برعاية العتبتين الحسينية والعباسية.. إقامة مهرجان الشموع ونشر مظاهر الفرح بمولد اﻹمام المهدي
برعاية العتبتَيْن المقدّستَيْن الحسينيّة والعبّاسية، أُقيم مساء الخميس (13 شعبان 1443هـ) الموافق لـ(17 آذار 2022م) مهرجانُ الشموع الذي يُقامُ للسنة الثانية والعشرين، بالتعاون مع صاحب المبادرة الأولى له الحاج مقداد كريم الطائي من قضاء الصويرة.
المهرجان الذي أُقِيم جوار المقام الشريف تيمّناً بالولادة المباركة لمُنقِذ البشريّة الإمام المهديّ(عجّل الله فرجه الشريف)، تضمّن إيقاد (1188) شمعةً بعدد العمر الشريف لإمام زماننا (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء)، مرتّبةً بطريقةٍ فنّية لتشكّل عبارةً معيّنة تتغيّر في كلّ عام، وقد شُكّلت هذه السنة لكتابة عبارة: (المهديّ أمان أهل الأرض).
ابتُدِئ الحفلُ بتلاوة آياتٍ بيّناتٍ من كتاب الله المجيد، قُرئت بعدها سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق الأبرار، أعقبتها كلمةُ الأمانتَيْن العامّتَيْن للعتبتَيْن الحسينيّة والعبّاسية، ألقاها بالنيابة الشيخ ميثم الخفاجي، وأكّد فيها أنّ “حبّ الإمام نورٌ يدخل قلوب الناس ويملأ خافقهم، فمَنْ يُرِدْ تعجيلَ فرج الإمام فعليه أن يعمل صالحاً بأداء الواجبات والابتعاد عن المحرّمات، وعليه أن يكون ممّن يُدخِلون السرور على قلب الإمام، وخير تمثيلٍ لذلك هو طاعة الله وبرّ الوالدَيْن والتقوى بمفاهيم أهل البيت(عليهم السلام)، واتّباع سلوكهم النيّر في الحياة اليوميّة وبذلك يحصد الإنسان خير الدنيا والآخرة”.
وبيّن الشيخ الخفاجي “فوائد الإمام في زمن الغيبة منها أنّه لولا وجود الإمام لساخت الأرض بأهلها، إضافةً إلى أنّ وجود الإمام في هذا الزمن كان سبباً لدفع العذاب الاستئصاليّ (مصيبة جماعيّة) عن الأمّة، فضلاً عن أنّ السماء تُنزِلُ القَطْر (المياه) والأرضَ تُنبِتُ النبات ببركة دعاء الإمام، إضافةً إلى كون الإمام يمثّل هدايةً للناس وباباً من أبواب الله تعالى للعمل الصالح”.
وبعدها كان للشعر حضورٌ لافت من خلال قصائد لشعراءٍ صدحت حناجرُهم فرحاً بذكرى الولادة الميمونة، وكان الختام بإيقاد شمعة المولد المبارك التي تشرّف بإيقادها الفائز بقرعةٍ تمّ من خلالها سحب اسمه من بين الحاضرين، بعدها وُزّعت الهدايا على المساهمين في إقامة هذا المهرجان والتي كانت مسك ختامه.
الجديرُ بالذكر أنّ هذا المهرجان هو تقليدٌ سنويّ يتضمن إيقاد شموعٍ بعدد سنيّ عمر الإمام الحجّة بن الحسن(عليهما السلام)، دأب عليه الحاج (مقداد كريم هادي) من مدينة الصويرة في محافظة واسط منذ عام 2001م، لكنّه تطوّر حيث أصبح يُجرى بإشراف العتبتَيْن المقدّستَيْن الحسينيّة والعبّاسية، في احتفاليّةٍ لإيقاد الشموع كلّ عام تطوّرت إلى مهرجان، ونظراً لكثرة الزحام ليلة النصف من شعبان قرّرت الأمانتان العامّتان للعتبتَيْن المقدّستَيْن أن يكون موعد انعقاد هذا المهرجان ليلة الرابع عشر من شهر شعبان المعظّم.
مظاهر الأفراح المهدويّة تنتشر في أرجاء العتبة العبّاسية المقدّسة
فيما انتشرتْ مظاهرُ الأفراح والزينة في جميع أرجاء صحن مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وذلك احتفاءً بقدوم ذكرى ولادة مُنقِذ الأمّة وأملها صاحب العصر والزمان(عجّل الله فرجه الشريف).
وقد شهد الصحنُ الشريف منذ دخول شهر شعبان المبارك نشر هذه المظاهر، لكنّها ازدادت وطرأت عليها بعض التغييرات الفنّية التي تخصّ مناسبة ذكرى ولادة القائم(عجّل الله فرجه الشريف)، حيث قامت شعبة الخياطة التابعة لقسم الهدايا والنذور في العتبة العبّاسية المقدّسة بخياطة وتطريز قطعٍ احتفائيّة، طُرِّزت بأجزل العبارات المهدويّة التي تسلّط الضوء بحروفها على إحياء هذه الذكرى العطرة.
وعملت ملاكاتُ قسم الصحن الشريف على تعليق ونشر هذه القطع في أرجاء الصحن الشريف، إضافةً إلى إدامة الورود والأزهار التي وُضِعت منذ بداية شهر شعبان عند بوّابات دخول الزائرين.
من جهتها أجرت ملاكاتُ الحرم الشريف إدامةً لأكاليل الورود والأزهار الطبيعيّة التي وُضِعت على شبّاك مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وأعادَتْ تنسيقها ونشرها بصورةٍ بهيّة وجميلة.
وضع خطة صحية محكمة
كما أعلنت هيئة الصحة والتعليم الطبي، التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، عن وضع خطة محكمة لتقديم الخدمات الصحية للزائرين الوافدين الى كربلاء المقدسة لإحياء مراسيم زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) خلال النصف من شعبان.
وقال المعاون الاداري لمستشفى سفير الإمام الحسين (عليه السلام) عباس عبد علي في حديث للموقع الرسمي، إنه “بتوجيه مباشر من قبل المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، تم استكمال جميع الإجراءات الخاصة بالخطة الصحية والطبية التي ستنفذ خلال إحياء مراسيم زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في النصف من شعبان، وبالتعاون مع دائرة صحة كربلاء”.
وأوضح أن “الخطة تشمل المفارز ضمن ثلاث فئات، الأولى هي (A) وتتمثل بالمفارز التي توجد فيها صالات عمليات وتشمل مستشفى سفير الإمام الحسين (عليه السلام) ومستشفى الإمام زين العابدين (عليه السلام) التخصصي، ومركز السيدة زينب الكبرى (عليها السلام) التخصصي لجراحة العيون”.
وأضاف أن “الفئة الثانية هي (B) وتشمل المفارز التي يتواجد فيها طبيب استشاري ومنتشرة في داخل الصحن الحسيني الشريف وخارجه، أما الفئة (C) وهي المفارز الخاصة بنقل الحالات الى (B) ومن ثم (A) اذا اضطر الامر، وتتمثل بالعيادات المتنقلة والتي تمارس بها البروتوكولات الخاصة بطب الحشود”.
وتابع أن “كوادرنا على اتم الاستعداد وهي كوادر متخصصة في جميع المجالات الطبية والعلاجية”.
وبين أن “العتبة الحسينية نشرت عددا من سيارات الإسعاف، وأخرى سيارات صغيرة لنقل المرضى التي يصعب وصول سيارات الإسعاف اليهم، بالإضافة الى نشر العشرات من حملة النقالات”.
وأشار الى أن “جميع المستلزمات الطبية والأدوية المستخدمة في الخطة هي من قبل العتبة الحسينية، وبالتعاون مع دائرة صحة كربلاء”.
يذكر أن العتبة الحسينية المقدسة استنفرت جميع أقسامها وملاكاتها، إضافة إلى المستشفيات والمراكز الصحية، والطبية التابعة لها لتقديم أفضل الخدمات لجميع الوافدين والزائرين خلال أداء الزيارة المليونية في النصف من شعبان.
المصدر: موقع العتبة الحسينية والعباسة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat