ممثل المرجعية في اوربا : جميع الأديان السماوية وغيرها تؤمن بظهور منقذ للبشرية من الظلم والطغيان
بارك ممثل المرجعية العليا في أوروبا السيد مرتضى الكشميري، للعالم الاسلامي بليلة النصف من شعبان، وولادة منقذ البشرية ومخلصها من الظلم الإمام الحجة بن الحسن المهدي (عج)، مبينا إن جميع الأديان السماوية تحدثت عن حتمية ظهوره (ع)، والجميع يؤمن بظهور منقذ للبشرية من الظلم والطغيان والاستبداد.
جاء حديثه هذا بمناسبة ليلة النصف من شعبان وذكرى ولادة قائم آل محمد (عج)، نشرها موقع مؤسسة الإمام علي عليه السلام في لندن يوم السبت (27 آذار 2021)، واطلع عليها “شفقنا العراق”.
وفيما تحدث السيد الكشميري عن فضائل هذه الليلة، حث المؤمنين على إحياء هذه الليلة بالعبادة والطاعة والدعاء والتوسل والتذلل والخشوع لله ليغفر لنا ذنوبنا ويدفع عنا كل وباء وبلاء خصوصا ما نحن فيه، وذلك ببركة صاحب العصر (عج) الذي تشرفت الدنيا بولادته تلك الليلة وأشرق الكون بنوره عند فجرها، ذاك الامام الذي بظهوره يعم الخير ويبسط العدل في أرجاء المعمورة .
وتابع سماحته بالقول: ايها الاحبة ان العالم كل العالم يعيش اليوم مخاضاً عسيراً نتيجة ما يعانيه من ظلم واضطهاد وقهر واستبداد وهتك للحرمات واعتداء على الضعفاء والمساكين دون أن يردع الطغاة والجبابرة رادع أو يحاسبهم محاسب. وقد يئس العالم من وعود المنظمات الدولية التي تتظاهر بالدفاع عن حقوق المستضعفين في حين أنها تدافع عن مصالحها وسياساتها.
فيما أشار إلى إن المدافع الحقيقي عن مظالم العباد هو الإمام المهدي المنتظر(عج) الذي بظهوره سيملأ الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا، أكد إن الأديان السماوية قد تحدثت عن حتمية ظهوره (ع)، والجميع يؤمن بظهور منقذ للبشرية من الظلم والطغيان والاستبداد، وعند ظهوره تنعم الارض بالسلم والسلام والامن والامان حتى قيل تمشي الشاة الى جانب الذئب دون أذى منه، ويحمل الشخص زكاة ماله من ظهر الكوفة الى الحيرة فلا يجد من يحتاج لها.
وفيما يلي الجزء الآخر من كلمته وكيلة المرجعية في أوروبا:
ان فكرة المخلص والمنقذ هو حلم الانسانية المشترك على اختلاف في تفاصيله:
فاليهود لهم اعتقادهم ولكنهم لم يحددوا معالم شخصية هذا المخلص ولا مكان ظهوره، كما احاطوا المسألة بالغموض واكتفوا بالقول انهم ينتظرون هذا المخلص ليكشف هو عن نفسه عند ظهوره، وموقفهم هذا له اسبابه الخاصة الكامنة في انفسهم لأن ما جاء في اسفارهم لا يتفق مع رغباتهم واهوائهم، كون هذا المخلص لا يعود اليهم نسباً.
والمسيحيون يعتقدون بوجود المخلص الذي سينقذ البشرية في اخر الزمان اعتقادا منهم بما هو موجود في الكتاب المقدس، وقالوا: ان المخلص الموعود هو الذي بشر به في أسفار العهد القديم، وأطلقوا عليه اسم السيد المسيح.
والبوذيون وغيرهم أيضاً لهم توجهاتهم في هذه القضية الحتمية.
اما المسلمون فيؤمنون بوجوده وبظهوره متى ما تهيأت له الظروف الموضوعية، واستدلوا على ذلك بآيات وأحاديث جاوزت حد التواتر فبلغت اكثر ستة الاف رواية.
وهذه الاحاديث تبين لنا امورا مهمة في قضية الامام المهدي (عج) نذكر بعضها:
- ان عقيدة المهدي ليست عقيدة مقتصرة على الشيعة الامامية بل هي عقيدة اسلامية يؤمن بها المسلمون كلهم
- ان هذه الروايات بلغت من التواتر والكثرة حداً بحيث يستحيل معه التواطؤ على الكذب فرواها الامامي والسني والمدني والكوفي والبغدادي والمعتزلي والاشعري واهل الحديث وغيرهم من علماء القرن الاول والثاني وما بعدهما.
- يضاف الى ذلك تعدد مضامين الاحاديث وتكثر معانيها، فمنها ما تتحدث عن نسب الامام (ع) واخرى عن صفاته الشخصية وثالثة عن ايام ظهوره وعن خريطة ايام الفتح وعن انصاره واعوانه، وعن اعدائه ..الخ. فهذا التنوع الكبير يدل على ان هذه القضية ليست عابرة او جزئية.
ونحن لا نعرف قضية من قضايا الاسلام غير التوحيد فيها هذا المقدار من الاحاديث والاهتمام. وقد تناولتها مختلف المصادر الرئيسة والاساسية في المدرستين كمسند احمد وسنن ابو داود وابن ماجة والترمذي والنسائي والبيهقي والطبراني والدارقطني وغيرهم ممن دون احاديث الامام المهدي (عج)، وقد الفت في هذه القضية عشرات الكتب من الفريقين.
هذا وبعد الايمان بقضية الامام (ع) وقطعية ظهوره، ما هي وظيفتنا في عصر الغيبة؟
الجواب: ان الاحاديث الواردة عن النبي (ع) والعترة الطاهرة (ع) تأمرنا بانتظار الامام (ع) والتمهيد لظهوره وذلك بتربية النفس وتزكيتها على طاعة الله وطاعة رسوله (ص) الائمة الاطهار (ع) للارتفاع بها الى المستوى الذي يؤهلها في الانخراط في اصحاب الامام المهدي المنتظر (ع) الذين وصفتهم الروايات بأن عقولهم وافهامهم تبلغ من اليقين حدا حتى تصير عندهم الغيبة بمنزلة المشاهدة.
فعن ابي خالد الكابلي في حديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة قال: دخلت على سيدي علي بن الحسين (ع) الى ان قال (يا أبا خالد إن أهل زمان غيبته، القائلون بإمامته، المنتظرون لظهوره أفضل أهل كل زمان، لان الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف أولئك المخلصون حقا، وشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا).
وبهذا المضمون روي عن النبي (ص) انه قال يوما وعنده بعض اصحابه (“اللهم لقني إخواني ” مرتين فقال من حوله من أصحابه: أما نحن إخوانك يا رسول الله؟ فقال: لا، إنكم أصحابي وإخواني قوم في آخر الزمان آمنوا ولم يروني، لقد عرفنيهم الله بأسمائهم وأسماء آبائهم، من قبل أن يخرجهم من أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم، لأحدهم أشد بقية على دينه من خرط القتاد (شجر ذو شوك يصعب امساكه) في الليلة الظلماء، أو كالقابض على جمر الغضا، أولئك مصابيح الدجى، ينجيهم الله من كل فتنة غبراء مظلمة).
وعن ابي عبد الله (ع) (قال (ص) سيأتي قوم من بعدكم الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منكم، قالوا: يا رسول الله نحن كنا معك ببدر واحد وحنين، و نزل فينا القرآن، فقال: إنكم لو تحملوا لما حملوا لم تصبروا صبرهم).
وعن حماد بن عمر عن الامام الصادق عن ابائه (ع) (قال النبي (ص) لعلي (ع) (يا علي! واعلم أن أعظم الناس يقينا قوم يكونون في آخر الزمان، لم يلحقوا النبي وحجب عنهم الحجة فآمنوا بسواد في بياض).
نسأل المولى سبحانه وتعالى ان يجعلنا من اولئك ومن انصاره واعوانه الممهدين لدولة سلطانه إنه ولي التوفيق
اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام واهله وتذل بها النفاق واهله وتجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك والقادة الى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والاخرة.
المصدر: موقع مؤسسة الإمام علي في لندن
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat