هذي دواويني إليكِ رسائلُ
بسطورِها ما في ضميري ماثِلُ
وكأنّما نُقَطِي بدمعي أُغرِقَتْ
وقوامُ ألفي من سُقامي ناحِلُ
دَلَّت بقطعِيِّ الدّليلِ بأنّني
لكِ في فؤادي حُبَّ قيسٍ حاملُ
لكنّهُ مَسُّ الغرامِ أَصابَهُ
فأَجَنَّهُ وأنا المُصابُ العاقلُ
هذي دواويني نَزَفنَ مواجعاً
وأَبَحنَ سرّاً في الخفاءِ يُخاتلُ
وأَبَنَّ أَنِّي قد قُتِلتُ صَبابةً
ولِأَوليائي بانَ فيها القاتلُ
هذي مَواويلي مُحّشرَجَةُ الغِنا
واللّحنُ فيها بالأَسى مُتَثاقِلُ
مجروحةٌ فيما لَقِيتُ شهادتي
ولسانُ حالي بالحقيقةِ قائلُ
يَصِفُ الغَرامَ مُجَرِّبٌ وصَريعُهُ
ما بينهُ والوصفِ حَتْفٌ حائلُ
فَمُميتَتِي حُبّاً وحُبّاً للحياةِ ...
مُعِيدَتِي لو جاءَ عنها سائلُ
أُنبيهِ لكنْ واقفاً ومُطأطئاً
لجلالِها وجمالِها وأُحاولُ
أُبدي قليلاً من عظيمِ كمالِها
وأَنا الّذي في كُلِّ نقصٍ حافلُ!!
هِيَ كربلاءُ ثَرى الحسينِ مزارُهُ
فيها الفؤادُ مُتيّمٌ ويُغازلُ
حَسبي حُسينٌ سارَ في عَرَصاتِها
لا هائباً هُوَ فارسٌ هُوَ راجلُ
حسبي تَسَمّعَ جَوُّها بِدَوِيِّ لاءٍ
مِنْ صَداها في الدّهورِ زلازلُ
حَسبي بها إذ قامَ فيها خاطباً
حسبي بها بالسّيفِ عادَ يُباهلُ
يكفي العراقَ مدينةٌ في قلبهِ
فيها لأحرار النُّفوسِ منازلُ
فَوليدُ "يثربَ" شاءَ ربي أَنْ ....
يكونَ بكربلا ميلادُهُ المُتَكاملُ
وقتيلُ جيشِ الأَدعياءِ لذكرهِ
تُحيى لهُ أَبدَ الوجودِ محافلُ
وطريحُ أَرضٍ للحوافرِ مَوطِئٌ
أَمسى قباباً للنّجومِ تُطاولُ
وسَليبُ ثَوبٍ حينَ زُمِّلَ بالدّما
يُكسى بهاءً لا يَكادُ يُماثَلُ
يا أُمّ ملحمةِ الخلودِ تأَلَّقي
صِيتاً ومَنْ ناواكِ ذِكرٌ خاملُ
يا كربلا تِيهي دلالاً باذخاً
وأَنا بِتِيهٍ واثقاً أَتَمايلُ
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat