المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب. مع تزايد الانفتاح الاقتصادي وزيادة الشركات عابرة للحدود (الشركات متعددة الجنسيات)، إزدادت الحاجة إلى مديرين على مستوى عالٍ من الكفاءة، لمواجهة التحديات الكبيرة التي أحدثتها العولمة؛ ولأن هذه الظاهرة مسّت كل جوانب الحياة، وبالتالي إنعكس ذلك على الأوضاع السياسية والاقتصادية والثقافية، كل هذا يتطلب من الادارة الحديثة القيام بجهود جبارة لمسايرة عصر العولمة، والتحرر المالي للأسواق العالمية، ويتطلبُ ذلك توفر الإدارة المصرفية ذات القيادات والكفاءات العالية. وهناك الكثير من العمليات الادارية على الإدارة العليا أن توفرها، ومن هذه العمليات، زيادة قدراتها على التعلم وإكتساب المزيد من الخبرات والمعارف، بخصوص التعاون وإدارة التغيير والتنوع، إذ أصبح لزاماً اليوم على المديرين في قمة الإدارة، أن يأخذوا بالاعتبار المستجدات العالمية في تفكيرهم، ويطوّروا مهاراتهم الفكرية؛ لأن على المصرف أن يكون ذا نظامٍ مفتوحٍ على العالم، فالمصرف عليه التغيير بإستمرار، نتيجة الانفتاح، ويتأثر بالبيئة المحيطة به، والتي هي في حالة تغير مستمر ومتسارع.
لهذا لم يعد بالإمكان الرجوع الى الثقافة الادارية القائمة على المركزية في إتخاذ القرارات، إذ كانت البيئة التنافسية قائمة ومستقرة، وكانت عملية منح التمويل تعتمد على العلاقات والمعرفة الشخصية أكثر منها على الدراسات وتقييم المخاطر. ويمثل المدير العام رأس الهرم الوظيفي، إذ يقوم بتحديد مهام العاملين في كافة الادارات، وقد تغيّرت الظروف وأصبحت بيئة العمل المصرفي أكثر منافسة، وهناك حرية الاختيار لدى الزبائن، فأصبحت السوق أوسع بحيث لا يستطيع المدير العام الإلمام بكافة الطلبات التي يحتاجها الزبائن والمتغيرات التي تحدث في السوق، لذا على المصارف أن تقوم بتفويض موظفين يتعاملون مع الزبائن بصورة مباشرة، للوقوف على متطلباتهم المتغيرة، ولأن الزبائنَ يبحثون عن تلبية إحتياجاتهم اليوم بشكل فوري وسريع.
ويؤثر تطوير المصارف المحلية تأثيراً إيجابياً، إذ يجعلها تتسمُ بطابع خاص، وإحداث تغير شامل لأنشطتها وإحتوائها على أنشطة وأعمال مصرفية كاملة بعيداً عن التحفظ، والاتجاه نحو الصيرفة الشاملة التي تشمل كافة النشاطات المصرفية الكلية، من خدمات مالية ومصرفية، والتي يطلبها الزبون في الوقت والمكان المناسبين، وكذلك بالشكل والمضمون، فالصيرفة الشاملة تشمل إدارة ذكية للموارد النقدية واستخدامها، لتشمل تخطيط أو تنظيم وتوجيه وتحفيز ومتابعة للتدفقات النقدية بأشكالها وأنواعها وآجالها المتنوعة، ومصادرها المتعددة، مع تفعيل استثماري ماهر لإدارة الموجودات.
الموضوع السابققناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat
.jpg)
