ارضً افترشها الشوقُ والهيام!
نسماتً امُتزجت بانفاس الاِبْتهال والرّجاء!
ظهورً اِلْتِوت مُتذللة، اكفْ رُفعت مُؤَمِّلة!
واصواتًا عَلَتْ بالنَشِيج مَبْحُوحة!
رَمق هذا المَنظر بأندهاش وقال:
-أبيّ ماهذا البَهَاء والحُب؟ لٍمن كُل هذا؟ أَشْعَر بالسَكِينَة!
-يا بُنْيّ انْها لذّة اللقاء إنْهُ الهُيَام.
- لكن لِمَنْ؟ انا لا أرى سواء فَرائُص مُرّتعِدّة وكَلِماتُ مُتلعْثِمة،  وأصواتً راجية لا أرى سواء جباه سّاجِدة وشفاه مُتمتمة. أخبرّنيّ لمن كل هذا؟!
-إنه للمَعشوق الأزليِ، إنه لمن يَستحِقه أكثر من ايّ أحد، إنهُ لله يا بُنيّ.
-لكن يا أبيّ أنا لا أرى الله! اين هو! لماذا لا يَسكتهُم! هل هو لا يحبهم؟ ويتركهم هكذا يبكون!
-رويدًا رويدًا يابُنيّ
- اما سؤالك  بأين هو؟ انه هُنا(وأشارَ على صدر ولده ناحية القلب) بِـقلبكَ وبِـروحكَ وبِـعقلكَ.
ابي انا لا افهم كيف يكون بقلبي انا وهم راكعين له.
ياصغيري مااقصده انه بقلوب الخلق كُله بقلبي، وبقلبكَ وبقلوبهم
انتظر يا أبي كيف يكون موجود واحد بكل الموجودات؟
سهل جدًا،  سأخبرك بمثال يوضح الأمر لك. 
-نحن كيف نعيش؟ وماذا نتنفس؟ 
-بالطبع الهواء
-الهواء! اين هو دُلني عليه؟ 
-كيف أدلك عليهُ إننّا لا نراهُ، لكنهُ أساسي لِحياتنا، ولا نستَطيع ان نعيش دونهُ... 
-هذا هو نفسهُ الجواب لسؤالك يا ولدي؛ فالله سُبحانَهُ نَراه بعين الفؤاد لا بعين المُجرّدة، نراه بضمائَرنا، نراه بعقولنا... 
الشيء المَوجوّد يعني انهُ مَخلوق، والله تعالى خالِقً غّير مَخلوق، ونحن بدونهُ عَدّمْ
الله يَسمعُنا عِندما يَسمعنا ولا يَسمعنا أحد، يُرَبت على قلوبِنا عندما تُكسر، يَنتشلنا من ضياعنا عندما نُغرّق انفسنا بالذنوب. 
الله جَـــميل يابُنيّ ويَستحق ان نَتذلل اليهُ؛ فبذلنا له نُعزّ
وبتقرّبُـنا نَفوز.
-واما قولكَ "لماذا لا يَسكتهُم! هل هو لا يحبهم؟ ويتركهم هكذا يبكون!"
الله يَحُب صوت عبده، يحب ان يسمعه وهو يناجيه، ويقول له انا بدونك عدم..
وبهذا العمل نَحنُ نَتَودد اليه ؛ لكي نستحق رحمته.
هو لا يترك من التجأ اليه، ولا يُخذل من تأمل به، لا يَطرُد من طرق بابه، انه يجزي بالكثير مُقابل القليل.
إعلم يابُنيّ وخذها نصيحة عني مهما قَصف بكَ الدهرُ وجْارَ عليكَ الزَمانُ واظلمت عليكَ دُنياكَ لا تترك تمسككَ بالله ولا تترك مُناجاته 
لا تَفلت يدك حبالهُ، اصبر كثيرًا، وأحبه كثيرًا، نهاية المطاف حفنة تراب ولا يبقى الا وجهه الباقي
حب الله هو المنقذ، والمُدّل.. 
بِحُبهُ نَحيّا


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نور الموسوي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/12/26



كتابة تعليق لموضوع : جوى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net