العلاقات العراقية السعودية في الميزان
سلام محمد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سلام محمد

من المثير للاستغراب في مسيرة العملية السياسية في العراق الجديد المنهج الذي يتبعه السيد نوري المالكي وإتباعه في التعامل مع ملف العلاقات الخارجية وخصوصا العلاقة مع الدول الإقليمية ودول الخليج العربي .
الكل يتذكر عندما زار السيد عمار الحكيم دولة السعودية والتقى كبار مسؤوليها وعلى راسهم الملك عبد الله بن عبد العزيز وهذه الزيارة التي توفر فيها كل عوامل القوة والأحترام المتبادل للظيف وضمن السياقات والأتكيت المعمول به مع الشخصيات المهمة والتي تزور السعودية ومما لا يقبل الشك ان السيد عمار الحكيم استطاع ان ينقل رسالة الى ملك السعودية عن افاق المستقبل العراقي والدور الأيجابي الذي يمكن ان يلعبه الشيعة في المنطقة وكذلك حملت تلك الزيارة رسالة اطمئنان الى دول الإقليم السنية مفادها ان العراق أصبح رقما مهما في المعادلة الإقليمية والدولية وان النظام الديمقراطي في العراق سوف يرفض كل اشكال الدكتاتورية ويحفظ علاقة العراق مع الجميع من يحفظ استقلاله وحريته وسلامة وامن أراضيه وأبناءه على مختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم.
وفي وقتها اقام المالكي وإتباعه الدنيا وأقعدوها وطبلوا وزمروا في الأعلام للتقليل من اهمية الزيارة رغم ان المالكي يحلم ان يستقبله من هو دون الملك في السعودية لانه حاول مرارا وتكرارا ولم تلبى رغبته في التواصل مع حكام السعودية .
والغريب ان المالكي عندما اراد تطبيع العلاقة مع السعودية غير من لهجته العدائية وارسل الوفود لأستجداء عطف الملك للقائه اوارسال ممثل عن السعودية رفيع المستوى الى القمة العربية . وقد حمل ممثل المالكي رسالة الى الحكام السعوديين مفادها ان العراق يقف مع السعودية في ما تقوم به من دعم وإسناد لتغيير النظام السوري والإدري كيف يفكر المالكي وكيف يبرر مواقفه السياسية فبالوقت الذي يستهجن زيارة السيد عمار الحكيم الغير مشروطة الى السعودية يسعى الى القيام بمثلها مع تقديم التنازلات التي تسيء الى العلاقة مع دولة مجاورة عربية مثل سوريا ويبدوا ان مشكلة المالكي ليست في العلاقة مع هذه الدولة او تلك وإنما المشكلة في من يرتب هذه العلاقة ويراها حكرا له وإذا بادر غيره فهذه المبادرة هي خلاف التوجهات الوطنية المالكية
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat