في استثمار العطلة الصيفية
مرتضى علي الحلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مرتضى علي الحلي

ما جاء في خطبة الجمعة بتأريخ الواحد والعشرين من حزيران ، 2019 م
:: المرجعيّة الدّينيّة العُليا الشريفةُ :- توجّه بضرورة استثمار التعطيل الصيفي لطلبة الجامعات والمدارس في بناء شخصيّة الشباب والشابات بناءً صحيحاً وناجحاً عقائديّاً وتربويّاً وأخلاقيّاً وثقافيّاً حتى نتمكّن من تشكيل مجتمع ناجح ومزدهر ومتطوّر – وتؤكّد على ضرورة الدخول في دورات دينيّة وثقافية ومهنيّة تصب في بناء شخصياتهم مستقبلاً .
وتدعوهم إلى استثمار نعمة الفراغ بعد الانشغال الدراسي بتحقيق الاستجمام العقلي والفكري والنفسي ، وتربيتهم على الشعور بالمسؤوليّة وروح التطوّع وفعل الخير والتكافل الاجتماعي.
وتُحذّرهم من سوء استخدام الفراغ بالدخول إلى المواقع الفاسدة عقائديّاً وأخلاقيّا والضّارة ثقافيّا .
:1:- ينبغي بالطلبة الأعزّة والشباب والشابات أن يعرفوا كيفيّة استثمار التعطيل الصيفي بعد انتهاء الموسم الدراسي والامتحانات ببناء شخصيّاتهم بناءً عقائديّا وأخلاقيّاً وثقافيّا ومعرفيّا ينفعهم كبُناة للمُستقبل ، فهم الأمل في صناعة المستقبل الناجح لأنفسهم و لبلدهم.
:2:- إنَّ عمر الشباب يُمثّل مرحلة الحيويّة والنشاط الإبداعي والفكري والعقلي – وفي التعطيل الصيفي فرصة لاستثمار نعمة الفراغ بالأسلوب الصحيح والعقلائي في بناء الشخصيّة الناجحة – فالطالب يقضي نصف عمره تقريباً في التحصيل الدراسي ، وهو مع ذلك يحتاج إلى بناء تربوي وعقائدي وأخلاقي صحيح يجعله يستعد لتحمّل المسؤولية في المستقبل .
:3:- من الضروري التركيز على بناء الطالب والشباب بناءً ثقافياً ومجتمعيّاً صحيحاً – ونعم إنَّ الحاجة إلى الراحة أمر صحيح وذلك للاستعداد للموسم الدراسي الآخر ، ولكن الراحة لا تعني الكسل والخمول وتضييع نعمة الفراغ بالنوم ، فهذا فهم خاطئ .
:4:- ومن أجل تحويل موسم العطلة الصيفية إلى تطبيق عملي لا بُدّ من التوعيّة والتعريف بنعمة الفراغ في حياة الإنسان ، وكيفيّة التعامل معها واستثمارها – وفي الأحاديث الشريفة ما يؤكّد على ذلك أنّه ( قَالَ النَّبِيُّ ، صلّى اللهُ عليه وآله : خَلَّتَانِ -كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فِيهِمَا مَفْتُونٌ الصِّحَّةُ والْفَرَاغُ )
: الكافي ، الكليني ، ج 8 ، ص 152 :
وعنه ، صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم :- (اغتنم خمساً قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك و فراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك)
: جامع أحاديث الشيعة ، السيد البروجردي ، ج 1، ص 423 :
:5:- إنَّ التحصيل العلمي والتخصصي الأكاديمي لوحده لا يكفي في بناء شخصيّة الطالب والشاب ، فلا بُد من استثمار التعطيل الصيفي في تحقيق البناء التربوي والعقائدي والثقافي الصحيح للشخصيّة ، لأنَّ الشباب سيكون لهم دور قيادي وأسري واجتماعي في المستقبل ، وإذا لم يبنوا أنفسهم في هذه الفترة فلا ينجحون في حياتهم.
:6:- من وسائل استثمار التعطيل الصيفي أن نشيع ثقافة التشارك والتعاون في تحمّل المسؤوليّة والتي يتحمّلها الجميع ، لا أن نلقي بها على عاتق جهة ما والآخرين ونعفي أنفسنا منّها ونتهرّب ، فهذا خطأ كبير .
:7:- الجميع يتحمّل مسؤوليّة البناء الصحيح من المجتمع والأسرة والمدارس والجامعات والأساتذة والمدرسين والمعلمين والمؤسسات – وهناك الكثير من المراكز الدينية والثقافية والمهنية والتي يمكن الدخول فيها بدورات صيفية تساهم في هذا البناء الصحيح للطلاب والشباب.
:8:- علينا أن نواجه هذا الغزو الثقافي وخطره العظيم من بعض الفضائيات ومواقع النت والتواصل الاجتماعي والألعاب الألكترونية والتي يسهر عليها الشباب ويضيّعون نعمة الفراغ والطاقة .
:9:- إذا استثمر الطالب العطلة بالسفر وترويح النفس فعلى الأب أن يعرّفه برموزه الدينية ويجعل سفره هادفا وصالحا ويذكّره بعظيم خلق الله في أرضه .
:10:- المشاركة في الأعمال الخيرية والتطوعيّة بالمقدور من المال وغير ذلك ودعم العوائل الفقيرة واليتامى ومساعدتهم ، لتعويد الطلبة والشباب على تحمّل المسؤوليّة مستقبلاً.
:11:- نأمل من إخواننا – أساتذة الجامعات والمدرسين والمعلمين – توجيه الطلبة في نهاية الموسم الدراسي بضرورة استثمار التعطيل الصيفي بشكل صحيح أخلاقيّا وتربويّاً – لأنَّ الحياة الناجحة لا تقوم على النجاح في الجانب العلمي والدراسي والتخصصي لوحده ، بل تحتاج إلى البناء التربوي والعقائدي والثقافي الصحيح أيضاً.
:: أهمُّ ما جاءَ في خِطابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ , اليَوم, الجُمْعَة ، السابع عشَر مِن شوال 1440 هجري، الواحد والعشرون من حزيران ، 2019 م ::
عَلَى لِسَانِ الوكيلِ الشرعي، سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي ، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ .
___
تدوين – مرتضَى علي الحلّي – النجف الأشرفُ
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat