النمو السكاني في العالم مدينة كربلاء أنموذجاً
د . رياض كاظم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . رياض كاظم

سوف يظل نمو السكان في العالم محطَّ خلاف وجدل واسع بين الأيدلوجيات المؤيدة والمناهضة له، وسيبقى مفهومُ النظرية (المالثوسية) تنظر للنمو السكاني والعلاقة السببية بين العوامل السكانية والعوامل الاقتصادية نظرة تشاؤمية، معتبرة متغير السكان متغيراً مستقلاً، والإنتاج الاقتصادي ومردوداته متغيرات تابعة في قراءة تحليل العلاقة بينهما، تقابلها أطروحة التفاؤل التي ينادي بها تيار المتفائلين في النظر إلى النمو السكاني المتزايد، وفي تحليل العلاقة السببية تحليلا مغايرا للتحليل المالثوسي.
إلا أن ظاهرة النمو السكاني في غالبية الدول النامية تدعو للقلق فعلا، وهذا القلق متأتٍ من الارتفاع في معدلات السكان في ظل اقتصاديات تتسمُ بالكساد والركود الاقتصادي النسبي، لذا تبلورتِ المشكلة الحقيقية بين السكان القادرين على العمل (النشطين اقتصاديا) وبين السكان العاملين فعلا، وبعبارة أخرى حجم الفجوة الفعلية بين الفعالية الديموغرافية والفعالية الاقتصادية.
إن المصدرَ الأساسي للزيادة السكانية في مدينة كربلاء هي الهجرة الدينية الوافدة، والتي تلعبُ دوراً مباشراً في زيادة سكان المدينة، ويبقى عاملُ زيادة السكان في المدينة عامل قلق مستمر، مرهونا بعامل التخطيط السكاني، فإذا ما حصل هناك تخطيط سكاني وعمراني؛ كتنمية وتطوير مراكز حضرية جديدة، وبالخصوص في جهات المدينة الجنوبية والغربية، تلبي حاجة الزيادة السكانية للمدينة، وبخلافه تبقى المسألة مصدر قلق مستمر، وعاملا رئيسياً من عوامل التخطيط.
إن عملية استشراف الحجم السكاني المستقبلي للمدينة أو الإقليم؛ يعد مؤشراً ديموغرافيا في غاية الأهمية، فمن خلاله يتمكن المخطط من كشف خصائص السكان، ومعرفة متطلباتهم الاقتصادية والاجتماعية والخدمية بالشكل الذي لا يخلق إرباكا في قدرات الدولة وإمكانياتها الاقتصادية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat