صفحة الكاتب : فاطمة السعيدي

زيد بن علي...قائد ومنقذ
فاطمة السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   زيدُ بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) يُكنى ابو الحسين ، أمه أم ولد واسمها ( حورية)او(حوراء)ولد سنة 75ھ  نشأ في  البيت الذي لا يتنفس فيه إلا عبير التقى، ولا يتربى فيه إلا بتربية القرآن ، ولا ينهل فيه إلا من رواء العلم ، أخذ علومه من أبيه الإمام زين العابدين (عليه السلام) 

بعد وفاة ابيه لازم  أخاه الامام الباقر (عليه السلام) خليفة أبيه ووصيه، ووارث علمه، ومن الطبيعي إن لهذه الصحبة أثراً فعالاً في سلوكه وتكوين شخصيته،  كان يضارع  آبائه في كثرة العبادة والاستغفار والتفكر في آلاء الله وصنائعه، فطار صيته بذلك واشتهر بأنه حليف  القرآن  والعبادة 
نال الإمام زيد (عليه السلام) المكانة الرفيعة عند الأئمة الأطهار، وعند العلماء المعاصرين له وغيرهم ؛ فقد أجمعوا على تقديمه بالفضل على غيره من علماء عصره، قال الإمام الباقر (عليه السلام)
:(هذا سيد بني هاشم إذا دعاكم فأجيبوه وإذا استنصركم فانصروه) لقد أضفى الإمام (عليه السلام) على أخيه أسمى النعوت، ومنحه وده الخالص، ولم يكن بذلك مدفوعا بدافع الأخوة فإن مقامه الروحي بعيدا كل البعد من الاندفاع وراء العواطف والرغبات، وإنما رأى أخاه من أروع صور التكامل الإنساني فمنحه هذا اللون من الود والتكريم..
ان التكامل الإنساني  الذي يتمتع به زيد هو الذي دعاه ان يرفع سيف الجهاد ضد الحكم الاموي المتمثل ب( هشام بن عبد الملك ).
 امتلأت قلوب المؤمنين اسىً وحزناً على ما اقترفته زمرة الكفر والطغيان وحكام الجور من آل أمية من تغير الصورة الصحيحة للرسالة الاسلامية والتركيب الاجتماعي للمجتمع المسلم، فقد عمد المروانيون الى اشاعة الفرقة  بين المسلمين والتمييز بين العرب وغيرهم وبث روح التناحر القبلي، 
فكيـف يسكت من كانـت صفاته الغيرة والشهامة والإباء ومحاربة الظلـم والفسـاد ، وكيف يبقـى صـامتاً تجاه الظلم والطغيان والابتعاد عن الدين  ؟
  تحرك زيد بن علي ليجسد الموقف الرسالي الرافض للظلم والفساد، في ثورة قوية واضحة مقرونة بالتضحية والفداء من اجل العقيدة الاسلامية، وقد لخص زيد بن علي اسباب خروجه في كلماته الى وجهها يومئذ الى اصحابه :" اني ادعوكم الى كتاب الله وسنة نبيه، وجهاد الظالمين، والدفاع عن المستضعفين... واحياء السنن واماتة البدع..."
إن ثورة زيد بن علي عليه السلام هي 
ثمرة اليانعة للجهود السياسية التي بذلها الإمام زين العابدين، طول فترة إمامته، فهو الذي تمكن بتخطيطه الدقيق من استعادة القوى وتهيئة النفوس، لمثل ثورة ابنه الشهيد، وان صح التعبير فهو الذي جيش لابنه زيد ذلك الجيش
المسلح، الذي فاجأ الظالمين،  فلم يكن الجيش الذي كان مع زيد وليد ساعته، أو يومه، أو شهره، أو سنته، مع تلك المقاومة الباسلة التي أبداها أصحابه وأنصاره .
حققت ثورة زيد التي ارتشفت من رحيق ثورة جدّه الإمام الحسين ع "وعبق مبدئها وثوريتها فكان قائد خاض  ميدان الشهادة، وتردى بثيابها الحمر المعطرة بدمه الزكي  ليشكل قاعدة للجهاد والتمرد على الظلم والطغيان،  و بحركته خارج حدود المدينة صرف أنظار الحكام عن قطب رحي الدين، ومحور فلك
الإمامة والقيادة، وهم الأئمة القائمون في المدينة المنورة، بحيث تمكن الإمام الصادق جعفر بن محمد "  ع" مستفيدا من كل الأجواء الإيجابية التي خلفتها ثورة عمه الشهيد زيد بن علي (عليه السلام)، لينشر علوم آل محمد الحقة، ويربي الجيل الإسلامي المؤمن، فكان زيد منقذ للامامة  وكفى ذلك عظمة و مجدا وهدفا ساميا،  و أثبت للأمة صدق الدعوى التي يرفع رايتها أئمة أهل البيت، في الدفاع عن هذا الدين ويكفي زيد بن علي ع" عظمة أنه ضحى بنفسه في سبيل تعزيز مواقع
الأئمة الطاهرين من أهل البيت (عليهم السلام)، فقد كشف للأمويين الطغاة، في فترة حساسة من تاريخ حكمهم، أن أهل البيت لا يزالون موجودين في الساحة، ولديهم القدرة الكافية على التحرك فأي موقع زمني، وأي موضع من البلاد، وهذا ما جعل الأمويين يهابون الأئمة (عليهم السلام) ويعدونهم المعارضين الأقوياء، المدافعين عن هذا الدين، برغم جسامة التضحيات التي كانوا يقدمونها، أبان الشهيد زيد لكل الظالمين أن أهل البيت عليهم السلام لا يسكتون عمن يعتدي على كرامة الإسلام، مهما كلف الثمن.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فاطمة السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/03/01



كتابة تعليق لموضوع : زيد بن علي...قائد ومنقذ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net