أهمية رياض الأطفال في الإعداد التربوي والتعليمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تعد سنوات الطفولة في نظر العلماء والمختصين في التربية وعلم النفس، لاسيما المبكرة منها، هي الأكثر أهمية وخطورة، حيث يتم تدريب الطفل خلالها، ليكتسب الكثير من المهارات البدنية والعقلية والنفسية والإجتماعية الضرورية، لتنظيم علاقاته مع أترابه.. فضلا عن ذلك، فانه يتعلم في أثناء هذه المرحلة، المزيد من المعايير الاجتماعية التي تعلمه كيفية التفاعل مع الآخرين بشكل سليم، فضلا عن تدريبه على التعاون والانضباط في السلوك.. ومن هذا المنطلق، جاءت أهمية رياض الأطفال لتساهم بشكل فعّال في مساعدة الهيئات المعنية بشؤون تربية الأطفال ورعايتهم، لا سيما الأسرة منها؛ لأن هذه المرحلة من حياة الانسان (مرحلة الطفولة)، تشكل حجر الزاوية في بناء شخصيته.
وتسعى رياض الأطفال، إلى أن يكون لها بصمة واضحة وبارزة في هذا البناء.. وعلى هذا الأساس، نرى الكثير من الدول والحكومات، جنّدت علماءها ومربّيها، وسخرت امكانياتها وقدراتها، لتحقيق مسعاها الذي يهدف إلى خلق جيل قادر على تحمل أعباء المسؤولية، وادائها بدون عجز أو تلكؤ، حتى يصبح لديها مجتمع قوي متماسك، يعوّل عليه في الملمات، ومتسلح بقيم الفضيلة، ومحاسن الشيم، والأخلاق الرفيعة.. والتي تعد ذخيرة نافعة، ومعيناً لا ينضب لمواجهة الأزمات التي تعترض سبيله، وتقيه في ذات الوقت، من أن يركب ذلك المركب الذي يؤدي به إلى سبل الرذيلة والانحراف والغواية.
ويشكل التعامل مع الأطفال في باكورة أعمارهم بشكل سليم، أمراً في غاية الأهمية؛ لأنه يبعث الثقة في نفوسهم في تحمل مسؤولياتهم في المستقبل.. ومن هذا المنطلق جاءت رياض الأطفال لتحقق جملة من الأهداف التي يمكن أن تضع الأطفال على الطريق الصحيح؛ منها:
1.الشعور بالثقة: إن من أولى مهام الروضة، أن تنمّي في الطفل شعوره بالثقة في نفسه وفي الاخرين؛ لأن فهم الانسان لنفسه، له ارتباط قوي بقدرته على أن يثق بها وبالاخرين، وما يشعر به حول نفسه، يعادل في الأهمية شعوره نحو الآخرين.
2.النزوع إلى الاستقلال: يميل الطفل نحو الاستقلال وبناء الثقة بنفسه وفي الاخرين، بتوليه زمام المبادرة، وتزداد هذه النزعة عنده، كلما قويت ثقته بنفسه، وتصبح لديه رغبة في اكتشاف ما حوله من الناس والأشياء، وفي استخدام ما لديه من مهارات وقدرات، وفي تصميمه على أن يباشر كل عمل بنفسه؛ وإذا ما أردنا له أن يعتمد على نفسه، فسحنا له المجال ليمارس ما يستطيع عمله.
3.استكشاف البيئة والمحيط: يبدأ الطفل في معرفة بيئته، من خلال الأدوات التي يستخدمها، والتجارب التي يمارسها، أو يراقب غيره بممارستها، فهو يتفحص ويختبر بارداته كل جديد بشغف زائد، وهذا بحد ذاته عملية استكشاف كبيرة.
4.التهيئة والاعداد للحياة المدرسية المقبلة: تعد مرحلة الروضة مرحلة اعداد وتهيئة للطفل بالنسبة لحياته الدراسية المقبلة، وكل تخطيط في الروضة، يجب أن يقوم على هذا الأساس، فالطفل في هذه المرحلة، بحاجة إلى توفير المناخ الملائم الذي يكشف عن قدراته ومواهبه.
وفي ضوء ما تقدم، فان دور الروضة، هو دور مكمل للبيت في اداء المهمة تجاه الطفل، وليست بديلا عنه، بيد انها توفر الفرصة له بالاختلاط مع أترابه خارج البيت، لمن هم في سنه، بعيداً عن مراقبة الأمهات، وبهذا تعمل الروضة على حفظ الأطفال من التسكع أو من الاختلاط مع غيرهم من أبناء الجيران، فيتعلمون أنماطا سلوكية شاذة، قد تكون الأساس الذي يعول عليه في بناء شخصيتهم التي تتسم في المستقبل، ولديها من الاستعدادات ما قد يجرها إلى السقوط في الانحراف والجنوح.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat