صفحة الكاتب : عادل القرين

في عيد أُمي (رحمها الله)
عادل القرين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أيُّ كلامٍ يختزل اسمها؛ وأيُّ معنىً يليق بجمالها وجلالها؟

ربما هي استفهامات لم تحدد المسافة بين أعمارنا معها!
فكم بقيَّ من هذا العمُر ليوفي حقها؛ وحق كلَّ راحلٍّ عنا بمعنى الوفاء الحقيقي؟
أنعتصر الذاكرة لطفولتنا البسيطة؛ ونحن ندس رؤوسنا تحت سياج "ملفعها المطرز"؟
أم نحسُب مقدار تلك المسافة التي تحف "سُفرة" مائدة الطعام بين إخواني وأخواتي ثلاث مرات في كل يوم؟
حقيقة، كلما تجلت أمامي الدروب، وعثرني فحيح الخُطوب، وأوهنتني ألوان الشحوب، تشكلت أمام ناظريَّ "اسم الله عليك يا يمّه"، "وما عليك شر يا يمّه"، "والله عليك حافظ"..
فلست أنا وحدي من يقال له ذلك، ولكن أردت أن أقترب من إنسانيتنا قليلاً بالوجود..
فما حال من ألهب حنينه القدر؛ لطفلة صغيرة تسأل بعين تائهةٍ: وين راحت "أُمنا"؟
لم أنس أنامل أُمي وهي تدهن رقابنا ساعة تضخم (اللوز) بزيت الزيتون..
ليكون ختام ذلك بركة الشفاء "وحده من سبع، وثنتين من سبع، وثلاث من سبع، وسبع من سبع بغترة أبي أو بشماغ عمي"!


وكيف لنا أن نتجاهل ذلك بالنسيان؛ أم أن الإجابة في تُميرات النخيل المغموسة بدهن "أبو كرسي"؛ وتهافُتنا عليه بالفرح والبهجة؟!
وأيُّ منا لا يتذكر "قدر الهريس"؛ وقد لفه "سنون طبّاخ أبو فتيلة"؛ وكأن أعيننا تقول: "متى يا يمّه تضربينها بالمحركة" في شهر رمضان المبارك؟


كل هذا في جانبٍ، وفي الضفة الأخرى خطواتنا حين نودعها ساعات السفر والامتحانات، وهي تتضرع لربنا بالدعاء والصدقة..
لتمر الأيام، ويكون ختامها تحت تراب المقبرة، ونحن نحوم على قبرها كالحمام، أو كمسبحة معتقةٍ فوق سجادة صلاتها المُثقلة بآهات الرحيل!

ليكون لسان الحضور والغياب: 
تعذريني أجيك البيت
وأمر المقبره أكثر
أمي ويا حلو ممشاك
وليش اللوم واتحسر؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عادل القرين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/21



كتابة تعليق لموضوع : في عيد أُمي (رحمها الله)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net