إنظروا إليها وهي تحترق… رسالة إلى نيرون فرنسا ماكرون …
علي السراي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي السراي

ذُق إنك أنت العزيز الكريم ، هي كأس تدور هنا وهناك، تارةً بيدك وأُخرى بيد
غيرك، كأس لطالما أترعتم دولنا وشعوبنا بمذاقها المُعتقُ سُماً زُعافاً،
كأس مغلفة بشعار حرية الرأي والتعبير تتدلى منها أشرطة الديمقراطية
الملونة البراقة الخداعة الزائفة، التي سُرعان ما تتحول إلى مشانق وحبال تلتف حول الاعناق كما التفت حول عنق طفل الوثبة السيد الشهيد هيثم البطاط الذي
أحرقته تشرين ومثلت بجثته، ففي الوقت الذي أشعلتم عواصمنا الخارجة
عن القانون حسب زعمكم، بنار الربيع العربي وجلستم على التل تُمتعون
نواظركم بمشاهدة أعمدة النيران تتصاعد منها وقد أسكرتكم نشوة الانتصار
و أيقنتم أن لا قيامة لنا ، كان القدر ُ حينها ينسج خيوطه لكم… نعم لكم…
بذات الساقي، وذات الكأس، وذات السُم الزُعاف، وهاهي كرة النار ترتد
إليكم لتحرق ربوعكم، أخضركم قبل يابسكم …أنظر لباريس من شرفة قصرك
، إنها تحترق… وقد تحولت إلى كرة دخان ولهب، كأن القدر يلعب لعبته معكم
يقهقه مستلقياً على قفاه وهو يسمع تصريحاتكم بشأن غضبكم مما يحدثُ
في عاصمة العطور والأزياء على إنها
(( تظاهرات خارجة على القانون، و لا يحق لأحد أن يثور على ممثلي الشعب))
أتذكرُ يانيرون تصريحاتك الرنانة بشأن تظاهرات لبنان عام 2020 ؟
ألست القائلُ (( أن الثورة لا تحدث بأمر خارجي، إنها من صنع الشعب ))
أتذكر تصريحاتك بشأن تظاهرات منافقي خلق في طهران؟
أتذكر ؟ وتذكرُ ؟ وتذكرُ ؟ فما عدى مما بدى ؟
أوليست النار التي تحرق باريس هي ثورة شعب ؟ والنار المشتعلة فيها
من سُنخ نار الإحتجاجات التي أشعلتم فتيلها في عواصمنا ؟ في بغداد وطهران
ولبنان وسوريا وبقية العواصم على أنها إرادة الشعوب ولاينبغي للحكام
قمعها أو مواجهتها أو التصدي لها، بل يجب النزول على حكم الشعب؟؟؟
في الوقت الذي تعلمون فيه جيداً أن من كان يقوم بتلك الاعمال هم
مجاميع من العصابات التي تدين بالولاء لكم وللمعسكرالغربي ولسفاراته
وأوكاره ، ومرتزقةً يدينون لمن يدفع، وهذا لَعَمري دين وديدن عبدة الريال
والدولار ، فأعلم ياسيد الأليزيه أنه كما تُدين تُدان ، وأن كرة النار لن تبقى
مستقرة في باريس… بل ستبقى تتدحرج وتتدحرج
وستأكل ثمار ما زرعته أياديكم من مؤامرات ضد شعوبنا المظلومة…
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat