صفحة الكاتب : منتهى محسن

تمتمات النفس اللوامة
منتهى محسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  إلهي غارت نجوم سماواتك، وهجعت عيون انامك، وأبوابك مفتحات للسائلين، وانا عبدك الضعيف المسكين أقف عاجزا امام هيبة عظمتك وجبروتك 
الهي شع صباح النهار وبانت الشمس تميل برأسها نحو أفق المدار ، وانا الجاني الغافل الناسي اخشع لملكوتك ملكوت العظمة والقداسة واستشعر صغري وتناهي حجمي امام صور آلائك 
لاح صباح اليوم وراحت الطبيعة تعزف سمفونيتها الأثيرة في عمق الوجود عبر حفيف ومغازلة رقراقة بين الريح والطير والشجر 
فتلك الطقوس تتناغم يوميا مع تنفس الصباح بمشيئة صانع الجمال عبر لوحة فريدة تنم عن ابداع وإعجاز وجمال وروعة لا نظير لها 
وأنا ونفسي الأمارة في صراعها الأزلي حيث تتضارب الرغبات فيما أريد وارغب وأهوى، وتتهاوى الأمنيات في درج الأحلام الرحب والطموحات اللامتناهية من الأهداف، فاطلب من الباري كل شيء.. اتوسل.. التمس وأرجو، لكني لا أعطي إلا الشحيح القليل قبال منه وكرمه الجزيل. 
أريد العافية والجمال والشباب وأريد المال والجاه والعمل الكريم،  وأريد الزوجة الصالحة والأولاد البارون، أريد العيش الكريم  وراحة البال وغيرها الكثير الكثير 
دون أن أقابل تلك النعم بأحسن الكرم والجود ..
ومع اندلاع شعاع الشمس أعود لمحاسبة النفس 
هل حافظت على فرائض الصلاة..
هل أمسكت لساني عن الكذب والنفاق والغيبة ؟
هل كففت نظري عن المحرمات.. 
هل صنت سمعي عن الأغاني والطرب  ..؟
هكذا مع أول ترانيم الصباح تتدفق الاسئلة  وتنهال من جديد والتباين ملأ الخافقين، فمن أكون أمام عظمة الخالق المتعال،  بالطبع أنا لست إلا قشه صغيرة في مهب ريح عظيمة أو عودا متناهي في قعر بحر هائل جبار الموج. 
ومع كل ذلك التباين تمضي النفس الأمارة الى طريقها المنحرف يسوغ لها الشيطان  اللعين دروب المعصية فتخرج عن جادة الطريق وتعرج في مسارها بعيدا عن رضا خالق الوجود. 
ومع كل المحاذير وأصوات النذير إلا إنها تمضي لا تكترث بسوء الخاتمة الذي ينتظرها، تتشاغل تأبى التفكر او التدبر او التامل ، تبتعد كثيرا بملء إرادتها منساقة خلف سراب رغباتها وطيش أمنياتها.
لكنها كعادتها تقف من جديد تطلب المسامحة والغفران مع اول ساعات الصباح وقد فاقت النفس من ظلامها واشرقت بعد سبات طويل متمتمة:
 رباه .. يا من بيده ناصيتي قوني على طاعتك ولزوم محبتك وأنر قلبي بنور هدايتك،  وابعد عني همزات الشيطان الرجيم لمزه ونفثه وسحره، واجعلني على طاعتك مواظبا عاملا مخلصا ما أحييتني، فانا لا املك مُخلصا من زلاتي غيرك ،
وأعفو عني بحق ما خلقت في هذا الصباح وسيرته بيد قدرتك ، يا من يهرع إليه العباد ويفرون إليه من أنفسهم....أدخلني في بحبوحة رحمتك وضمني في كهف رأفتك يا حنان يا منان .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتهى محسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/24



كتابة تعليق لموضوع : تمتمات النفس اللوامة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net