التشكيك بالإمام المهدي جهل وتعنت
امنة علي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
امنة علي

بعض هذه الظاهرة تلخص في نكران الفكرة أساساً، وبعضها الآخر ممن يسلم بالفكرة لكنه لا يؤمن بالغيبة، فهو يؤمن بأن المنقذ سيولد في حينه، فمن ينكر الفكرة يخالف المسلمين الجميع تقريباً، يؤمن بأنه سيظهر رجل في آخر الزمان ليتم الله اصلاح العالم على يده المباركة، وتلك شهادة رسول الله (ص): «لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من اهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي»، وفكرة المهدي (عج) يؤمن بها ابن تيمية وابن حجر، ومن الجيل المعاصر سلم بها عبد العزيز بن باز، وذكر أن الفكرة صحيحة ولا يمكن انكار المهدي.
والمسلمون بشكل عام سلموا بالفكرة، واذا كان هناك منكر فهو قليلون أمثال ابن خلدون ومحمد رشيد رضا، فكرة الامام المهدي مسلم بها من قبل عامة المسلمين، أما من يشكك في الولادة والغيبة، بمعنى التسليم بفكرة الظهور المبارك، لكن شخصية المنتظر بأنه سيظهر لكنه لا يلزم أن يكون هو الامام المهدي، أو لم يُولد بعد بنظرهم.
مجموعة كبيرة من العلماء ومن مختلف الأزمنة اتفقوا على صحة الخبر، وإن اختلفوا في بعض التفاصيل كتاريخ الولادة، اسم الأم، لكنهم اتفقوا على جوهر القضية، ولا اجتهاد في مقابل النص؛ لأن الروايات واضحة الدلالة، يأتي بعض المتشككين أو المتأثرين بالحياة المادية، وأغلبهم من أصحاب القراءات السطحية، والبعض يؤمن بالدين لكنه يكتفي بما يشاء ويهرب من الحوارات الفكرية.
في مختلف قضايا الأديان، تعيش ظاهرتان هما: اليأس والتشكيك في مقدرة المصلح؛ لأن عقولهم فيها تضخيم بما تمتلك السلطات الغاشمة من إمكانيات وأسلحة مدمرة، دون النظر الى إمكانية الامام الروحية، فهذا التطاول والتشكيك الذي نراه بين الحين والآخر على صفحات التواصل الاجتماعي أو في ندوات الثقافة والفكر، سببه اليأس، وظاهرة التشكيك في القدرة القتالية، واشكاليات منها طول العمر، وفي الفائدة المرجوة من امام غائب، ومحاولة زرع اليأس وموعد الظهور ومصادر الأدلة، وفكرة التشيع وشمولية الاحتواء، ونوعية الأسلحة التي سيستخدمها الامام، فلابد انها ابتكارية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat