صفحة الكاتب : نصير جابر الفتلاوي

الشخصية والنصّ المسرحي الجزء الأول
نصير جابر الفتلاوي

  لايمكن أن تصمد الأعمال المسرحية الكبيرة دون وجود شخصيات مؤثرة وفعالة، تستطيع أن تعبر الحدود الثقافية والحضارية بين البلدان، ولعل شخصيات (هاملت وعطيل والخال فانيا وغاليلو وافيليو..) من هذه الشخصيات، فهل كانت شخصيات واضحة أم غامضة؟ ثم كيف بقيت هذه الشخصيات حية رغم تجاوز أعمار بعضها القرون، ولماذا لم يتجاوزها الزمن؟ وهل أسهمت عناصر أخرى – غير فنية - في ترسيخ هذه الشخصيات؟!

 مما يهمنا في الآتي من السطور ليس الإجابة أو محاولة البحث عن إجابات ناجعة لهذه الأسئلة، انما البحث عن دور الشخصية ونمطيتها – شخصية واضحة - أو - شخصية غامضة – وأثر ذلك في التلقي.
 إن الشخصية في المسرحيات كافة تعد من أهم العناصر التي تكوّن مجتمعة بنية المسرحية درامياً، فهي حجر الأساس الذي يعول عليه الكاتب في تطوير أحداث مسرحيته وإيصال أفكاره من خلالها.. وسواء كانت المسرحية تقدم حواراً كلاسياً أو كانت مسرحية ايمائية، فلا يمكن أن نتصور أن هناك مسرحية دون شخصيات.
 والشخصية في المسرح يجب أن تبنى وفق مواصفاتها اللصيقة بها، فلغتها وحركاتها وسلوكها يجب أن يحسب بدقة.. إن المؤلف غائب وهو لا يتكلم بل يصنع الكلام، والدراما لا تكتب بل توض؛ فالكلمات التي تحكى فيها هي كلها قرارات تنبع من موقف ما وتصمد فيه، ولا يجوز اعتبارها بأي حال نابعة من المؤلف فهي تخصه ككل فقط.
 إن كل شخصية تمارس على المتلقي سلطة ما، سلطة تفرضها مواصفات هذه الشخصية وأفعالها المسرحية.
 ويجد المتلقي نفسه – بعد قبوله أو رفضه للشخصية المسرحية، في موقف ما، فإما أن يجد نفسه فيها.. في قلقها… فلسفتها… أحلامها… أو يرفضها لشرّها الشديد أو خيانتها أو بشاعتها.. وهو في الحالتين يجد في هذه الشخصيات عمقاً ما.. عمقاً يدعوه إلى أخذ موقف منها.. ولكن إذا لم يجد المتلقي شيئاً يدعوه إلى تأمل الشخصية فهو يرفضها جملة وتفصيلاً.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نصير جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/07/03



كتابة تعليق لموضوع : الشخصية والنصّ المسرحي الجزء الأول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net