صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

الحوار الواعي 
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  يمثل الرأي موقفًا إنسانيًّا يحمل الرؤية في مناقشة ابداعية، يحاور عبر الرأي ويصغي من أجل أن يستوعب ما يقوله الآخر، وتلك سمة أهل الثقافة والادراك، ولهذا تكون للمنافسة قيمة معنوية تفيد وتستفيد بإعطاء وأخذ الآراء البناءة.

 في سؤال وجّهه أحد دعاة الفكر، وهو شيخ أزهري مبجّل يُدعى الشيخ أحمد، ولم يظهر كامل الاسم تواضعا، سأل فضيلة الشيخ:ـ بأي معيار تحكمون على أن أصحاب الحسين أفضل من أصحاب النبي (ص) وأفضل من أصحاب أمير المؤمنين، وأصحاب الحسن (عليهما السلام)؟
 قلت: فضيلة الشيخ، أولًا إن الأفضلية لم تُمنح من قبلنا، بل شخّصها امام معصوم هو الحسين (عليه السلام): «فإني لا أعلم أصحابًا أوفى ولا خيرًا من أصحابي، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عني خيرًا»، وكلام المعصوم عندنا لا يُقال لسهو أو مجاملة.
 ونعود الى مسألة التفضيل ومحاوره الواضحة، هل سمعت يومًا أن النبي (ص) رخّص لأصحابه في تركه، أم كان يحثهم على القتال؟ بينما الامام الحسين (عليه السلام) سرّح أصحابه، وجعلهم في حلّ من بيعته؟ هذه واحدة، أما الثانية، فكان جميع من يقاتل مع النبي أو مع الامام علي والحسن يشعر بوجود فرصة النجاة يشدّ بها العزم، لكن ماذا يتأمل أصحاب الحسين في حرب لا يتجاوز عدد الأنصار السبعين مقاتلًا في معظم الحالات، وهم يقاتلون جيشًا منظّمًا عدّته آلاف مؤلفة تتجاوز الثلاثين ألفًا في أقلّ الروايات، فكان لأنصار الحسين يقين بالشهادة والتضحية بالأرواح في سبيل نصرة الحسين (عليه السلام)، ويعني نصرة الحق المبين.
 وإذا أردنا أن نستحضر التاريخ بتفاصيله الدقيقة من اجل التفاضل، فتلك محنة يا فضيلة الشيخ؛ لأنكم لا ترتضون إحضار التاريخ من أجل دراسة الواقع بما يحمل من هفوات ونقاط تضاد وانحرافات سلوكية مصيرية، فهناك من أصحاب النبي (ص) من ترك النبي في (حُنين) ولم يبقَ من الأصحاب سوى عشرة مقاتلين، كما وردت في كتب المسلمين.
 وفي معركة (أُحد) لم يبقَ إلا الإمام علي ومعه عدد أقلّ من أصابع اليد الواحدة، بينما التاريخ يحدثنا عن ضراوة قتال أصحاب الحسين (عليه السلام)، لم يبالوا بالموت، ولا خافوه لحظة واحدة الى أن حانت الشهادة، وهذا يدلّ على أن أصحاب الحسين (عليه السلام) منتجبون جميعهم من أهل الإيمان، وأغلبهم قرّاء قرآن، وسماتهم الايمانية تتقارب بعضهم مع بعض، كل واحد فيهم له مزاياه ليس فيهم إلا صحيح الايمان، طهّرهم الله من النفاق؛ لأنهم اجتازوا السبيل الى الشهادة بيقين.
 وإذا بفضيلة الشيخ احمد يقولها بنفس راضية مقتنعة: أحسنت يا أخي، لقد بينت فأجدت الاقناع، وهذا هو الكلام الرشيد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/03/20



كتابة تعليق لموضوع : الحوار الواعي 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net