً بأن سرعة الضوء هي 300000 كم/ثا . ويطبق المبدأ نفسه عندما يحدث تفاعل انشطار نووي ... إذن فالمادة الضائعة لم تفن ، وإنما تحولت الى طاقة .
وبالعودة الى الحديث عن وزن النور ، نقول :
إن نور الشمس وغيره من الضوء المرئي وغير المرئي ، إن هو إلا مظهر من مظاهر الطاقة الكهرطيسية ، التي تشمل أيضاً الأشعة السينية (X) والأشعة النووية غمّا (لا) ، ويعتبر نور الشمس من أضعف انواع الطاقة الكهرطيسية . وبما أن النور طاقة تنتج من الشمس ، فإنه وفق قانون أنشتاين يعادل كتلة ، والكتلة لها وزن . ويبدو هذا الوزن عندما تتحول الطاقة الضوئية الى كتلة ، وذلك في ظاهرة إنتاج الأزواج.
بعد استعراض هذه الشّذرات من جزءٍ من تسبيح، نجد أنفسنا أمام بحرٍ كبيرٍ من العلوم والمعارف التي لا حدود لها فلا يُمكننا إلا أن نردّد هذه التسبيحات ونرفعَ أيديَنا لنبتهل لخالقنا العظيم أَن أَنِزل على قلوبنا بعضاً من أسرارك وعلى أذهاننا بعضاً من علمك، ف" سبحانك تعلمُ وزن الشمس والقمر ، سبحانك تعلم وزن الظُلمة والنور ، سبحانك تعلمُ وزن الفيء والهواء ، سبحانك تعلم وزن الريح ، كم هي من مثقال ذرة " .

                                                                                                                    والحمد لله كما يستحقّ حمده


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نعمت ابو زيد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/07/13



كتابة تعليق لموضوع : حقيقةٌ علميّة في تسبيح."
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net