صفحة الكاتب : محمد فؤاد زيد الكيلاني

انتهت المواجهة وبدأت مرحلة جديدة .......
محمد فؤاد زيد الكيلاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعد انتهاء المواجهة بين الكيان الغاصب الإسرائيلي والمقاومة في غزة وفي الداخل الفلسطيني، والزحف العربي تجاه فلسطين لتحريرها، سواءً كانت من الأردن أو العراق أو سوريا أو لبنان وغيرها، والهبة الشعبية في الدول العربية، كان هذا الأمر مفاجئاً وفوق كل التوقعات، بالنسبة أولاً لإسرائيل أو أمريكا ثانياً أو حكام هذه الدول العربية وشعوبها الواعية في معركة الوعي التي حصلت بين إسرائيل والمقاومة، ومن بات يشعر بخطر شديد من هذه الهبة الشعبوية العربية المطبعين ونتائج الحرب والمراهنات التي راهنو عليها لم تجلب لهم سوى الخسارة.

انتهت المواجهة في معركة سيف القدس بنصر منقطع النظير للفلسطينيين وتحديداً المقاومة الفلسطينية وركعت الكيان الغاصب، وباعتراف اليهود أنفسهم بأنهم لأول مرة بالتاريخ يخسرون حرباً، فما أرادته المقاومة في غزة تحقق بقوة السلاح وليس بالدبلوماسية أو المفاوضات كما كان في السابق.

الكيان الغاصب بدأ يشعر انه في نهايته، بعد وجود هبة شعبة عربية غير مسبوقة ضده، فجميع المحاولات التي قامت بها وسائل التواصل الاجتماعي، من طمس الحقيقة وإغلاق وحضر مواقع التواصل الاجتماعي، لعدم نشر ما تقوم به إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني لم يحقق أي هدف، فالناشطون على هذه المواقع بدئوا بنشر حجم الدمار الذي لحق بالفلسطينيين خلال هذه المواجهة، فالدولة التي تدعي الديمقراطية والتعايش السلمي مع الفلسطينيين باتت مكشوفاً أمام الرأي العام العالمي، مما كان له الأثر السلبي على هذا الكيان، وفهمهم من تطبيق صفقة القرن الظالمة على الشعب الفلسطيني الأعزل.

معركة سيف القدس (1) باعتقادي أن هناك جولة جديدة بين الفلسطينيين والكيان الغاصب الإسرائيلي سيف القدس (2)، بعد الانتهاء من ما يمكن أن يطلق عليه (استراحة محارب)، وهي ملحمة بطولة عربية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فما تخشاه إسرائيل في أي مواجهة هو ما يمكن أن يجري خارج حدودها من هجوم أو وقفات احتجاجية، وهذا ما حصل فعلاً على حدود الأردن ولبنان وغيره، فكانت الرسائل التي جاءت من الحدود بان الشعوب العربية صاحية وواعية تماماً وإستراتيجياتها تجاه فلسطين هي نفس الإستراتيجية (على الكيان الغاصب الخروج من فلسطين وتسليم الأرض لأصحابها الأصليين والقدس عاصمة فلسطين الأبدية).

باعتقادي بان مواجهة سيف القدس لها ما بعدها ربما هذا ما أدركه العالم الداعم للكيان الإسرائيلي، فبات ينظر له ليس بأنه محتل بل لأنه هو من زرعه في هذه المنطقة، وبان الدول الداعمة لهذا الكيان بدأت تخسر سمعتها في العالم، وخصوصاً عند شعوب الدول العربية، فيجب النظر من جديد لهذا الكيان بالإزالة أو الاستقرار، وهذا يعتبر من مصلحة الشعب الفلسطيني المضطهد.

في هذه المرحلة يمكننا القول أن الحرب بدأت وسيف القدس 1 كانت هي البداية، وتكلمنا في مقالات سابقة بأنها إن حصلت فهي آخر الحروب، وفي مقالات أخرى إنها نهاية إسرائيل، فبعد هذه المواجهة الحرب المنظورة كما الكل يعلم بان الصهاينة غرب النهر والعرب والمسلمين شرق النهر، وهذا ما كان واضحاً وجلياً في هذه المواجهة، فاضطرت إسرائيل للاذعان والخضوع والخنوع الذليل لإرادة المقاومة وإرادة الشعوب العربية بإيقاف هذه المواجهة، لكن الشعوب العربية وخصوصاً الجيل الرابع والخامس بات ينظر إلى المواجهة المباشرة مع هذا العدو وتحرير الأراضي الفلسطينية، وفي هذه المرحلة سيقف حكام الدول العربية عاجزين عن صد أي زحف شعبي أو تكبيل الأفواه بأي طريقة كانت.

فلسطين هي الدولة الوحيدة والأخيرة في العالم التي تعتبر المستعمرة، فعندما يزول هذا الاستعمار ستكون هذه آخر الحروب، وهذا ما يدركه الكيان الإسرائيلي والداعمين له، والشعوب العربية الحرة التي تنظر إلى الحرية، فمعركة الوعي القادمة هي الأخطر والأهم وهذا ما يسعى له العرب جميعاً، وكان هذا واضحاً على الحدود اللبنانية والأردنية والسورية، والمسيرات الحاشدة في جميع الدول العربية الإسلامية والعالمية للمطالبة بفتح الحدود أو الوصول إلى ارض فلسطين ليس للوقوف مع الشعب الفلسطيني فحسب بل من اجل تحرير القدس وفلسطين وإعادة الحقوق لأصحابها الأصليين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد فؤاد زيد الكيلاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/07



كتابة تعليق لموضوع : انتهت المواجهة وبدأت مرحلة جديدة .......
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net