ترتبط الجودة في القطاع الخدمي بشكل وثيق بأداء العاملين، وأن الميزة الأساسية لأي منظمة ناجحة هي رفع أداء العاملين فيها؛ لذا فأن مواقف العاملين تجاه العمل، وكذلك مدى قدرة رب العمل على رفع أداء هؤلاء العاملين، له تأثير كبير في جودة الخدمات والمنتجات التي تعرض إلى الزبائن، وإن أحد أهم التحديات التي تواجه المنظمة في هذا المجال، هو خلق وسط يشعر العاملون فيه بقدر من الرضا والدافعية. من هنا تأتي أهمية التسويق الداخلي في خلق هذا الوسط الذي يعامل فيه العاملون، على أنهم زبائن داخليون، تقدم لهم المنافع والخدمات من جهة، وكذلك في كون التسويق الداخلي مطلباً أساسياً للتسويق الخارجي الناجح.
من جهة أخرى، الزبائن - ولاسيما في قطاع الخدمات - يميلون لتكوين علاقات مع الأفراد والمنظمات وليس مع السلع، فأنه على الرغم من تزايد استعمال التقنية في قطاع الخدمات، إلا أن الزبائن ما زالوا كثيري الإعتماد على العلاقات المتبادلة مع العاملين، وبذلك فأن العاملين الراضين الذين سيتم خلق الدافعية لديهم على أساس مطالبهم وإحتياجاتهم، هم الذين سيحددون ما يرضي الزبائن الخارجيين.
وعلى هذا الأساس، فأن من المهم تصميم وتنفيذ تسويق داخلي جيد، والذي يكون من خلال تشخيص العاملين الكفوئين، وعدهم زبائن داخليين، وتطوير وتنفيذ عمليات التسويق الخاصة بهم... عند ذلك فان المنظمة ستصبح أكثر استراتيجية وتكتيكية، ومستعدة ومهيأة لتشخيص وتعيين التحديات التي تواجه مستقبل المنظمة؛ كذلك فأنه سيتم كسب كادر جديد ليس فقط كادر يحمل الكثير من المعارف والاستعداد، ولكن أيضا عاملين مطوقين بإطار المنظمة، يحسون بأنهم جزء متكامل في منظمتهم، ويجسدون الثقة التي يحملونها ويزرعونها في المنظمة.
وبذلك، فأنه عندما يحمل العاملون في المنظمة صفة الخدمة الجيدة، والجودة والايجابية، فأن هذا سينعكس في السلوكيات الإيجابية التي سيعبر عنها تجاه الزبائن، وبالمقابل أيضا، فأن الزبائن الذين سيتلقون هذه الرعاية الجيدة، سيغادرون المنظمة وهم في رضا كامل، وسيتكلمون عن هذا الرضا أمام الآخرين، وهذه الدعاية التي سيقوم بها هؤلاء الزبائن، ستؤدي إلى نتائج إيجابية لاحقة للمنظمة، وبذلك فأنه من خلال التسويق الداخلي سيساهم العاملون ومن ثم الزبائن في النجاح الكلي للمنظمة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat