صفحة الكاتب : الشيخ مظفر علي الركابي

هذا إمام الرافضة
الشيخ مظفر علي الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا تكاد تحمله قدماه من الفرح ، وقد خرج بعد لقاء قصير بمحبوبه الذي أخبره أن فرجه قريب ، وقد أعطاه موعد اللقاء ومكان اللقاء وزمان اللقاء .
نعم إنه علي بن سويد يقول من شدة الفرح أكاد أطير لأُبشر أصحابنا بموعد اللقاء .
ومن شدة الفرح أطرق الباب طرقاً مسرعا فيخرج لي أصحابي خير يابن سويد ما وراءك ؟
أقول لهم : وبلهفة فرج الإمام فرج الإمام !
متى ؟
وأين؟
وكيف؟
غداً
على الجسر 
ضحىً ضحىً
وما تركتُ بيتاً لأصحابنا إلا وقد أخبرتهم كلهم .
لم يزر النوم عيوني تلك الليلة ، ولم تكتحل بغمضٍ،
الشوق أرقني ، والعشقُ أحرقني ، إلا أن طرَّ عمود الفجر ،وأشرقت شمس ذلك اليوم الجديد .
نعم إنه يوم ما بعده يوم سوف تشرق به شمس الإمامة علينا .
يوم سوف نتشرف بالنظر إلى الطلعة البهية للإمام .
بدأ أصحابنا يتوافدون على الجسر زرافاتٍ ووحدانا، تكاد دموعهم تنهمر كقطرات المطر لتختلط بما النهر شوقاً للقاء .
أنظر ُ إلى بعض أصحابنا منهم من يفرقع أصابعه ، ومنهم من اتكأ على أعمدة الجسر ، ومنهم يمسح على لحيته ، ومنهم من الابتسامة لا تفارقُ فمه ، ومنهم من يقوم ويقعد متلهفا للرؤيا .
ومنهم من جاء بأطفاله ليحظوا بلمسة من أنامل الإمام ، ومنهم من جاء بمريضه لكي يدعو له الإمام .
وانظر إلى إصحابنا وقد تسمرت أقدامهم بالأرض وعيونهم شاخصةٌ إلى باب السجن تنتظرُ متى يطلُ علينا الإمام .
اهٍ إنها ساعات ودقائق تُحبسُ فيها الأنفاس .
بينما نحن كذلك وإذا بالسجانين يحملون جنازة لم تكن محمولة بصندوقٍ من خشب ، ليس لها أحدٌ يستقبلها ولا خلفها من مشيع .
وقد اعتدنا على تلك المناظر فكم من أُناس ماتوا بسجون الظالمين تحت سياط التعذيب .
وكم من إنسان مات في السجن وهو غريب .
لم نُعر لتلك الجنازة أي إهتمام ، بل جُل همّنا هو رؤية إمامنا . 
تجاوزنا  السجانون بالجنازة ووضعوها على الجسر ، ونحن نترقب أن يطل علينا الإمام من فتحة باب السجن ليفتح لنا عهداً جديداً .
عم السكون المكان ، وإذا بصوت أحد السجانين ينادي على تلك الجنازة المطروحة على الجسر الملفوفة بعباءة قد تغير لونها من ظلمة السجن .
هذا 
هذا 
إمام الرافضة .
وكلمات جارحةٌ وقاسية .
كان النداء كأنه صاعقة نزلت علينا من السماء ، وكان وقعه عظيم علينا.
فسالت الدموع ، وضج الناس بالبكاء والعويل ، ومات الأمل مع موت الإمام ،وتحولت البسمة إلى دمعة ، والفرحة إلى رنة حزن . 
فبقينا حيارى ماذا نصنع ، حتى إذا تحركت مشاعر الرحم من سلمان عم الرشيد وأخذ خدمه جنازة الإمام ، واستبدلوا ذلك النداء الشنيع بنداء.
ألا لمن أراد أن يحضر جنازة الطيب بن الطيب موسى بن جعفر .
فلبت الشيعة النداء 
وما زالت يابن سويد في كل عام تلبي الشيعة هذا النداء بالملايين ، لتقف على الجسر لتحمل جنازة الإمام بدموع الحسرة .
نعم يابن سويد أنظر إلى المشيعين لقد جمعهم حب الإمام ولم يخافو التفجير التفخيخ .
فالعقيدة أكبر 
والولاء أعظم
ولا شك ولا ريب يابن سويد أن مع الزوار فرج الله ، وينتظر الفرج .
فمتى يابن سويد تطرق دور أبوابنا لتخبرنا عن 
موعد الفرج
ومكان الفرج 
ووقت الفرج


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ مظفر علي الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/11



كتابة تعليق لموضوع : هذا إمام الرافضة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net