تشوقت كثيرا للكتابة في مثل هذا الموضوع، وذلك بعد اطلاعي على مئات المشاكل الزوجية التي يتخللها الضرب الذي تتعرض له الزوجة، فهل أن الزوجة تضرب؟ ومتى تضرب؟ ولماذا تضرب؟.
لقد حدد القرآن الكريم، وعلماؤنا الطريق الذي ينتهي بالزوج الى الضرب، وحصروه بمسار ضيق جدا حيث ذكر سماحة السيد السيستاني في منهاجه الجزء الثالث (ان الزوجة اذا نشزت جاز للزوج ان يتصدى لارجاعها الى طاعته، وذلك بأن يعظها اولا فان لم ينفع الوعظ هجرها في الضجع اذا احتمل الزوج ان الهجران نافع بحقها، فان لم يؤثر الهجران جاز له ضربها). وقال تعالى: (واللاتي تخافون...) ومتى نفهم الموضوع جيدا توجد عندنا عدة أسئلة:
السؤال الأول: ما المقصود بنشوز الزوجة الذي يجوز للزوج الضرب مع اجتماع باقي الشروط؟
الجواب: يتحقق نشوز الزوجة بأمرين فقط دون غيرهما الأول: عدم تمكين الزوج مما يستحقه من الاستمتاع بزوجته، والثاني: خروج الزوجة من بيتها من دون اذن زوجها، هذان الامران فقط مما يجب على الزوجة تجاه زوجها.
السؤال الثاني: ما المقصود بهجران الزوج زوجته في المضجع؟
الجواب: الهجران في الشريعة له معنيان:
الأول: ان يعتزل الزوج فراش الزوجة. ولا يقصد بالهجران هنا ان يهجر الزوج زوجته ليبيت خارج المنزل.
السؤال الثالث: ما المقصود بالضرب الوارد في الآية الشريفة.
لقد ذكر سماحة السيد السيستاني (دام عزه) شروط عديدة للضرب:
1- أن يكون مسبوقا بالنشوز الذي عرفنا معناه.
2- أن يؤمل الزوج معه حصول التأثير والرجوع الى الطاعة، وترك النشوز.
3- يجب الاقتصار على اقل مقدار يحتمل معه التأثير، فلا يجوز الزيادة عليه مع حصول الغرض به، فاذا كان احتمال التأثير بضربة على اليد تحرم الضربتان.
4- ولا يجوز ان يكون الضرب مدميا ولا شديدا مؤثرا في اسوداد البدن او احمراره.
5- واللازم ان يكون الضرب بقصد الاصلاح لا بقصد التشفي والانتقام، فلو حصل بالضرب الجناية وجبت الغرامة.
فمتى ما تحققت كل هذه الشرائط جاز الضرب، وبهذا يكون الطريق الذي ينتهي لمثل هذه النتيجة ضيقا جدا، فلهذا ينبغي للازواج الاستغفار، والاعتذار، والتوبة والندم، ومحاولة اتباع طريق الوعظ والنصح والارشاد لتستقيم الحياة الزوجية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat