القيادة وفن الحديث العوامل المؤثرة بلغة الاشارة الحلقة الثالثة
فؤاد القزويني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فؤاد القزويني

6 ـ المظهر الخارجي: مظهرنا الخارجي هو ملابسنا وغطاء رؤوسنا، وكيفية عنايتنا بأجزاء الجسد الظاهرة للطرف الآخر. عادة يحتاج المتلقي لـ(26 % من الثانية)، أي أقل بقليل من ربع الثانية، ليكوّن فكرة عن الشخص الآخر ومظهره. مظهرنا هو وسيلة اتصال مهمة، فعندما نلبس ملابس رياضية، فإننا نُشعِر الآخرين بأننا نمارس الرياضة أو سنمارسها بعد قليل، وإذا كانت ملابسنا متكونة من البدلة والقميص وربطة العنق، فالرسالة التي تصل للآخر تختلف عن ملابسنا إن كانت تتكون من الجبة والعمامة.
نحن بمظهرنا نعطي الانطباع بأننا رياضيون، أو متزمتون، أو منحلون أو غير مترابطين في السلوك. المجموعة التي نتحدث معها تتأثر أيضاً بمظهرنا الخارجي، ويتأثر قبولها بكلامنا - نوعاً ما - بمظهرنا. فعندما يأتي شخص ليحدثنا عن الدين والفقه، فأن قبولنا لكلامه وهو يلبس ملابس مضحكة وغريبة جداً، سيختلف عن قبولنا لنفس الكلام إن كان يلبس ملابس رجل الدين، ويبدو عليه الوقار.
من المهم أن تكون الملابس متناسبة مع المكان الذي نذهب إليه، وبعكس ذلك، نكون كمن يلبس ملابس صارخة الألوان، ويذهب لمجلس عزاء مثلاً، وعند إلقائنا لكلمة، فيجب أن لا نفصل مظهرنا عن الزمان والمكان والموضوع المطروح.
يجب أن نخلق قناة تواصل مع المتلقي من خلال مظهرنا، وهذا يعني أنه لا يجب علينا أن نستفز التمرد بين المشاهدين ضد مظهرنا، بل علينا أن نبدو بشكل معقول ومقبول لهم. وإذا كان لدينا شك معين من مظهرنا، واعتقدنا أنه لا يروق لنا، فعلينا استبداله بمظهر آخر مقبول في داخلنا. إن عدم قناعتنا بمظهرنا الخارجي، سوف تصل للمتلقي فوراً، وتبدأ قناعته بكلامنا بالاهتزاز.
7- درجات الصوت: إن فنّ الحديث يتأثر أيضاً بعوامل ثانوية أُخَر مثل: حدة وارتفاع الصوت، والتناغم في النبرات والانخفاض أحياناً؛ لكي نشدّ انتباه المتفرج أو المتلقي، وعلينا أن نفكر دائماً بمن لا يسمعنا؛ لأنه يجلس ربما في الصف الأخير أو بجانب شخص ثرثار. إن التنوع في الإلقاء سيشد الانتباه، ويجعل كلامنا أكثر قبولاً.
8- التوقفات أثناء الحديث: وهذه لا تعني وجود فراغات، بل تؤدي لإعطاء المتلقي فرصة ليترجم كلامنا بداخل عقله، ويحولها لصور مترابطة. هذه التوقفات ستعطي المجال ليتنفس المتلقي. إن الكثير من القادة يتجنبون التوقفات لاعتقادهم الخاطئ بأن المتلقي سيصيبه الملل. والحقيقة أن الاستعجال في إنهاء الحديث بأي شكل كان وبدون توقف، قد يعني أن المتحدث غير واثق من نفسه نوعاً ما.
9- نبرات الصوت: إن التلاعب بنبرات الصوت، وتطابقها مع المعنى، سيؤدي إلى شد انتباه المستمع والمتلقي، ولا شيء يمزق حديث القيادات أكثر من الايقاع الرتيب المتكرر. استخدم الصعود والنزول بدرجات مختلفة في نبرات صوتك لتؤثر في المتلقي بشكل جيد.
10- تأكيد مخارج الحروف أثناء الحديث تؤدي لإيصال الصور بتتابع واضح لدماغ المتلقي. إذا كنا نبلع نصف الحروف، ونقضم الربع الآخر، فسيصل ربع كلامنا للمتلقي ولا يفهمنا جيداً. كذلك فأن اللهجات المحلية ربما تكون غير مناسبة أثناء حديثنا مع وفد عالي التعليم، وأيضاً اللغة العالية العلمية تبدو غير صالحة أثناء الحديث مع متلقٍ بمستوى تعليمي محدود جدا.
11- التأكيد على بعض الجمل من خلال المعنى برفع درجة الصوت أو تأكيد النبرة، أو زيادة حرارة الايقاع وخفضها في جمل أُخَر وحسب المعنى سيؤدي لزيادة اهتمام المتلقي بما يقال، وستشده هذه العبارات وتؤدي الى زيادة تركيزه.
سرعة الكلام يجب أن تبقى معقولة، والمقصود بها سرعة نطق الكلمات والتأني يجعل الكلام أكثر وضوحاً. الكثير من المتحدثين يجنحون إلى السرعة في الكلام، وهذا يشكل خطورة من نوع معين، ويؤثر على ما سيصل للآخرين.
استخدم سرعة معتدلة أثناء كلامك، الكثيرون من المتحدثين يحاولون الكلام بسرعة تصوراً منهم أن الجمهور ربما سيصيبه الملل، ولكن الحقيقة هي ان الجمهور سيفقد الرؤية نتيجة للسرعة الكبيرة في الحديث، وعدم اعطائه فرصة لجمع قواه، وتكوين صورة واضحة عما يقال.
قواعد حديث بسيطة تؤدي لجعل موضوعك أكثر تأثيراً:
جسد المعنى والصور من خلال الكلام، استخدم القصة والأمثال ونماذج من حوادث العمل للتدليل على مقصدك، حول المصطلحات العلمية الصعبة إلى لغة شائعة وبسيطة ومفهومة، تجنب الجمل المعقدة والطويلة والمركبة التي لا يعرف لها أول ولا آخر.
استخدم الاكتشافات العلمية واحصائيات موثوقة للتدليل على كلامك، استخدم أدلة من الصحافة، ومن تجارب المشاهير اسحب المشاركين للموضوع من خلال طرح أسئلة متنوعة تشحذ تفكيرهم، استخدم الآراء المضادة والمؤيدة، والتي تعمل في المجال الذي يمسه الحديث لخلق جو مليء بأفكار كثيرة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat