كربلاء تعقد المؤتمر العشائري الأول بشعار “وحدة الصف والعمل وفق توجيهات المرجعية”

تحت شعار: (وحدة الصف والعمل وفق توجيهات المرجعية الرشيدة)، أقامت العتبة العباسية المؤتمر العشائري الأول، وذلك بحضور محافظ كربلاء وشخصيات حكومية وعشائرية، فضلاً عن عددٍ من مسؤولي العتبة المقدسة.

وذكرت شبكة الكفيل أن قسم العلاقات العامة في العتبة العباسية، عقد المؤتمر العشائري الأول، أمس السبت، (١٩ نوفمبر ٢٠٢٢ ) على قاعة الإمام الحسن (عليه السلام).

كلمة العتبة العباسية
وتضمن المؤتمر كلمة للعتبة العباسية المقدسة ألقاها أمينها العام السيّد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين، وأكد فيها أن “القاعدة الأولية في الإسلام هي التعارف والتعاون وتبادل الخبرات، فلا ينبغي التقاطع والتحارب بل يجب السلام والوئام”.

وهذا نصّ الكلمة:

“أيها الإخوة لا يخفى على ذي بصيرة ما للعشائر ورجالاتها، من دور هام في الحفاظ على النسيج الاجتماعي، والسلم المجتمعي في المدينة المقدسة خصوصاً، وفي العراق الحبيب بشكل عام.
ولا ننسى موقفهم البطولي من فتوى الدفاع الكفائي المقدّس، وسرعة استجابتهم لفتوى المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، في الدفاع عن المقدسات وعن الأرض والعرض، وبذل الدماء الزكية وكل غالٍ ونفيس.

إن الانتماء للإسلام يتطلب معرفة الأحكام الشرعية والدينية ولزوم تطبيقها، من امتثالٍ للأوامر واجتنابٍ للنواهي بما يصدق رضا الله سبحانه وتعالى، إذ يجب أن تكون الأحكام الشرعية لا تتقاطع مع الأعراف العشائرية، فيجب على شيخ العشيرة وأفرادها أن يضعوا نصب أعينهم تطبيق هذه الأحكام.

وكما جاء في قوله تعالى: (لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، وقال تعالى: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).

إن القاعدة الأولية في الإسلام هي التعارف والتعاون وتبادل الخبرات، فلا ينبغي التقاطع والتحارب بل يجب السلام والوئام، فهما الحاكمان على العلاقات الاجتماعية والعشائرية.

وقال الرسول الأكرم(صلّى الله عليه وآله): (مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، هذه الآيات والنصوص ترسم شبكة من العلاقات تسودها المحبة والسلام، وهذا التواصل ينبغي أن يبدأ بالعشيرة والأسرة ثم العائلة، أي بين الأرحام ليكون البيت الداخلي آمناً، ثم الوحدة والتواصل الاجتماعي الإسلامي بشكل إنساني أعمّ، وهذا ما دعا إليه الأئمة الأطهار، كما نهى الإسلام عن التعصّب الأعمى.

وفي هذا الصدد قال الإمام الصادق(عليه السلام): (من تعصّب عصبه الله بعصبة من نار). وفي الختام أنقل لكم تحيات وسلام ودعاء سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزّه)، وتمنياته لكم بدوام التوفيق في خدمة الدين والمذهب وخدمة الناس والبلد”.

كلمة محافظ كربلاء
وشهد المؤتمر كلمةً لمحافظ كربلاء نصيف جاسم الخطابي، بين خلالها أن “العشائر سجّلت موقفاً تاريخياً بنصرتها للعراق بعد فتوى المرجعية الدينية”.

وقال الخطابي في كلمته، “لا شك ونحن نقف في هذه البقعة المباركة العتبة العباسية المقدسة، طالما سمعنا توجيهات من سماحة المتولي الشرعي السيد أحمد الصافي، تؤكد على وحدة الصف والكلمة والتواصل والمحبة في هذه المدينة المباركة”.

وأضاف أن “العراق قائم على تفاصيل وأركان أساسية بعد الإيمان بالله تعالى، ووجود قائدنا الإمام الحجة (عجّل الله فرجه الشريف)، والمرجعية الدينية التي تعتبر صماماً أساسيّاً للحفاظ على البلد، وكذلك العشائر المباركة التي طالما التحقت بالمرجعية وكانت اليد الضاربة، وفقاً لتوجيهاتها وقراراتها وأفكارها التي حفظت الأمة”.

وأوضح الخطابي، أن “العشائر منذ أن عقدت الرايات في زمن النبي الأكرم والإمام أمير المؤمنين وأهل البيت(صلوات الله عليهم أجمعين)، وعندما خاض أمير المؤمنين جهاداً مفصلياً للحفاظ على دين رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، ورسالة الإسلام، كانت هناك وقفة كبيرة وعظيمة للعشائر وعقدت الرايات التي وقفت مع الإمام(عليه السلام) وحافظت على ذلك النهج، كذلك دورها البارز في العصر الحديث للحفاظ على العراق ودحر الإرهاب”.
وتابع “بعد فتوى الجهاد الكفائي العظيمة للمرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظلّه)، هبّ أبناء العشائر الكريمة وسجّلوا ذلك الموقف التاريخي بانتصار العراق والأمة والإسلام”، مؤكداً أن “العشائر العراقية دائما كانت داعمة ومؤيدة للدولة، التي هيبتها من هيبة الإنسان والعشائر، كذلك لا هيبة لها بدون أن تكون هناك هيبة للإنسان والعشائر والمؤسسات”.

وأشار إلى أن “للعشائر العراقية في العراق عامة وكربلاء المقدسة خاصة، دوراً كبيراً في حفظ هيبة الدولة وإنفاذ القانون، ونحن جربنا ذلك ولمسناه خلال عملنا المبارك معهم”، لافتاً إلى أن “هناك حرباً ناعمة على الشباب لمحاولة إبعادهم عن القيم والمبادئ الإسلامية، وأهل البيت(عليهم السلام) والقيم الاجتماعية التي أوصى بها القرآن الكريم، ومكارم الأخلاق التي أوصى بها الرسول الأكرم(صلّى الله عليه وآله)”.

وحذر محافظ كربلاء، من أن “هناك جهات ومؤسسات تحاول أن تخترق الشباب والعشائر والمجتمع، لكنها لن تستطع ذلك بوجود المرجعية الدينية العليا رغم استمرار محاولاتها”.

من جانبه شدّد مسؤول شعبة الخطابة للتبليغ الحسيني في العتبة العباسية، الشيخ عبد الصاحب الطائي في كلمة له على أهمية الرجوع إلى الشريعة الإسلامية في حلّ النزاعات، مشدداً على عدم اللجوء إلى العنف المنافي للقيم الدينية والإسلامية، والذي يبث الرعب في نفوس الآمنين، عاداً ذلك أمراً مرفوضاً من قبل جميع الحكماء والعقلاء وعليهم التصدّي لذلك.

كلمة وزارة الداخلية
من جهته أوضح مدير شؤون العشائر في وزارة الداخلية اللواء ناصر النوري، خلال كلمة ألقاها في المؤتمر، أن “المنظومة العشائرية هي جزء من المنظومة الأمنية، وسند لأبناء الأجهزة الأمنية بصنوفها كافة”.

وقال النوري في كلمته خلال المؤتمر العشائري الأول لقسم العلاقات العامة في العتبة العباسية المقدسة، الذي عُقد تحت شعار: (وحدة الصف والعمل وفق توصيات المرجعية الرشيدة)، إن “المرجعية الدينية الرشيدة صمام أمان العراق، والعشائر العربية لها دورٌ في حفظ الأمن منذ ثورة العشرين الخالدة حتى وقتنا هذا، بعد تلبية فتوى الجهاد الكفائي عندما هبّ أبناء العشائر، للانخراط في صفوف القوات الأمنية من الجيش والشرطة والحشد الشعبي، وقدّموا أبناءهم شهداء واحداً تلو الآخر، أضف إلى ذلك مساهمتها في الدعم اللوجستي للمقاتلين رغم الوضع المالي الصعب الذي مرّ به البلد”.

وأضاف، أن “المنظومة العشائرية هي جزء من المنظومة الأمنية، وهي سند لأبناء الأجهزة الأمنية بصنوفها كافة”، مشيراً إلى أن “العشائر أبواب مضائفها مفتوحة ومستمرة في حسم النزاعات العشائرية، وإصلاح ذات البين ولملمة نسيج العشائر الأصيلة”.

وتابع، أن “قرار مجلس القضاء الأعلى رقم 13 لسنة 2005 يعتبر كلّ من (كتب على دار أو محال تجارية “مطلوب دم” أو “مطلوب عشائرياً” يدخل ضمن المادة 2 من قانون مكافحة الإرهاب)، وعقوبتها السجن المؤبد وقد تصل للإعدام ولا تُقبل الكفالة، وقد عقدنا أكثر من 650 مؤتمراً في كلّ المحافظات”.

وأشار إلى أن “التقييم للعشائر العراقية في الفرات الأوسط يؤكد أنه لا توجد هناك (دكة عشائرية)، ونسبتها إن وجدت قليلة بجهود عقلاء القوم”، مؤكداً أن “الدكة العشائرية انخفضت إلى 90% بحسب أرقام وإحصائيات الوزارة الأخيرة في عموم البلد”.

واختُتم المؤتمر بفتح باب الحوار بين المشاركين حول ضرورة الالتزام بالشرع والقانون، في حلّ النزاعات العشائرية.

المصدر: شبكة الكفيل


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/11/21



كتابة تعليق لموضوع : كربلاء تعقد المؤتمر العشائري الأول بشعار “وحدة الصف والعمل وفق توجيهات المرجعية”
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net