صفحة الكاتب : صباح جاسم

الإمامُ الرضا (ع) شمسُ الحقيقة
صباح جاسم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الإمامة لطفٌ من اللهِ تعالى كالنبوّة، وهي استمرار لها وخلافة فيما بعدها؛ ولاتكون الإمامة إلا بالنص من الله جلّ وعلا، فلا اختيار للناس في تعيينها؛ وهي أصل من أصول الدين، إذ لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها، وبلا تقليد أعمى.. حيث لابد من معرفة براهينها والتثبّت عليها على بصيرة وعلم وهداية.
أما الامام، فهو مَن اختاره الله عز وجل لعباده دليلاً هادياً للبشر بعد صاحب الرسالة، ومَن كُلّف بهذا لابد أن يكون معصوماً من الذنوب والعيوب، مطّلعاً بأمر الله سبحانه على عوالم الغيوب.
ولنقف هنا على إشارات رائعة للإمامة من خلال نصوص تحدث بها الإمام عليّ بن موسى الرضا (ع):
- إن الإمامة أجلُّ قَدْراً وأعظم شأناً وأعلى مكاناً وأمنع جانباً وأبعد غوراً من أن يَبلُغها الناسُ بعقولهم، او ينالوها بآرائهم، أو يقيموا إماماً باختيارهم...
- إن الإمامة هي منزلة الأنبياء وإرث الأوصياء.
- إن الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول (ص)، ومقام أمير المؤمنين (ع)، وميراث الحسن والحسين (ع).
- الإمام يُحلّ حلال الله، ويُحرّم حرام الله، ويقيم حدود الله، ويذبّ عن دين الله، ويدعو الى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة، والحجّة البالغة.
- الإمام كالشمس الطالعة المجلِّلة بنورها للعالَم، وهي بالأفق بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار.
- الإمام أمين الله في خَلْقه، وحُجّته على عباده، وخليفته في بلاده، والداعي الى الله، والذّاب عن حُرَمِ الله.
 وفي سابقة فريدة، من خلال تاريخ ولادة الإمام علي بن موسى الرضا (ع) عام 148هـ، والى حين استشهاده عام 203هـ، نجد أنه عاصرَ ستاً من خلفاء بني العباس وهم المنصور، المهدي، الهادي، هارون، الأمين والمأمون... وعلى خلفية الحقد والضغينة التي حملها هؤلاء لآل بيت النبي (ص)، تشيرُ الأحداثُ الى أن الإمام موسى الكاظم (ع) ربما أوصى ولده (ع) بأن ينتظر مادام الطاغية هارون حياً، حتى إذا مات ينطلق الإمام الرضا (ع) بدعوته في الأمصار.. فلماذا ذلك؟
قد يكون السبب هو أن الحياة السياسية للحكام العباسيين كانت مضطربة وقلقة من ناحية العلويين بشكل عام، والأئمة الأطهار بشكل خاص، لعِلم كثير من الناس بأحقيتهم، وإن الحكامَ العباسيين بإسم الائمة كانت دعوتهم، لكنهم اغتصبوا القيادة الاسلامية كما اغتصبها الأمويون من قبلهم، ثم انقلبوا على أهل بيت النبوة واتباعهم.
لذلك كان العباسيون لا يهنأ لهم عيش، ولا ينعم لهم بال، وإمام من تلك العترة الطاهرة حي ينطق بالحق، ويعلِّم الناس أمور دينهم، وينشر علوم القرآن في كلّ الاتجاهات، وتُجبى له الحقوق الشرعية من كل البلدان والأمصار.
في تلك الحقبة البالغة الحساسية لمرورها في فترة انتقالية من حكم الأمويين الى العباسيين، استلم الإمام الرضا (ع) القيادة الدينية للأمة بعد أبيه، وهو عالم بكل التفاصيل ودقائق الأمور، ومداخل المؤامرات ضده وضد اتباعه.. فقال (ع) قاصداً المأمون: (ليجهدنَّ جهده، فلا سبيلَ له عليَّ).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صباح جاسم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/02/21


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : الإمامُ الرضا (ع) شمسُ الحقيقة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net