أيها المتنازعون ابلعوا ألسنتكم ولا تلومون إلا أنفسكم
ماجد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
طوفان من الحيرة والشك والقلق والاستغراب يجتاح العقول المتبصرة والنفوس اليقظة أمام المد العرعرم من المصالح الغريبة والأغراض والأنانيات الرهيبة , والنفاق المبتذل والرخيص الذي يسود أي أزمة أو مشكلة في عراقنا المأزوم .. فلو القينا نظرة فاحصة , ووقفنا وقفة دقيقة أمام اجتماعات وندوات الأطراف المتنازعة والمتخاصمة والمتصالحة لنجد دهاليز معتمة , وأنفاق مظلمة , وممرات ضيقة ومليئة بالحيتان والعقارب والثعالب , في حين أن العملية السياسية ينبغي بل يجب أن تتجذر بواحة النقاء والصدق والتقييم المبني على أسس متينة من الاختيار النقي المجرد والمتجرد من العشائرية والحزبية والنفعية والقومية والطائفية والاستزلام المسشترى .
أن أكثر المكونات الحاكمة والائتلافات المتحكمة في الوطن والمواطن قد تميزت بظواهر مرفوضة ومدانة وبسلبيات جلية وواضحة , وأولى هذه المخالفات والاستغرابات أن عدو عدوي صديقي , وبالآكل والشرب والمغانم والسفر والأسفار والمنح والأراضي والامتيازات نحن مع الحكومة جملة وتفصيلا , وبمشاكلها ومنغصاتها ومعاناتها وهمومها وأزماتها نقف على التل وهي الخطوة الأسلم , وهناك بعض الأطراف المحسوبة على الحكومة والدولة تلعب على ألف حبل وتلبس لكل حالة لبوسها (( وعلى هل الرنة طحينج ناعم )) وهنالك خطوات خلف الكواليس تمت وفق تحركات مسعورة بتجميع هذا العدد من المخالفين وتوصيته وفق معطيات وعطاءات وتعهدات سرية وعلنية من اجل شراء الذمم والأصوات الداعمة للأسماء المكررة والمعادة في العملية السياسية , وكأن العراق عقم عن ولادة أسماء جديدة لها تاريخها ونقائها وعطائها واحترامها لشرف المسؤولية التاريخية ومسؤولية الشرف . ولو أردنا أن نفسر هذه الظواهر فان التفسير الذي يفرض نفسه هو أن مكونات وائتلافات واطراف العملية السياسية لا يرتضون حتى الانتماء لهذه الحكومة وان عدم حضورهم جلسات البرلمان والمؤتمرات التي تخص العراق ككل ( كمؤتمر القمة العربية ) هو رفض لإجراءات الحكومة وذلك لعدم توفر القناعات بالحاكم كما يزعمون , وان عدم حضورهم ومشاركتهم يعد خطأ فادحا وخسارة كبيرة وبالنتيجة هو يقع ضمن دائرة الإهمال واللامبالاة والتي سببت هذه النتائج التي يستنكرها الآن المستنكرون والمتخلفون عن المؤتمرات والندوات والجلسات , فأنهم قد جنوا على أنفسهم وعلى كل الإصلاحيين الذين انتخبوهم لعضوية البرلمان الجديد . فبأي عقلية يتصرف أولئك الذين ارتكبوا جناية عدم الحضور لجلسات البرلمان والندوات والمؤتمرات وغيرها ..؟ فيجب عليهم أن يبلعوا ألسنتهم ولا يلومون إلا أنفسهم فمن يخطأ عليه أن يتحمل وزر خطاه , فلو حضرتم يا أيها المصلحون والمعترضون على الحكومة وأدائها لكان بالتأكيد أن ميزان التوازن يميل لصالحكم ولات وقت ندامة .
وفي الجانب الأخر من مشاكل العراق التي لا تعد ولا تحصى ان بعض الصالحين والمصلحين من أطراف العملية السياسية في العراق تعرضوا إلى حملة مسعورة وظالمة من المغرضين وانهالوا بأوصاف خبيثة ومغرضة على الاصلاء إذ وصفوهم بأنهم يؤيدون إيران ومن أحزاب تمنح ولائها لإيران ولا تمت بصلة راسخة للعراق , وأنهم بهذا الادعاء المسموم قد غرروا وسمموا أذهان وعقول بعض العناصر الهشة والجاهلة والتي لا تتبصر بحقيقة ما يقال , فالاتهامات رخيصة والذي يصدقها أكثر رخصا وابتذالا منها , والطامة الكبرى أن بعض أعضاء البرلمان المتهمين بانتمائهم لإيران قد منحوا ثقتهم للذين انهالوا عليهم بالاتهامات والإدانات فيا لضحالة العقول , ويا لرداءة النفوس ويا لتفاهة القرارات , فالإناء ينضح بما هو فيه ... فيا للمهزلة ..!
وان الذي يمزق القلب أن بعض المحسوبين على العملية السياسية يمتلكون نزعة التذبذب الرخيص والتلون القذر فيعلنون ولائهم لهذا في نفس الوقت يعلنون ولائهم لذلك لان شخصياتهم متمرغة في وحل المصلحية المدانة .. فهذه الزمرة المقنعة تتطفل كالذباب وتتلون كالحرباء وتجيد الرقص في كل المراحل وترتدي أردية لكل العهود فهم مع الإسلاميين وكأنهم من بناة حزب الدعوة والمجلس الأعلى وإنهم مع البعثيين وكأنهم أيتام عفلق وصدام وإنهم مع العلمانيين وكأنهم أوتاد العلمانية وكأنهم من سلالة الغجر والسماسرة والمومسات وهذا النموذج أينما نحل ونرتحل فهو متوفر وموجود عبر التمرحل الزمني .
كما إنني لا ابخس قيمة بعض المحسوبين على العملية السياسية والحكومة من أعضاء البرلمان وغيرهم الذين قدموا مثابرات وانجازات مشهودة , وأخيرا أتمنى لأبطال النزاعات أن يكونوا بجدارة حكاما يلبون طموحات الوطن , ويحققون الطموحات المطلوبة للمواطن والله ولي التوفيق .
مدير مركز الإعلام الحر
majidalkabi@yahoo.co.uk
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
ماجد الكعبي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat