استطلاع رأي.. (ظاهرة البقشيش في المستشفيات)
سوسن عبدالله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سوسن عبدالله

البقشيش يعرف بالبخشيش ويسميها البعض اكرامية، وهي مبلغ يُعطى عند الخدمة، والعيب حين تكون إلزامية، ويختلف البقشيش من ثقافة الى أخرى،والفارق بينأن تدفعه بتقدير شخصي لمستوى الخدمةالتي حصلت عليهاأو تدفعه الزاماًوفرضاً مفروضاً عليك.
في بعض الدول العربية يعتبر البقشيش مكملا لمصدر الدخل الرئيسي، وفي اليابان يعتبر إهانة ورشوة غير مقبولة،وفي أمريكايسري عندهم بقشيش الندل اجباريا، أما في المستشفيات فهي معضلة، لابدان يرفض قسريتها كل ضمير.. لذا سنقوم بجولة استطلاعية لمعرفة أصداء ظاهرة البقشيش في المستشفيات، وانعكاساتها السلبية في المجتمع:
أمير علي عباس– اعلامي:
قرأت موضوعاً جميلاً في دعوة وجهت لإعلامي الى بلد معروف بظاهرة البخشيش، فكتب الجواب الى الجهة الراعية انا اتحمل كافة مصاريف السفر والفندق والمطعم على ان تقوم الجهة بدفع البقشيش؛ كونه يكلف اكثر من تلك المصاريف..! ظاهرة الاكرامية استفحلت في العراق وخاصة في الأماكن التي تهم صحةالانسان،وعافيته،وأصبح الاستثناء ان لاتدفع..!
الكارثة في المستشفيات وخاصة عندمايدخل المريض الى الردهة بعد العملية يرددون بصوت واحد (الحمدالله على السلامة)يقفون الى ان ترد التحية بأحسن منها..! تدخل عاملة التنظيف وأخرى وأخرى لتكلف بتلك الاتاوات اكثر من أجور العمليةوالمستشفى..! ظاهرة خطيرة تمارس علنا وفي جميع المستشفيات،لابد من حملةواسعة لمكافحةالفساد والرشوة والاتاوات،فقد بلغت الأمور حدوداً لايمكن تحملها..!
رباب الشيخ خلف – تربوية:
جاءتني اكثر من ممرضةوعاملة نظافة لتبارك لي سلامة مريضتي، اخبرتني عن حالها وصحتهاوعن العملية وبقيت تتحدث،وما ان رفضت ان اعطيها الاتاوة، الا وجدت ان جميع الممرضات لاعلاقة لهن بسرير مريضتي، وفُرض عليّ الأمر فأعطيتهن واذابجميعهن أحطن السرير بعناية غير متوقعة..صرت احاورالقضية مع نفسي:هل لنا في القضية يد..؟ ماذا لو رفضناإعطاء الرشوة كمجتمع..؟اكيد..اضحك مع نفسي وأقول: ربما سيكون مرضانا هم الضحية، اذ يُهملون ولا مَنْ يسأل عنهم..!
جمال جاسم علي–محاسبة:
علينا أولاًان نفرق بين البقشيش والرشوة وهذا الشيءما كان موجوداً، لكننا نحن الذين زرعناه في جسد التعامل العراقي، وأعتقد أن المسألة ليست بهذا الحجم فإعطاء البقشيش هي مشاركة الفرح، على ان تكون ضمن محدودية التعامل مع الموضوع أصحاب العلاقة، الخدمة للمريض، لكن ان تكون قسرية واسعة وان تقف امامك الممرضة لتقول لك:اذا ما يعجبك تلك غرفةالمديرة،وانا التي أدلك عليها..! هذا تحدٍّ خطير مع اخلاقنا وانسانيتنا.. لكن اعودوأقول:ان هناك ممرضات متخصصات بتقديم المساعدات لكن عاملة النظافة عندما نسخرها،هذا الامر يحتاج الى رد جميل من الذوق منحهن البقشيش،بما تجودبه نفسك.
سليمةمحمد تمام– ممرضة:
انا اعرف اني موظفة واستلم مقابل خدمتي الراتب، لكني أحيانا اقدم جهداًتتطلب الحالةمني جهداً غير مفروض علي، مساعدة اقدمهاوقد تأخذ مني وقتاً،
وإعطاء البقشيش أو الاكرامية بمثابة شكر ليس غير ذلك..!القضية مرتبطة بالوعي الإنساني، بعض العمليات ألاحظها تتوقف والمريضة تكاد تموت والطبيبة لايهمها سوى ان تقبض اتعابها كي تكمل العملية.. هذا حرام.. مقايضة مع حياة المريضةمن اجل الحصول على المال.. والا نحن نترك هذه المسائل الخطرة ونتحدث عن طبيبات يفترض فيهن الوعي، عندما تحتاج الممرضة او عاملة تنظيف لإعانتك على حالة معينة تعرضت لها مريضتك،في وقت لم يكن احد عندها،يعني كان بإمكانها الرفض او القبول.
الخلاصة:
اتفق الشباب على رفض الرشوة أي البقشيش القسري لكن عندمايصل الامر الى ان نكافئ مقابل مساعدة قدمت الينا فهذه الحالةستشجع وتحث على نشر روح المعاونة بين المنتسبات، مع رفض الحالات القسرية التي تحدث، الشباب اتفقواعلى ان تكون روح الرحمة موجودة والبقشيش اذا كان معقولا وكيفيا ممكن القبول به كالتعبير عن حالة فرح..وهذا الكلام غير معني بظاهرة قسرية تحول الهبة الى اتاوة، والاتاوة حرام.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat