المجتمع وثقافة عاشوراء
عصام عباس الشمري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عصام عباس الشمري

تمر علينا في هذه الأيام الحزينة، ذكرى انتصار الدم على السيف، هذه الذكرى الأليمة تضعنا جميعاً أمام مسؤوليات كبيرة، من حيث وجوب المساهمة على إحياء شعائر عاشوراء، وترسيخ مبادئ ثورة الإمام الحسين (ع) في النفوس، وذلك من خلال المنابر الحسينية بشتى أقسامها وأنواعها ومسمياتها، وهي بلا اشكال مسؤولية إلهية وتاريخية، يتحملها كل شخص يجد في نفسه الكفاءة، وخصوصا النخبة الصالحة من أتباع مذهب الحق، وكل حسب استطاعته، بتوجيه الناس ورد الشبهات، ومحاربة البدع لغرض تعبئة الأمة، في مسار ونهج الإمام الحسين (ع)، والاستفادة من أهدافها ومعطياتها ومفاهيمها.. وذلك لتقديم الدروس المفيدة الواعية، للوقوف بوجه التيارات الالحادية العلمانية المضادة، التي تريد طمس معالم الروح الجهادية الثورية، لدى أبناء هذا المذهب، والتخلص من ثقافة الشهادة.
لذا علينا التسلح بثقافة عاشوراء؛ وإلزام جميع أصحاب المواكب والهيئات الحسينية بتقديم برنامج عمل المواكب الحسينية بالشكل الصحيح، الذي يتناسب مع حجم المأساة، بحيث ينظم عملها وفق الضوابط والقواعد الأصولية، لإقامة الشعائر الحسينية الموروثة من طرق وأسانيد معتبرة، تخلو من الظواهر السلبية، والمعتقدات الدخيلة عليها، والالتفات والتوجه الى جوهر القضية الحسينية، بمختلف أبعادها الإنسانية، مع الإشارة الى فلسفة الشهادة، ولماذا تقام هذه الشعائر من وجهة نظر شرعية، والاهتمام بفتح دورات خاصة ومنظمة لخطباء ورواديد المنبر الحسيني، ورؤساء المواكب، لتوحيد الجهود وبيان خطورة المد التكفيري الإرهابي الضال على مستقبل المذهب الحق، وعدم السماح لمن يحمل بصمات الفكر الأموي باستغلال هذه المناسبة العظيمة، وذلك باعطائه الذريعة لانتقاد الشيعة ومهاجمتهم، على أن تكون هذه الدورات والتوصيات والتعليمات خاصة للخطباء والرواديد والشعراء ورؤساء المواكب في برنامج عمل مستقل، يعمل ضمن توجيهات وتوصيات لجان خاصة لهذا الغرض، وذلك تلافياً للأخطاء، مع إلزام صاحب الموكب بتعهد خطي على إقامة مجلس للوعظ والارشاد والتوجيه الديني، يومياً، لغرض نشر مبادئ الحسين (ع)، مع احترام قدسية المراقد الدينية، ومنع الشعارات الحزبية والشخصية وما شابهها في الشعائر الحسينية، التي يجب أن تكون حسينية خالصة بكل معنى الكلمة، مع تحمل المسؤولية الكاملة الملقاة على عاتق كل من يتصدر المواكب، بل وجميع خدمة الحسين (ع).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat