صفحة الكاتب : ميعاد كاظم اللاوندي

 إلى كل ام أمست ذكرى تحت اطباق الثرى .. 
إلى بضعة الهادي ، وجبل الاحزان، وأيقونة الوفاء..
أليكن أهدي وجعي..
أيتها الروح، لازلت تتجولين طليقة، لكن عبثا أن تحد أسوار اللحود جولاتك في دهاليز ذاكرتي، أبدا  فأنت والنسيان ندان إلى يوم يبعثون..
وهل ينسى نعيم الجنان، والى الان أستنشق مع نسائم أطلالات الفجر الندية عطر وضوئك ،والماء المقدس المنثور على وجه زهيرات حديقتنا..
ألا ليتك تدركين ماذا مني ياملاذي تأخذين؟! 
فأنت لم ترحلي وحيدة..
فبعدك أقفلت على ذاتي أشياء وأشياء..
وخلف نعشك المبرقع براية أحزان عاشوراء حزمت حقائب أبتساماتي  وألحقتها بعدك، لتجنح أخيرا إلى حيث الغروب الأبدي..
والفصول الأربعة باتت كلها صقيعا، فليس هناك من بعدك ربيع..
نعم ، ففي لحظة تداعت في عينيها أعمدة الحياة ، كأن زلزالا ضرب صرحها الملكي، ثم أعلن سكونه الواجم على كياني، فأطبقت شفتاي على حزن مرير لا يسبر غوره الا من كان مثلي ينعى فقيدا..
لم يبق غير جسد نحيل وأضلاع كأطلال نخلة حانية برزت من خلف ردائها الأسود نحتتها معاول الدهور العاتية أسطورة صبر وكفاح..
أناديك فاستفيقي من بطون الأسفار ،أيتها الحروف الأبجدية أين انت؟ هل لازلت تذكرين أناشيد أمي؟! هلمي ولملمي ما تحفضينه، واعزفي لها ترنيمة وداع، ثم أنظمي قصيدة رثاء جنائزية وألقيها على مسامع محرابها المهجور عله يستعيد صدى ابتهالاته، وتعاود حبات مسبحتها الطينية تلاحق بعضها بعضا بالصلوات، ثم عودي لأزمنتها الجميلة وأديري رحى أحاديثها الحنونة وأمسيات كان ياما كان، وأسدلي الستار على هذا المشهد، ماضيا هيهات أن يعود..
أكاد أراه ما يجول في خاطرك سؤالا صامتا، أن ماذا حل بأسراب نوارسي؟
أفتقدتك ياحبيبتي، فلما يأست هجرت باب عطاياك الدافئة، فكفك والبحر في الجود سيان، وكلاكما لأجنحتها البيضاء فضاء مجهول الحدود..
ياأمهات الكون والملكوت، يامن لستن كأحد من الامهات،، معكن سأنهي الخطاب ، وسأختم ديباجتي المتواضعة، فتعطفن علي بالرضا والقبول..
أليك ياسيدة الشمس الاولى ، يامن انفردت بشجونها بيتا للاحزان، وأنة الفقد الجليلة مع كل تكبيرة أذان..
هكذا رسمتها في مخيلتي ساعة أفولك، نار ورماد وجرح غائر، وسرير محمول على أكتاف الحذر، يشق كبد الليل الكئيب..
عندما تتاح عناصر الأنتصار تكون زينب..
قيدا وسبيا وعطشا وأباء، بها تكمن قوتها..
ثائرة اعتلت صهوة الحق، تبث والى الان نداء الشهيد الهادر، هل من ناصر ينصرني ..
فاتخذت من دون النساء لها عرشا فوق جبل من صبر..
 فعجبا أتسائل، كيف لازالت عجائب الدنيا سبعا؟!
ما كان ولن يكون أن تضم أمرأة في قلبها شواهد أقمارها، ويغفو جفناها على حلم لقاء الفرقدين، كلما استرسلت بخطواتها الثكلى صوب البقيع، وعلى ايقاع نحيب عذاباتها، سطر الوجد رائعة العشق السرمدي _أم البنين_ فترصع الأيثار لهامتها تاج، وكان الوفاء ليمينها صولجان ..
                                  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ميعاد كاظم اللاوندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/07



كتابة تعليق لموضوع : اطلال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net