صفحة الكاتب : صالح حميد الحسناوي

(توبة ملحد) 1 
صالح حميد الحسناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يميل دعاة الإلحاد إلى ربط الإلحاد بالعلم، وكأنه ناتج علمي موضوعي بينما التجربة الإنسانية التي نعيشها في العراق تدل على أن معظم الملحدين يذهبون إلى تبني فكرة الإلحاد بشكل ببغائي تقليد الأفكار، فلا يميلون إلا للهجوم على الدين، برأس مال ضعيف عبارة عن أسئلة مهزوزة مثل أرني الله وكأننا لا نؤمن إلا بما نرى وإلا كيف يؤمنون بالأحاسيس والمشاعر والاحترام والضمير ليريني أحدهم ضميره، وحتما ينزعج أن قلت لأحدهم أنك بلا ضمير، 

وأَنا ولله الحمد آمنت بالله سبحانه ولكن بعد تجربة كبيرة في الالحاد، وعسى الله أن يقبل مني توبتي فقد كنت ملحدًا عن جهل، 
وصرت أدرك أن التيه الفكري ناتج عن أسباب سطحية وغير منطقية وبلا نزاهة فكرية أو أخلاقية، وسرعان ما يندم الملحد على ما اقترف في حياته، تركنا كل الأمور وذهبنا بغفلة نعترض على وجود الله سبحانه وتعالى، إن مفهوم الإلحاد قديما كان يرتبط بالهرطقة والخروج على الكنيسة، ذلك هو جوهر الموضوع الذي لا بد أن يعيه كل شاب، أن الإلحاد كان عملية ردة فعل على فساد الكنيسة، الثورة على طغيان الكنيسة، على هيمنة رجال الدين في أوربا، العصور الوسطى ـ رغم كل هذا كان الإلحاد المنبوذ، لأن الكنيسة بجورها وطغيانها لا تمثل حقيقة الانتماء لله سبحانه وتعالى، وعند حدوث الثورة الفرنسية عام 1787م كان انطلاق الثورة ضد الكنيسة. 
على كل شاب أن يعرف أن الاستبداد الديني كان يمثل التأريخ الأسود للكنيسة، ولهذا أخذت نزعة التمرد على الدين شكلا نضاليًا للمذهب الانساني، أما في العراق انزلقت الشيوعية من مذهب اقتصادي إلى  الوجودية لنكران الوجود الإلهي المقدس، وكان من ضمن القادة المؤسسين من هم خارج هوية الدين الإلهي المبارك، أما حقيقة ما أشيع  من الإلحاد في العالم فهو يرتبط بالثورة على الكنيسة وليس المناقشات العقيمة حول وجود الله سبحانه وتعالى، لهذا أصبح الإيمان في أوربا بالقيم التنويرية  مرادفا للإلحاد، كونه يكون الرديف الفكري للنضال ضد الكنيسة، يرتبط عندنا الإلحاد بالعمل السياسي المنظم سياسيا والمنفلت في معظم أخلاقياته، ومن الأمور الواضحة حيوية واثر السياسة في شيوع الإلحاد، مثل باقي الظواهر التي تشكل كسر القواعد، خاصة عندنا في العراق، الشاب يعتقد  أن ثوراته وانتفاضاته هي ضد الدين أو هناك من يربطها بظاهرة التمرد على الدين لكسر التوازن النفسي عند شبابنا، أنا صاحب تجربة ،الملحد العراقي ما أن يقع في مشكلة حتى تراه يستغيث بالله سبحانه وتعالى، هو يناقش أرني الله والخميس تراه في المقبرة يوزع الثواب لروح أبيه، ظاهرة الإلحاد ترتبط بالفئات العمرية الشبابية، ولو نظرنا إلى الخلفيات الأسرية لأولئك الملحدين الصغار لوجدنا تقصيرا في الوعي، وإلا فالمفروض أن صورة الأب تنعكس على تصوره لله سبحانه تعالى، 
تخلي تام عن الإيمان، أغلبهم نابع من القسوة، والقضية لا تعني الأب فقط وإنما تعني رجل الدين أي انحراف في سمعة رجال الدين يعتبرعاملا قويا ممهدا للإلحاد، ولذلك نجد أهل الأحزاب يعملون على تشويه سمعة رجال الدين وتسقطيهم اجتماعيا، وأي انحراف يعتبر مؤاخذة صارخة ضد الدين ويكون عاملا لاستغلال إلحاد الشباب، قضية داعش استغلت لصالح الإلحاد، حيث تضاءل اهتمام الوالدين بالالتزام الديني، وتضاءل اهتمام المجتمع بالدين، وبعض الشباب من أسر متدينة سقط بالإلحاد نتيجة أصدقاء السوء 
قضيتي مع الإلحاد كبيرة وبالله أستعين على التوبة. 
كان ينتابني شعورا بالارتياح وقررت التوقف عن التساؤلات وعشت الحياة بكل حرية. 
الشاب الملحد له ثقافة ضحلة وفقر معرفي، وأجد أن الدوافع النفسية تغلبت على الدوافع الموضوعية، بشكل واضح عندهم، ولاحظت من خلال تجربتي أن قرار التخلي عن الدين لم يبذل له الشباب أي جهد أو تفكير، لذلك نجده لا يستنجد بالشدائد بماركس أو لينين ولا يملك لحظتها سوى الله سبحانه في مشاعره وأحاسيسه، فالانتماء لله أقرب، 
قلت له يسعدني أن نكرر اللقاء..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح حميد الحسناوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/06/29



كتابة تعليق لموضوع : (توبة ملحد) 1 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net