القمة العربية وحكومة المنطقة الخضراء .. حكاية قواد ومومس
رافد العيساوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أعطت الحكومة العراقية ابناء بغداد عطلة اجبارية لمدة اسبوع، شملت جميع المؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات، كما اعلنت عن اغلاق سماءها في وجه حركة الطائرات باستثناء طائرات الرؤساء،
وأغلقت الشوراع وخصوصا مداخل ومخارج المنطقة الخضراء لتتفاقم ازمة الزحام مشكلا فوضى مرورية خانقة ،وارتفعت الأسعار وفُتحت ابواب الكهرباء الوطنية فيها على مصراعيها وتنورت شوارعها الرئيسية ويبقى العراق وخاصة الوسط والجنوب بمدنه واقضيته ونواحيهه وقراه واريافه في ظلام دامس
تحن الى الأمبير،،، وأنشأت مجاري وشبكات مياه جديدة في الخضراء ،،،وشبكات المجاري في عموم مدينة بغداد والمحافظات مسدودة منذ سنين طوال وغالبية مدن العراق تفتقد للماء الصالح للشرب والغسول وحتى الوضوء للصلاة ،،، واعلن وزير الخارجية هوشيار زيباري ان كلفة التحضيرات للقمة العربية تبلغ 450 مليون دولار ومما يذكر ان البرلمان العراقي خصص للقمة (700) مليار دينار عراقي ، وكانت الحكومة العراقية خصصت مبلغ 300 مليون دولار لاعادة تأهيل، وليس اعمار، اكبر ستة فنادق في بغداد استعدادا للقمة. والفنادق المعنية هي الرشيد الواقع داخل المنطقة الخضراء والمنصور، وميريديان وشيراتون، وبغداد، وبابل.،،، ليس للعراقيين المهجرين او المشردين او الفقراء الذين يلتحفون السماء ويفترشون الأرض ممن يبيت في الشوارع ويتوسد الأرصفة وينام على رائحة القمامة،،، بل للرؤساء والأمراء والقادة وملحقاتهم
نعم صرفت مئات المليارات ليس من اجل الشعب وانما من اجل .......،القمة العربية ( ابشر ياشعب العراق جاءك الخير ) ،لكي تُسمن بطن المنطقة الخضراء لأعداد موائد طعام تتخم كروش الرؤوساء والملوك والامراء والوزراء الذين سيحلون ضيوفا ثقيلين على العراق الجريح في قمة العرب (الذين اتفقوا على ان لايتفقوا ) في فيلل وقصور عامرة بالجواري الجميلات وفتيات السياحة العربية الاصيلة وقميص (( سامحني يابابا + تنورة فوق الرُكبة )) وفيها مالذ وطاب من الطعام المسلفن الواصل ((حار وطيب ومكسب وببلاش وبيه سمسم)) من شركات التغذية العالمية المخصوصة في روما وباريس تُنقل بطائرات شركة الخطوط الجوية الإمارتية يوميا في وجبات الأفطار والغذاء والعشاء وفي العراق مَن لاَ طَمع لَهُ فِي
الْقُرْصِ، وَلاَ عَهْد لَهُ بِالشِّبَع، بُطُونهم غَرْثى وَأَكبادهم حَرَّى ورجاله متعبين ومرهقين ونسائه محرومات مرعوبات مصدومات بفقد الاب والأبن والاخ بفضل كواتم الصوت السياسية التابعة لساسة الحكومة البعيدة كل البعد عن طموح شعب عراق الرافدين والخيرات والثروات ، بل انها عجزت عن تلبية ابسط مستلزمات العيش التي ينعم بها شعب افقر دول العالم فياحكومة مايسمى بدولة القانون اين الشعب العراقي من هذه المليارات التي تُنفق من ماله المسروق والمنهوب على كذبة القمة العربية الخاوية الفارغة التي لاتغني العراقيين ولاتسمنهم من جوع ،فلانقاش ولا حوار ولادارسة ولا حلول لما يتعرض له العراق وشعبه من كوراث ومأسي وويلات وتدخل سافر لدول جوار واقليمية في مشروع جدول اعمال القمة العربية (حتى على المستوى النظري) والذي أعلن عنه نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي ؟؟؟!!!،ماذا سيجني العراق وشعبه من قمة العرب هذه وضيف شرفها السفير الأمريكي ورؤساء وامراء ووزراء همها علفها والترنح والتغزل مع النساء العاريات والأستحمام في الحمامات المغلقة وحمامات الساونا وتناول القهوة العربية الأصيلة؟؟؟!!!،، فكل ما تم تحمله من قبل العراق من تكاليف ملايين الدولارات والمضايقات والاجراءات الامنية الخانقة من اجل قمة ليس لنا فيها لاناقة ولاجمل ،وفي النهاية يبقى الشعب العراقي هو الضحية بين القمة العربية وحكومة المنطقة الخضراء .. حكاية قواد ومومس