زَهـَـتْ فـــي غـير موســِمِها الزهـورُ
وســارتْ طـوْعَ مَركَــبِــكَ الـبُــحـورُ
وأوْعَــزَتْ الــســمـاءُ لــــكـل ضـوءٍ
مُـرافَــقــة الـبَشــيــر بـمــا يُـــشــيــرُ
سِــماتُـك فــي الــنبـوّة مُــذ تـراءَتْ
تَــسـامَى الفِــكرُ، وازدَهـرَ المصيــرُ
( وضاعَـتْ يثـربُ الفيحاءُ مِـسـْكا )
بـِمَـقــدَمِ مَــنْ لــه انْحَــسَــرَ العـسِـيرُ
ســـَـناءُ خُـطاكَ ، ضـوْء ٌ للقــوافـي
وايــعــازٌ بــــه يَــسـْـمـو الشُــــعـورُ
أبا الــزهـراء، مُـذ نُـودِيـتَ ( إقرأ)
تَـهاوى الشِـركُ وانْـدَثــرَ الــغُــرورُ
ولـمّـا الوحيُ فــي الافــاقِ نــادى
أضاءَتْ دَرْبَ مَـقْـــدَمِـك الـبُــدُورُ
تــرَنَّــمَت القــوافــي لـحــنَ شُــكْـرٍ
لِــرب الــعـرشِ ، إذ عَــمَّ السُـرورُ
ربـــيــعُ الخُــلـدِ ، في خُلـُقٍ وعِـلـمٍ
وصِــدقٍ ، قــد حــباكَ بــه الـقـديـرُ
يـُـفاخِــرُ بـَعـضُ مـَـن يَـسمو بـمَجْدٍ
ونَـــبـْـعُ عُــلاكَ ، قــــرانٌ مُــنــيـرُ
سـَــماواتُ البــيــانِ ، رأتْـكَ فــيهـا
فـصيـحــا ، فــي ضيائك تَـسْـتـنـيـرُ
وقــد دَوّى صُمُـودُكَ فـي الأعـالـي
فأعــقـَـبَ صَوتَــه غَــيـْـثٌ غــزيـرُ
إذا ذُكـِـرَتْ مَــحاسِـنُـك اسْــتَـبانَـتْ
لــهــا فــي الأفـقِ أطــيــافٌ ونـورُ
مَــشــيـنــا صَـوْبَ أهــدافٍ تَجَـلّتْ
كــرامات ، بـهـا زَهَــتْ العُــصورُ
إذا اقْــتُـفِـيـَتْ خُطاكَ ، لها صَداهــا
كَـذِكْـرِكَ ، فــيه تَـنـْشَـرِحُ الصُـدورُ
صَحـا مـَن غـادرَ الأوْهـامَ ، هَــديــاً
بـِـنـورِك فـاســتـقـامَ بــه المَـســيـرُ
تَـراتـِـيـلُ البـَـديــعِ ، لــهـا امْـتـيــازٌ
إذا ضـمّــتْ بــلاغــتَـكَ السـُـــطـورُ
عُــلـوُّكَ فــي الفـصاحــةِ والـتـحـدي
أذَلَّ شُــمـوخَهــم ، فـهـوى الــسَـريـرُ
وإنْ ذُكِــرَتْ صِفـاتُــكَ فــي جــنانٍ
بــذِكْـرِك يَـنـحـني الـرّوضُ الـنضـيرُ
(ومــا للمســـلميــن سِــواك حِـصنٌ )
ولا لــمَـقـامِـك الســـــامــي نــظـــيرُ
مـفاهـيـمُ الكـرامةِ ، صُغْـــتَ مــنهــا
قــنــاديــلَ الطـمـوحِ ، لــنـا تُــنــيــرُ
وشَــــعَّ الحـــــقُ فـانـدثَــرتْ قِــلاعٌ
بــكُــل جِـهــاتِـهـا ، صَــنَـمٌ يـَــدورُ
وســـادَ الإئـتــلافُ ، بــعَـزْم صِـدقٍ
وفــاضَ الـوَعيُ ، وانتفضَ الضميرُ
أبـا الــزهـراء ، أنـت لــنا شـــفـيــعٌ
بـــيــومٍ ، فــــيـه يـُـفْـتَـقَــدُ النــصيـرُ
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat