معظم نقاد ميسان يتبنون النقد الثقافي منهجا ، واختلافا لاختلاف وجهات النظر الفكرية
اريد للنقد الثقافي ان يصبح النافذة العريضة التي توجه عبرها رسائل كشف الحقائق واثارة الاسئلة
حاوره في العمارة عبدالحسين بريسم
حسن السلمان انطلق من اسيجة شارع دجلة في ميسان وهو مازال يحدق بالعاربين من النهر الى النهر ذلك الطائر المشاكس الذين يطير بجناحين من الابداع الشعر والنقد الثقافي محاولا بجد التحليق في فضاءات الجديد النقدي والشعري وان تعالى النقد الثقافي على منجزه الشعري في محاولة مني جرجرت السلمان ليقف قليلا مترجعا معي صور عن مدينة الابداع – العمارة- وهي تاخذ الريادة هذه المرة ب – النقد الثقافي – وب – فرسان- جدد هم علي سعدون وصادق الصكر ومحمد الياسري وحسن الكعبي وحسن السلمان سالته
1ـ يلاحظ وبوضوح ان المشهد النقدي خاصة الثقافي يشهد حراك كبير في ميسان كيف توضح ذلك :
ـ كما اظن ان ذلك يعود لعدة اسباب .. منها هامش الحرية الذي اتاحه التغيير لطرح الكثير من الافكار الجديدة ، وعرض الكثير من الاشكاليات الثقافية والسياسية والاجتماعية بقدر او باخر ، كما ان تاثير دخول شبكة الاتصالات من انترنت وفضائيات وتدفق سيل من الكتب الحديثة ، احدث انفتاحا على الاخر الذي كان غائبا عنا بفعل حصار السلطة والعالم عبر التعرف على اخر مستجداته المعرفية ، وفتح الكثير من الابواب على جملة من الانشطة الثقافية التي كانت محرمة في عهد النظام السابق الامر الذي اغنى المشهد النقدي الثقافي في ميسان من خلال شحنه بشحنات معرفية عالية القيمة ، وبوجود مبدعين يتوافرون اصلا على الروح الجدلية ، والشغف اللامحدود بتحصيل المعارف واثارة الاسئلة المختلفة ، اصبح الحراك الثقافي النقدي في ميسان لافتا ومميزا .
2- هناك صراع ربما مخفي بين اقطاب النقد الثقافي في المشهد الميساني لماذا :
ـ هو ليس صراعا بقدر ماهو منافسة مشروعة اذا ماتذكرنا بان معظم نقاد ميسان يتبنون النقد الثقافي منهجا ، واختلافا لاختلاف وجهات النظر الفكرية
3- بدات شاعرا والان ناقدا هل ضاق الشعر عليك
: نعم .. لقد شعرت في لحظة من اللحظات بانني وصلت الى حد لايسمح لي بقول مااريد بسبب من هيمنة الاسلوب ، وطبيعة الشعر العالية الانزياح لغويا ما يجعل توصيل الافكار في غاية الصعوبة ، وان وصلت فضمن نطاق ضيق ، ومقصديات قد تنحرف عن حقيقتها بفعل التاويل ، فلجات الى النقد الثقافي تحديدا لعدم معياريته ومنهجيته الصارمة وانفتاحه وقدرته على التواصل . وبطبيعة الحال لم يكن انتقالا اعتباطيا وانما لشعوري بانني امتلك شيئا من الحساسية النقدية .
4- من هم النقاد الفاعلين على الساحة النقدية العراقية
: اعتقد ان نقاد ميسان هم اكثر حضورا وفاعلية واثارة في المشهد النقدي ، لكن ذلك لايعني وجود اكثر من ناقد له حضوره المميز وفاعليته الكبيرة كالاستاذ ياسين النصير والاستاذ فاضل ثامر وعلي حسن الفواز وبشير حاجم وزهير الجبوري والدكتور محمد ابو خضير وجاسم الخالدي وعباس عبد جاسم وعلوان السلمان ومعذرة للاسماء التي لم تحضرني .
5- نرى ان النقاد في ميسان يتجاهلون الشعراء في ميسان ويذهبون بعيدا لماذا
: ابدا لايوجد تجاهل ... فالمشغل النقدي في اتحاد ادباء وكتاب ميسان مكرس اصلا لشعراء وقصاصي وروائيي ميسان .. لكن وبسبب زحمة الاعمال والمعوقات الادارية والانشغال بالامور الاخرى يحدث التاخير او التاجيل .
6- انت وصادق الصكر ومحمد الياسري وحسن الكعبي وعلي سعدون هل انتم جميعا في مركب النقد الثقافي
: على مااعتقد نعم ... ولكن ذلك لايعني تطابقنا في الرؤية النقدية الثقافية ، لان النقد الثقافي ، وعلى الرغم من اتفاقنا على خطوطه العريضة بوصفها نشاطا ثقافيا يعنى بمسائلة النصوص مفاهيميا وخطابيا واديولوجيا بعيدا عن معانيها ودلالاتها النصية ، الا ان الاختلاف يكمن في زوايا النظر
7- هل استطاع النقد ان يواكب حركة قصيدة النثر وانا ارى ان اغلب مشهد قصيدة التثر لم يغطى نقديا
: هذا السؤال طرح كثيرا .. ليس فيما يخص قصيدة النثر فقط ، بل معظم الاجناس الابداعية الاخرى . وانا ارى ان قصيدة كانت لها الحصة الاكبر من المواكبة والتغطية والقراءة النقدية سواء في المطبوعات او المواقع الالكترونية او المهرجانات التي كانت تخصص لها محاور باكملها ، ولنا ان نتذكر مهرجان قصيدة النثر الاول والثاني الذي اقيم في البصرة ، اضافة الى البحوث والدرسات والمحاور التي كانت تخصصها الدوريات الادبية لقصيدة النثر . لكن بسبب نسبة عدد النقاد القليلة قياسا بالعدد الهائل لشعراء قصيدة النثر ، يبدوا الامر وكانه تقصيرا ، هذا اذا مااضفنا ان للناقد ايضا ظروفه الكتابية .
8- اغلب من تسيدوا المشهد الشعري العراقي من ميسان كيف تنظر لهذا
: لااعتقد ان شعراء ميسان هم من يتسيد المشهد الشعري العراقي بهذ التوصيف الاطلاقي . ولكن حضورهم طاغيا ومؤثرا في المشهد الشعري العراقي لتمتعهم بالموهبة الشعرية الكبيرة .
9- هل استطعت ان تخط لك منهجا خاصا بالنقد :
ـ انا انضوي تحت مظلة النقد الثقافي ، لكنني لم اتقيد بمسار بعينه واقصد وجهة نظر الغذامي الذي تحصر النقد الثقافي بالبحث عن العيوب الثقافية النسقية التي اتخذها بعض النقاد منهجا . انا اعتمد تقصي مقصديات المؤلف الخطابية ونواياه الواعية دون ان اهمل الجوانب الجمالية ، وانطلق بعيدا عن الاسقاطات الذاتية لا طلاق حكم قيمة ما عبر رؤية شاملة للنص .. احيانا تكون غير مشروطة بالضد او المع ، وانما مكتفية بالاضاءة والتحليل ، تاركا الحكم للمتلقي
10- ماذا تريد من النقد الثقافي :
ـ ان يصبح النافذة العريضة التي توجه عبرها رسائل كشف الحقائق واثارة الاسئلة ، وان لايحصر بوجهة نظر بعينها ، وان يكون مشروعا انسانيا بالابتعاد عن الاسقاطات الذاتية والاستغلال المقيت لطبيعته المنفتحة ، فالنقد الثقافي هو عبارة عن ( حقول معرفية متداخلة )
11- كتابات الاخيرة اثارت عدة اشكالات لماذا :
ـ السبب يعود الى طبيعة النقد الثقافي الذي اتبناه . فلم يعتد ويستسيغ الادباء والكتاب بشكل عام على على كشف مقصدياتهم ومسكوتاتهم واطلاق احكام موضوعية بحق نتاجاتهم الابداعية . فقد اعتاد الادباء على كشوفات النقد الادبي الذي يحصر مجمل الاهتمام بجماليات النص ودلالاته المحايثة ، وعلى مايبدو لي ، انه سيمر وقت طويل قبل ان يتقبل الادباء، وبضمنهم النقاد وخصوصا الاكاديميين، النقد الثقافي .
12- كيف تجد الشعر الان
: اعتقد ان مااسسه التسعينيون من نص شعري نموذجي ، احتوى وتجاوز معظم نصوص الاجيال الشعرية السابقة ، اصبح حجر عثرة امام النص الشعري الجديد واقصد به نص مابعد التغيير ، لذك فان مايكتب الان ماهو الا اجترار واستنساخ مشوه للتجارب والنصوص الشعرية السابقة مع بعض الاستثناءات التي تحاول ان تشق لها طريقا مغايرا وهي محدودة .
13- من هم من جيلك الذين خطوا بوضوح مشروعهم الشعري والنقدي :
ـ الشاعر والناقد علي سعدون ، والشاعر والناقد جمال جاسم امين
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat