صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

الكتابة وتقييم الأفكار
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يقال عندما يمسك بالقلم جاهل يطبل للمسؤول فقط ، وبالبندقية مجرم لا هم له إلا الدم والقتل، وبالسلطة خائن ليكون اداة طوعية لها لان السلطة قائمة على الطبقية وعلى الرقابة بواسطة أجهزة البوليس والأمن المختلفة فيتحول الوطن إلى غابةٍ لا تصلحُ لحياةِ البشر، أن الكتابة هي رؤية لما يمكن فعله أو قوله في مقاربة أي مسألة، من دونها يبقى الفكر أبكم و ارقى انواع التعبير تصنع من الإنسان ان يكون دقيقاً وليس المطلوب نقل الوقائع كما يفهمها غيرنا ويحبونها أو نقدم آراء فردية ومقاربات شخصية مغايرة . والكتابة ليس فعل تحرري فقط و انما تجسيد لوجودنا المتعالي او سقوط في شراك غريزة القطعان ولغة الغوغاء التي نلاحظها في هذه الأيام عبر وسائل الإعلام ، ولا يجب ان نكتب ليقرأ لنا الآخرون في صمت وابتسامة ورضى، انما علينا ان نكتب آراء ونعرض افكار جديدة توسع من عقول المتلقين ، و أن نكتب ما يعني اننا نفكر في حاضرنا ومستقبلنا بصدق و ترسم خارطة جديدة مختلفة وتقيم أشكالا مغايرة للطبيعة ومواقع تمركز متعددة للوجود الإنساني. و يجب أن نزيح من اذهاننا ردود افعال سلبية التي قد يحدثها ما سنقوله، وتسعى لتحقيق أكبر قدر من الصدق فيما نقول في الكتابة التي توارثناها عبر أجيال متلاحقة، والكتابة هي الأداة التي تساعدنا على أن نسجل كافة اللغات التي أنتجتها الحضارات البشرية المتنوعة والكتابة تساعدنا على الاحتفاظ بالهوية عبر الأزمنة المتعاقبة و الطريقة المثالية للتعبير عن المشاعر الدفينة الكامنة داخل روح الإنسان، لذلك وصفت بأنها أفضل الوسائل التي تقرب الأشخاص ووجهات نظرهم، لما لها من مفعول السحر على النفس البشرية، حيث تمتلك قدرة هائلة على التغلغل إلى أعماق روح الإنسان. كما أنها تحفظ للأجيال القادمة التراث الحضاري الخاص بعالمنا الحالي.، كما تأتي الكتابة في مقدمة الأدوات التي تساعد الإنسان على التعبير عما بداخله من مشاعر سواء سلبية أو إيجابية.

و الكثير من الأشخاص يعتقدون أن الكتابة تلزمها فقط قراءة في مجال معين، أو قراءة في نوع معين، اما الحقيقة هي أن الكتابة تحتاج إلى الثقافة العامة و كل هذه القراءات تجعل العقل أكثر تفتحًا وأكثر قدرةً على كتابة نصٍّ والقلم عماد القوة والمشورة تجعل منه مستعداً ويتكامل عقله بالقراءة والبحث ويعتبر من أعلى مستويات القراءة و نضجها بل هو هرم التأمل والتفكير ومنتهاهما،حامل الثقافة هو الإنسان،وحامل الحضارة هو المجتمع،ومعنى الثقافة القوة الذاتية التي تكتسب بالتنشئة،أما الحضارة فهي قوة على الطبيعة عن طريق العلم،فالعلم والتكنولوجيا كلها تنتمي إلى الحضارة ، وسائل الثقافة هي الفكر واللغة والكتابة ، وكل من الثقافة والحضارة ينتمي أحدهما إلى الآخر كما ينتمي عالم السماء إلى هذا العالم الدنيوي،أحدهما ((دراما)) والآخر ((طوبيا)). الحضارة تعلم،أما الثقافة تنور وتحتاج الأولى إلى تعلم،أما الثانية فتحتاج إلى تأمل وعندما يكتب الكاتب نصًّا يُفضَّل أن يكتبه من أجل نفسه اولا ومن ثم، من أجل الناس، و لا ينبغي إهمال القارئ عند الكتابة، وأحيانًا يكون وضع القارئ كأولويةٍ عند الكتابة من مصلحة النصِّ وبعدها مصلحة الكاتب، حتى و أن اختلفت وجهات النظر تمامًا، بين القارئ والكاتب .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/06/07



كتابة تعليق لموضوع : الكتابة وتقييم الأفكار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net