صحيفة المدى وثقافة الرذيلة
علي حسين النجفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي حسين النجفي

في تصرف لاينسجم مع دورها كمؤسسة اعلامية ثقافية وللتعبير عن رفض قرار اغلاق محلات الخمور والرذيلة دعت صحيفة (المدى) الفعاليات الثقافية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني الى الاعتصام في شارع المتنبي للمطالبة بضمان الحريات العامة في العراق وقد سارع الزاملي الى نشر الدعوة في موقع كتابات بتاريخ 2\\12\\2010 ضمن سلسلة من المقالات والدعوات المماثلة الا ان ما يلفت الانتباه في هذه الدعوة انها اولا صادرة عن مؤسسة اعلامية تدعي نشر الثقافة من خلال نشاطاتها المتنوعة ثم المكان الذي اختارته للاعتصام وهو شارع المتنبي احد رموز الثقافة العريقة ,ومن حق المتابع ان يتساءل ماعلاقة الثقافة بالخمور والملاهي وما الذي يدفع مؤسسة اعلامية الى زج نفسها وحشد امكاناتها دفاعا عن موائد الخمر وصالات الفجور ؟! ألم يكن الاجدر بالمؤسسات الثقافية والاعلامية ان تساهم في نشر الوعي بمخاطر الخمور واضرارها الاجتماعية والنفسية والصحية ومايترتب على نشر محلات الفجور من نتائج سلبية بين اوساط الشباب وما ستؤول اليه من انحطاط اخلاقي يحرص على تحقيقه اعداء العراق ليسهل عليهم تنفيذ مخططاتهم التدميرية بعد ان يخسر المجتمع عناصره البناءة ؟! وبعيدا عن النظرة الى الموضوع من الجوانب الدينية اليس الاجدر بتلك المؤسسات ان تساهم في مكافحة الادمان على المسكرات ومنع السبل المؤدية اليها باعتبارها من الافات الصحية والاجتماعية التي لاتعود على المجتمع بغير السوء ؟! اليست الخمور اكثر ضررا واشد فتكا من التدخين مثلا ؟!.. فلماذا لاتتعامل تلك المؤسسات مع هذه المخاطر بالطريقة نفسها المتبعة في موضوع التدخين على الاقل ؟!
لقد اثبتت مؤسسة المدى من حيث تقصد او لاتقصد انها بؤرة اعلامية لنشر المفاسد وتبني الدفاع عنها واذا كان صاحبها فخري كريم زنكنة تحركه دوافع شيوعيته السابقة وكوردستانيته الحالية في رسم مواقفه وافكاره فعليه ان يمارس دوره في السليمانية لا في بغداد , ومن نكد الدنيا ان يكون هذا الشيوعي الكردي مستشارا ثقافيا لمن يشغل اعلى منصب دستوري في دولة العراق ..
النجف الاشرف .. في 2\\12\\2010
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat