الأسس الواقعية للنهضة الحسينية
احمد صادق
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
احمد صادق

إن الأسس الواقعية للنهضة الحسينية التي قادها أبو الأحرار في كربلاء، وقفت حاجزاً أمام حرب شعواء، كادت أن تعصف بالأمة الاسلامية في مختلف صعدها الاجتماعية والسياسية والعقائدية..؛ ولأن الصراع أبدي بين الإيمان والكفر، وبين الحق والباطل، وبين المبدأ واللامبدأ، فعلينا أن نلتزم دائماً جانب الحق والخير والفضيلة في هذا الصراع، فعندما خرج الإمام الحسين (ع) بأهل بيته الكرام (ع) لخوض المعركة الحاسمة بين أتباع العقيدة الأموية القائمة على تحويل الدين إلى سلعة تجارية، تأخذ في حسبانها سياسة الربح والخسارة، دون إقامة أي وزن للتعاليم الروحية، وللمبادئ الأخلاقية التي أرادت تلك الرسالة السماوية أن يتحلى بها كل إنسان على وجه البسيطة، لتفرقة الأمة إلى أحزاب ودويلات.. فبعد أن سيطرت الشجرة الأموية الملعونة على القرار السياسي والاجتماعي للعالم الإسلامي، بعد استتباب المُلك، واستيعاب الدولة، سادت ظواهر ومذاهب وتيارات واتجاهات وسياقات فقهية وفكرية، لا قبلَ للعالم الإسلامي بها، ولهذا كانت نهضة الإمام الحسين (ع) هي البداية الفعلية لتكوين خطين واضحي المعالم، هو الخط المحمدي الأصيل، الذي يستمد أسسه من الرسالة المحمدية السمحاء، ومنهجه العلوي الحسيني الثابت، وهو الحق بعينه، وبين السفيانية التي تمتد في أغوار الرذيلة والخيانة، منذ السقيفة الرعناء، وحتى استلام يزيد (لعنه الله) السلطة كأمير للفاسقين.
لقد جاءت الثورة لكي تحدد ملامح عصر إسلامي وإنساني جديد، قادر على إيضاح المسائل الأكثر إلحاحاً وقوة في الحياة الإسلامية، وفي مقدمتها قضية نظام الحكم الإسلامي، والقيادة الحكيمة القادرة على تحكيم القوانين الإسلامية، وتحمي الكرامة الإنسانية، وتحقق الرفاه والتنمية والعالمية لأمة ما خلقت وما اختيرت إلا لكي تكون خير أمة أخرجت للناس.. لذلك فقد أصبحت النهضة الحسينية هي الضمير الحي الذي استطاع أن يحرّك الواقع الأليم للأمة، فبعد فترة السبات التي أخذتها الأمة بغياب الرسول (ص)، كان لابد من جذوة جديدة تشعل في النفوس حس الثورة ضد الظلم والطغيان، للنهوض بالواقع المتردي الذي وصلت إليه..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat