صفحة الكاتب : د . مسلم بديري

مسرحية : بقاياه
د . مسلم بديري

شخصيات المسرحية :
•    الرجل...
•    الشرطي..

(*) ملاحظات :
-  ( يكون الرجل كبيرا في السن إلى حدٍ ما , طويل القامة نسبياً , يرتدي على رأسه كوفية مميزة , ونظارة طبية , وظهره منحني قليلا )
-    (يكون الشرطي قصيرا نسبياً , له كرش , ملابسه لاتشبه ملابس الشرطة التقليدية)
-    يمكن تقديم النص كمونودراما ..ارتكازا على شخصية (الرجل) 
تسمع نقرات على أوتار عود  بصورة غير منتظمة , يفتح الستار , ظلام , ثم بعد  فتح الستار تُسمع نغمات نايٍ حزين جدا  ,
الرجل :  ( في الظلام )  الليلة  سأكذب خبر المرايا  , ( بنبرة أعلى ) هيه يآ لها من كاذبة , سنوات مرت وهي تخدعني , كل ما قالته كان كذبا , فلتذهب كل المرايا إلى الجحيم
(بعد الإضاءة يظهر لنا فناء منزل متواضع جدا , لا أثاث ولا شيء موجود فيه , المنزل تحتويه الرطوبة ويضفي السكون عليه طابعا مملا , الرجل يكون واقفا وظهره للجمهور , ينظر صوب الحائط , حيث ترسم الشقوق والرطوبة أشكالا تبدو أنها  ذات معنى)
(يتلفت الرجل)  : ذلك الوجه المجعد  , تلك التضاريس , جبال الهم المتراكمة  بعضها فوق بعض مشكلةً وجها أراه كلما فتحت عيني , أراه كلما أغمضت جفني! , كل ذلك كان كذبة , وجوه كنت أراها مجتمعة على غير تنسيق , كل ذلك , لم يكن سوى خبراً , خبر يكوّن لي وجها  رافقني سنينا , لقد كان غربتي  ومنفاي ..
اليوم بالذات سأهب السعادة لنفسي ولمن حولي , ما هي الا طرفة عين ,
كل تلك الوجوه الجامدة التي أرمقها ستبتسم كثيرا , لا بل ستضحك , تلك البسمات التي حلمت بها
(يخرج ثم يعود ساحبا طاولة صغيرة ) (يسحب الطاولة ويتمتم) أرجو أن يحضر الجميع حسب الموعد ( يترك الطاولة) نعم لحظات الفرح يجب أن نحضرها منذ اللحظة الأولى ,فعادة ما تكون صعبة التوثيق , حضورهم يوثقها بالتأكيد ( يغير مكان الطاولة ) لا هذا المكان مناسب أفضل , فالأول كان تقليديا نوعاً ما ( يغير مكانها مرة أخرى ) حسناً هنا ربما أفضل بقليل , تمنيت لو كان أحدهم معي , ذوقهم رائع جدا , اتمنى أن يعجبهم كل شيء (يخرج مرة أخرى ويعود بكرسي , يقوم بوضعه في مكان منساب) ( يكرر العملية)  (ينحني ناظرا الى الكرسي الأول)  نعم هنا ستجلس زوجتي الحبيبة , لقد أعددت لك بعض الحلوى المخصصة لمرضى السكري , لن أدعهم يبتروا ساقيك , لن أدعك تموتين قهرا , آه يآل المرايا الكاذبة , (ينحني على الكرسي الثاني) وهنا ستجلسين يا ابنتي الحبيبة , ولا تقلقي بشأن أطفالِك , أعرف أنهم كثيرو  الحركة , لا تشغلي بالك فقد جلبت لهم مقاعد صُنعت خصيصا للأطفال الأشقياء , ( يدور متجها نحو الكرسيين في الجهة المقابلة) أما أنت يا ولدي العزيز ستجلس هنا أنت وزوجتك وهي ترتدي فستان زفافها , لا تتأخر في المجيء , لا تتأخر  فلست عريسا هذه الليلة وحسب , أريدك أن تسرع في إنجاب حفيد لي , لن أمهلك الا ليلة واحدة فقط , في صباحها  أريده يركض خلفي ويناديني ( جدي .. جدي .. جدي)
( يسير بسرعة خارجا ) سأحضر ما تبقى من لوازم العرس (يعود بملابس رسمية أنيقة , يبدو منهكا ,  وهو يحمل أكياسا كثيرة ) ( يخرج شموعا ويقوم بترتيبها , قطع حلوى وكيك ) (تخفت الإضاءة) (يقوم بإشعال شمعة) لقد تأخروا .. يتمتم :
تعا .. ولا تجي .. وأكذب عليّا .. الكذبة مش خطيّة
(يرن جرس الهاتف  ويُطرق الباب) 
(مترددا ) سأذهب الى الباب أولا ,
 لا الهاتف ربما لا ينتظر ,
 الباب أولا ,
الهاتف ,
الباب ,
الهاتف ,
 الباب ,
 الهاتف ,
(ينقطع رنين الهاتف ويزداد الطرق على الباب ) آوه لقد ذهب أحدهم , سأنتظر حتى يعود( يزداد الطرق ) (يتحرك) ربما يعود بعد قليل , ما عليّ الا الانتظار , ( يتحرك بسرعة أكبر جيئة وذهابا) ( يرن جرس الهاتف) حسنا حسنا لن تذهب هذه المرة ( يتحرك باضطراب بحثا عن الهاتف) (يزداد الطرق على الباب) أين أنت ؟ أين وضعتك ؟ ذاكرتي لا تناسب أجواء الشباب التي أعيشها فيما يخص الهواتف , ربما أنا السبب , لقد مسحت منها كل ما يتعلق بالهاتف ..
(صوت تكسر الباب , يدخل بعدها الشرطي)
(تخفي  إضاءة المشهد  الكراسي )
الشرطي :  (صارخا)  أين هو ؟؟
الرجل :  ( وقد هاله مرأى الشرطي)  من هو ؟
الشرطي : دع البلاهة جانبا  , وقل لي أين هو ؟
الرجل :  بلاهة ؟! أنت تخاطب رجلا عجوزا أيها المحترم
الشرطي : أين هو ؟
الرجل :   أمنت بالله .. من هو ؟
الشرطي :  المحترم ( يستدرك) هو .. هو , أين هو ؟ ( يلاحظ ضوء الشموع) ما شاء الله
الرجل :    ( يحاول ان يواري الضوء)
الشرطي : ما شاء الله  , أنت تحتفل اذن ..؟!
الرجل :   لا لم أحتفل .. كان مجرد توقف مؤقت من لعن الظلام ..
الشرطي :  احتفال
الرجل :   هنالك اشتباه .. لا يوجد أي احتفال
الشرطي : اذن .. هذه تهمة أخرى
الرجل :   تهمة ؟ أخرى ؟
الشرطي : لقد قلت بأني اشتبهت وأنا (بخيلاء) يعني الوطن والعلم , والعلم  بعد الله .. اذن كل هؤلاء اشتبهوا .. هذه تهمة تضاف على تهمك الأخرى
الرجل :  تهم ؟! أخرى ؟!
الشرطي :  نعم تصنع البلاهة .. بالتأكيد فانت مشغول بالاحتفال وهذه تهمة اخرى
الرجل   :   لا حول ولا قوة الا بالله
الشرطي : ألم تقرأ الصحف هذا الصباح ؟
الرجل :   تقريبا لا
الشرطي :  وهذه تهمة أخرى
الرجل :   صمت
الشرطي : نعم .. فانت لا تهتم بقراءة اخبار الملك
الرجل : حاشا لله
الشرطي : لا تنافق
الرجل  :   شكرا
الشرطي :  ألا تعرف ماذا نشرت الصحف هذا الصباح ؟
الرجل :   كل خير ان شاء الله
الشرطي : لابد وانك تسخر ؟!
الرجل :  وهل توقع الخير سخرية ؟
الشرطي : كل ذلك يرجع الى جهلك الشديد
الرجل :    عذرا
الشرطي :   لقد تحدثت الصحف كثيرا هذا الصباح
الرجل :   (هامسا) ومتى كانت الصحف تتحدث قليلا .. ما الجديد في ذلك
الشرطي :  ماذا قلت
الرجل  :   لا شيء كنت أتمنى فقط أن تكون قد تحدثت عن الخير
الشرطي :  انت تسخر مجددا .. لقد نشرت الصحف أخبارا مفادها ان مزاج الملك كان معكرا هذا الصباح..
الرجل :   وما الجديد في ذلك؟!
الشرطي :   تهزأ ؟!
الرجل :  حاشا لله .. فقط أقصد – بالتأكيد -  ان يكون مزاج الملك معكرا .. فهو يعلم بان جارتي كانت جائعة, وجارتي الأخرى أطعمت صغارها من لحم ذراعها, والأخرى فقدت زوجها ليلة الزفاف وجاري..
الشرطي :  (يقاطعه) وانت تعلم بهذا الشيء .. كيف تسوّل لك نفسك الاحتفال ؟
الرجل : صدقني حضرة المحترم .. لم أحتفل
الشرطي : حسنا دعني أحدثك عن الملك أولا وعن سبب تعكر مزاجه ثم أعود لاحتفالك ..
الرجل :    نعم
الشرطي : لقد تعرضت قطعاننا العسكرية لهجوم كاسح ولكن الملك ردعه بدعاء بسيط
الرجل :   ما شاء الله
الشرطي : ورد العدو كسيرا ذليلا بعد أول ركعة من جلالته
الرجل :   هذا الشيء مفرح حقا
الشرطي : نعم ولكن
الرجل :  ما يعكر صفو الملك إذن؟
الشرطي :  جلالته يتوقع هجوما آخر
الرجل :  دعاء آخر كفيل بالموضوع
الشرطي : لا ..
الرجل :   صمت
الشرطي : نحتاج الى جنود اضافيين
الرجل :    يدعون مع الملك ؟
الشرطي :  لا سنواجه الهجوم هذه المرة بالجنود  أو بالأحرى سنهاجمهم قبل الهجوم , بمعنى آخر نستخدم أفضل وسائل الدفاع
الرجل :   فليدعو الملك حقنا للدماء
الشرطي : لا .. لا يريد جلالته أن يستغل كرم الله
الرجل :   كرمه لا حدود له
الشرطي : مرة وأخرى  مرة دعاء ومرة أخرى قتال
الرجل : فكرة سديدة
الشرطي :   نعرف ذلك تماما
الرجل : على بركة الله
الشرطي :  (ساخرا) نعم واصل احتفالك
الرجل : شكرا لك
الشرطي : ( يصرخ) توقف
الرجل : (مرعوبا)
الشرطي : أين هو
الرجل : من هو ؟
الشرطي : نحن بحاجة الى جنود اضافيين
الرجل :   حسنا وما الحل ؟
الشرطي : أين هو ؟
الرجل : من هو
الشرطي : ابنك
الرجل : أنتم أعرف به مني
الشرطي : لقد بلغنا .. ايها العجوز المحتفل ان اليوم زفافه  وعليك فورا ان تبلغني عن مكانه
الرجل :  صدقا لا اعرف مكانه
الشرطي : توقف عن هذه المهزلة .. لا تعرف اين هو العريس
الرجل :   اتمنى لو اني اعرف , لجلبته الى هنا فلقد تأخر كثيرا
الشرطي :  كذاب
الرجل :  لنفترض اني اعرف مكانه .. ألا يحق له ان يحضر ليله عرسه؟
الشرطي : أي عرس وأي مهزلة خدمة الوطن عرس حقيقي
الرجل :   لقد انحنى ظهري في خدمة الوطن .. سنوات طوال وانا اخدمه .. ما الضير في أن يخدمني ليلة واحدة
الشرطي : اخرس وقح .. تريد من الوطن ان يخدمك
الرجل :  وما العيب في ذلك ؟ الم يخلق الله كل شيء في خدمة الانسان
الشرطي :  نعم .. ومن هو الانسان
الرجل :   هذا الذي يطلب ليلة واحدة
الشرطي :   تبا لك تقارن نفسك بالملك
الرجل :    حشا لله ولكن كما الملك انسان .. نحن ايضا
الشرطي : ومن قال ذلك ؟
الرجل : الملك نفسه
الشرطي :   هل حدثك ؟
الرجل :   معاذ الله
الشرطي :  تسامر معك في المنام؟
الرجل :  استغفر الله .. ولكن لا يحتاج الامر الى حديث ومسامرة
الشرطي : نعم ؟
الرجل :   كيف يقبل ان يكون ملكا علينا .. اذا ما كان فينا انسان؟
الشرطي :  حسنا يبدو انك تحب المماطلة  , سأبحث عنه بنفسي , ( يدور في المنزل ويبحث)
الرجل :  ( ينظر الى السماء كالمتأمل) 
في ليلة حالكة الظلام , كنت أنتظر القمر , كل لحظة أفتح الستار وانظر , لقد تأخر كثيرا ليلتها , حتى بدا الظلام قاتلا .. نهر من خيول وحشية كانت تقتلع بحوافرها كل أمل غرسته لحظات الترجي  , وكنت أسمع ضحكات عاصفة تقتلع أشجارا كنت أرقبها ( يضع كفيه فوق أذنيه) ثم تحولت السماء بركانا يشع نارا , اختفت الضحكات , ثم سمعت بكاءً شديدا , كاد أن يقطع أوصال السماء حتى خفت  , خفت كثيرا , لقد كان يشبه أنين زوجتي حين بُترت قدمها الأولى , ثم سكون مفاجئ يشبه كثيرا صمتها حين قال الطبيب (يقلد صوت الطبيب ) سنضطر الى بتر قدمها الأخرى فقد أكلها السكري, لا .. لا .. لم تبكِ أصلا ولم تُبتر ساقها , نعم ستأتي بعد قليل لتحتفل معنا , لقد تأخرت , لا .. لا يهم ذلك , ربما علمت بوجود الشرطي وتعمدت التأخر , نعم لم يقصر جارنا لقد أخبرها بوجود الشرطي  , نعم ليس فضولا منه أبدا ولكنه يحب نقل الأخبار السارة , نعم بطيب نفس أخبر الشرطي بعرس ابننا , لا لم يقصد شيئا غير زيادة عدد المحتفلين  ,
.. وبعدها بلحظات , لحظات فقط, حتى أصبحت السماء زهرةً أرجوانية بثت عطرا غريبا , كل تلك السنين , وما زلت أستنشقه كلما فقدت حاسة البكاء , ياه  , أي صمت بعدها ساد المكان , وأمطرت السماء قمصاناً ممزقة , عليها أثار الذئاب , وقطع الصمت طرقات باب ورنين جرس الهاتف نعم لقد كان الشرطي هذا
الشرطي : ( حاملا بيده قميصا) لم أجده , هذه الملابس لمن ؟
الرجل :    تعرفها جيدا
الشرطي:   هلاّ أخبرتني أين هو ؟
الرجل :   سلّ القميص
الشرطي : (ينظر الى القميص بقرف)
الرجل : سله فهو أعرف الجميع بحكاية الذئب
الشرطي :  لقد آلمتني حقا ولا أعرف لماذا ؟! ولكن هذا لا يمنع أن تخبرني عنه
الرجل :   وهل توقفت الدنيا عليه ؟
الشرطي : نحن بأمس الحاجة للرجل الواحد
الرجل :    ورجالكم ؟!
الشرطي :  كان الله في عونهم , لقد أخذوا على عاتقهم مهمة التفكير والدعاء
الرجل  :    دعنا نفكر وندعو
الشرطي :   التفكير مهمة شاقة , بينما الجهد العضلي تنامون بعده وترتاحون
الرجل :     راحة أبدية!!
الشرطي :  لقد بدأ الوقت بمداهمتنا وعليك أن تعرف أن الفجر أدلى دلو خيوطه
الرجل :     سأذهب معك بدلا عنه ..
الشرطي :   عليك أن تفهم انه واجب عيني
الرجل  :    ( يبكي )
الشرطي :   ( بحزم) الدموع ازعاج مستمر , فقد تضعف عزيمة الشجعان
الرجل  :      وانتم بأمس الحاجة للشجاعة
الشرطي :    عليك أن تكون جريئا وتخبرنا عنه
الرجل  :      (بيأس) حسنا
تضاء جهة الطاولة فتظهر لنا الكراسي واضحة , وفوق كل واحد صورة ببرواز أنيق يعتليها شريط أسود جانبي  , صورة الأم الحزينة رغم الابتسامة , صورة البنت الشابة , صورة الابن يرتدي بدلة زفاف  صورة لفتاة ترتدي فستان زفاف ولكن الصورة (صورة العروس) بلا الشريط الأسود
الشرطي :  ( متصنعا عدم الفهم ) ما هذا ؟
الرجل :  هؤلاء هم الحضور ..
الشرطي :   (يقلب البصر بين الصور)
الرجل :   ( مشيرا الى صورة الابن ) هذا هو ..
الشرطي :   لقد قتلته أيها الخائن ونحن بأمس الحاجة للرجال الشجعان
الرجل   :    هؤلاء هم كل ما تبقى من دعواتكم بقايا صور
الشرطي :  لقد أتيت أمرا نكرا
الرجل :     خذ القميص والصورة وقاتلوا بهما
الشرطي :   سآخذك - انت - الى المشنقة
الرجل  :      لا شيء يهم  , (يعود الى الطاولة) ..
الشرطي  :   سآخذ دليل جريمتك الى الملك ,
الرجل  :       ( يغني ويرقص بفرح شبابي بعد أن يغادر الشرطي آخذا معه القميص)
          لحظات من الرقص والاحتفال بعدها  يأخذ صورة الشاب ويدخل ثم يعود ويأخذ صورة العروس  ويتمتم 
:  نعم لم يبق من الليل الا القليل , ( يحرك يده في الهواء علامة اغلاق بابا) هكذا لن يزعجكم أحد  ..
اظلام
إضاءة  : يظهر الرجل وبيده صورة طفل صغير يحضنها ويهمس : " آوه حفيدي .... شكرا لكم على الإحساس الجميل الذي منحتموني إياه "
يُطرق الباب ويرن  جرس الهاتف
صوت باب يُكسر يدخل بعدها الشرطي
الشرطي :  (صارخا)  أين هو ؟؟
الرجل :  ( وقد هاله مرأى الشرطي)  من هو ؟
الشرطي : دع البلاهة جانبا  وقل لي أين هو ؟
الرجل :  بلاهة ؟! أنت تخاطب رجلا عجوزا أيها المحترم
الشرطي : أين هو ؟
          الرجل :   أمنت بالله .. من هو ؟
الشرطي :  نعم تصنع البلاهة .. بالتأكيد فانت مشغول بالاحتفال وهذه تهمة اخرى
الرجل   :   لا حول ولا قوة الا بالله
الشرطي : ألم تقرأ الصحف هذا الصباح ؟
الرجل :   تقريبا لا
الشرطي :  وهذه تهمة أخرى
الرجل :   صمت
الشرطي : نعم .. فانت لا تهتم بقراءة اخبار الملك
الرجل : حاشا لله
الشرطي : لا تنافق
الرجل  :   شكرا
الشرطي :  ألا تعرف ماذا نشرت الصحف هذا الصباح ؟
الرجل :   كل خير ان شاء الله
الشرطي : لابد وانك تسخر ؟!
الرجل :  وهل توقع الخير سخرية
الشرطي : كل ذلك يرجع الى جهلك الشديد
الرجل :    عذرا
الشرطي :   لقد تحدثت الصحف كثيرا هذا الصباح
الرجل :   (هامسا) ومتى كانت الصحف تتحدث قليلا .. ما الجديد في ذلك
الشرطي :  ماذا قلت
الرجل  :   لا شيء كنت أمتنى فقط أن تكون تحدثت عن الخير
الشرطي :  انت تسخر مجددا .. لقد نشرت الصحف ان مزاج الملك كان معكرا هذا الصباح
الرجل :  ( ببرود) وماذا يعكر صفوه
الشرطي :   لقد قالت الصحف كل شيء
الرجل :  نعم
الشرطي :   لقد حلم الملك بأن طفلا ولِدَ حديثا .. سيكبر فورا ويبتلع الملك بلا رحمة
الرجل :   ( يخبئ الصورة خلفه) كما تلاحظ لا يوجد لدينا أطفال
الشرطي :  لقد سمعت يكاءً يشبه  ضحكات الطفل الذي سخر من الملك واقلق نومه
الرجل : توهم لا أكثر
الشرطي :   وماذا تخفي ؟
الرجل : لا شيء
الشرطي :  (يدور خلف)
الرجل :  ( يدور عكسه)
تستمر الحركات حتى يلمح الصورة فيأخذها بشدة وبينما الرجل يمسك بها تسقط وتتهشم
الشرطي : يضحك
الرجل  : (يبكي ويحاول لملمة الزجاج المتكسر)
                                                                             ستار
ملاحظـــة مهمة :
لا يجوز إخراج النص , أو الاشتغال على أفكاره وصوره , أو حتى نشره في مكان آخر دون الرجوع للمؤلف
مسلم بديري
العراق /
تلفون :  009647808161661 أو 009647703205506
ايميل : Muslim_tyrant@yahoo.com
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . مسلم بديري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/03



كتابة تعليق لموضوع : مسرحية : بقاياه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 29)


• (1) - كتب : قيس جوامير علي ، في 2012/07/13 .

مسرحيه تصلح ان تكون مونو دراما شخصيتان استطيع ان الخصهما بالظالم والمظلوم المظلوم ممثلا بالشيخ وينتمي الى عامه الشعب والظالم او الماجور لخدمه الظالم ممثلا بالشرطي من خلال الحوار طرح المؤلف الجور الكبير والحيف الواقع على الانسان البسيط بشتى اشكاله وثمه اي واقعه تفسر جريمه
ولا يخفى ان المسرحيه صعبه الاخراج ويحتاج المخرج الى ان يواكبه المؤلف في جميع البوفات للوصول الى جماليات تضاف للنص المسرحي ليخرج من السرد الى الفعل عمل جيد للدكتور مسلم بديري تحياتي ومزيدا من العطاء



• (2) - كتب : مسلم بديري ، في 2012/03/16 .

الأستاذ (( تعرفني جيدا ))
شكرا جزيلا على مرورك وتعليقك الذي يبين أخلاق الفنان الحقيقية . . .
سيدي الكريم لا يمكن الحكم مسبقا على أي عمل فني ابداعي فكل الاحتمالات واردة ولكن يبقى التفاؤل بالنهايات هو الامر الاقرب للنفس فالاستاذ خالد علوان رجل يعرف عمله جيدا ويعرف كيف يقوده و يسخره لكسب ما يرضي الجميع وانا بدوري اتمنى له التوفيق و ربما يكون رده هو ابداعا لا كلاما وهذا هو المرجو ....

• (3) - كتب : مسلم بديري ، في 2012/03/16 .

الأخ ((مسرحي)) أشكرك جدا على هذه المداخلة اللطيفة وأتمنى من الله التوفيق للجميع

• (4) - كتب : تعرفني جيدا ، في 2012/03/16 .

الآن فقط عرفت سبب رفضك ان تعطيني النص لاخرجه . ولكن ستندم كثيرا عندما ترى نصك بعدما تراه بيد من رفضت اعطائي النص لاجله

• (5) - كتب : مسرحي ، في 2012/03/16 .


ان هذا النص يحتاج للمسة اخراجية مختلفة تغور في اعماقه وتجلياته وانا متأكد من ان الاخ خالد علوان قادر على ذلك
تحياتي الى المبدع مسلم بديري فقد عودنا على الرؤى النصية الجديدة والغرائبية التي تجوب الواقع

• (6) - كتب : مسلم بديري ، في 2012/03/16 .

الاخ والصديق احمد العبيدي ..
اعتزازي بك ايها الجميل واعتزازي برأيك الذي ينبع من ذائقة ادبية تميزك
دمت بالف خير
تحياتي

• (7) - كتب : مسلم بديري ، في 2012/03/16 .

الاستاذ الجميل علي العتابي ...
كل الشكر والتقدير لشخصك الرائع ومرورك المميز وانت تترك عبيرا ربيعيا
دمت بخير

• (8) - كتب : مسلم بديري ، في 2012/03/16 .

الأستاذ المخرج المبدع : خالد علوان
أولا : كل الشكر والاعتزاز بوجودك هنا وبرأيك الجميل الذي يبين لنا تلك الذائقة الشفافة , والاخلاق الرفيعة التي تتمتع بها ,

ثانيا : اتمنى أن يوفقك الله باخراج وتجسيد هذا النص على الخشبات التي عرفت ذاتك الاخراجية المميزة
فدعواتي لك بالتوفيق ....

بريدي ورقم هاتفي اسفل النص

• (9) - كتب : مسلم بديري ، في 2012/03/16 .

الأستاذ العزيز وصاحب الأخلاق الرائعة عباس عبد الغني
كل الشكر والتقدير لشخصك الجميل , وكل الاعتزاز بما كتبته من رأي جميل حول نصي " بقاياه " .. وتأكد بان وجودك ترك اثرا جميلا هنا .. واستغل هذه المساحة لابارك لك قرب صدور كتابك الجديد الخاص بالمسرح الاغريقي كما قرأت في خبر عن قرب صدوره فالف مبارك لك

• (10) - كتب : أحمد العبيدي ، في 2012/03/16 .

نص متماسك لا يترك فرصة للتراخي .. يرتكز على تقديم فرجة متكاملة تستغل الصورة بقوة للسيطرةعلى البعد الفكري العميق
استطيع القول هذا نص احببته
تمنياتي لك دكتور بمزيد من الابداع

أحمد

• (11) - كتب : المخرج خالد علوان ، في 2012/03/15 .

بقاياه من النصوص القليلة التي تستهوي القاريء منذ الوهلة الاولي ..بل وتجبره على ان يعيد البصر كرتين ..ذلك لمهارة الكاتب في ان يكتب نصا للمسرح ينأى به بعيدا عن الحوار السردي الممل ويشحنه بافعال قد نسميها غرائبية لكنها ليست بعيدة عن الواقع المر لبطل المسرحية.
ان هذا العمل باختصار كتب بحرفنة عالية تجعلني اطلب من كاتبه وبقوة ان يسمح لي بتقديمه
في المستقبل القريب ان شاء الله

• (12) - كتب : المخرج خالد علوان ، في 2012/03/15 .

بقاياه من النصوص القليلة التي تستهوي القاريء منذ الوهلة الاولي ..بل وتجبره على ان يعيد البصر كرتين ..ذلك لمهارة الكاتب في ان يكتب نصا للمسرح ينأى به بعيدا عن الحوار السردي الممل ويشحنه بافعال قد نسميها غرائبية لكنها ليست بعيدة عن الواقع المر لبطل المسرحية.
ان هذا العمل باختصار كتب بحرفنة عالية تجعلني اطلب من كاتبه وبقوة ان يسمح لي بتقديمه
في المستقبل القريب ان شاء الله

• (13) - كتب : علي جبار العتابي ، في 2012/03/15 .

حبيبي الدكتور مسلم ابدعت في النص ولا سيمى بتصاعد الاحداث ورمزيه عالية تتواكب مع اكثر بلدان العالم الثالث التي تتشارك بالثقافات العبودية لاربابها الحكام

• (14) - كتب : المخرج خالد علوان ، في 2012/03/15 .

بقاياه من النصوص القليلة التي تستهوي القاريء منذ الوهلة الاولي ..بل وتجبره على ان يعيد البصر كرتين ..ذلك لمهارة الكاتب في ان يكتب نصا للمسرح ينأى به بعيدا عن الحوار السردي الممل ويشحنه بافعال قد نسميها غرائبية لكنها ليست بعيدة عن الواقع المر لبطل المسرحية.
ان هذا العمل باختصار كتب بحرفنة عالية تجعلني اطلب من كاتبه وبقوة ان يسمح لي بتقديمه
في المستقبل القريب ان شاء الله

• (15) - كتب : عباس عبد الغني ، في 2012/03/15 .

تحية التقدير والاحترام:-
الدكتور الفاضل مسلم بديري الموقر:
أشكرك على هذا النص الجميل الذي يحمل مضامين فكرية كبيرة , وفحوى درامي عميق وكشفه للسلطة الملكية التي تحاول استغلال الدين والدعاء في أكل قوت الشعوب وهذا مايحصل في أغلب الدكتاتوريات التي بدأت بالتناثر الآن.
لقد أستمتعت كثيراً بقراءتي للنص ووجدت فيه كل عربي مظلوم وقع فريسة القهر والعنف والدمار.
تقبل وافر تقديري لك
عباس عبد الغتي
أستاذ الدراما المساعد/كلية الفنون الجميلة/الموصل.
..

• (16) - كتب : مسلم بديري ، في 2012/03/12 .

الرائعة تراتيل.. شكرا لك ولروحك الجميلة ، ودعواتي لك بالتوفيق والخير

• (17) - كتب : تراتيل ، في 2012/03/11 .

أبهرني هذا النبض الصادق وان كان مؤلم
أحببت هذآ الأسلوب الذي كتبت به د. مسلم
سلمت اناملك على قلمك المبدع وخيالك الواسع
دمت بخير و أجمل دومـاً

• (18) - كتب : مسلم بديري ، في 2012/03/08 .

التجمع الاسلامي لطلبة العراق - ميسان
كل الشكر والامتنان لوجودكم ومروركم المبارك .. دمتم بالف خير ومحبة وسلام

• (19) - كتب : التجمع الاسلامي لطلبة العراق - ميسان ، في 2012/03/08 .

السلام عليكم
لقد عرفنا استاذنا الغالي مسلم بديري فناناً مبدعاً واديباً اجتاز فترة من الزمن يسبق غيره ... ندعوا له بكل التوفيق



• (20) - كتب : مسلم بديري ، في 2012/03/06 .

الأب العزيز علي حسين الخباز.. يسعدني جدا مرورك بالنص ويسعدني أكثر رأيك الجميل كجمال روحك الطيبة .. دمت بالف خير ومحبة



• (21) - كتب : علي حسين الخباز ، في 2012/03/06 .

المبدع الدكتور مسلم البديري نص مسرحي راق جدا وابهى ما فيه تناميات الحدث المسرحي الذي يفتقد له معظم كتابنا وتبني الغرائبية في الطر ح لصالح الواقعية اي ابتكار حلمي ينصهر لخمة الواقع
وهذا هو ديدن التجريب احسنت ولدي حقا احسنت واوضحت مناطق تميزك الحقيقي


• (22) - كتب : د . مسلم بديري ، في 2012/03/05 .

الأخ الغالي أبو منتظر ..شكرا جزيلا لك و لمرورك العطر وتأكد ياسيدي ان الكلمات لاتصف اشتياقي لوجهك العزيز

• (23) - كتب : د . مسلم بديري ، في 2012/03/05 .

صديقي الدون نيساي هذا هو العالم قرية صغيرة من الالم

• (24) - كتب : د . مسلم بديري ، في 2012/03/05 .

الاخ علي شكرا لك

• (25) - كتب : مسلم بديري ، في 2012/03/05 .

الف شكر اخي الكريم استاذ ناصر عباس دمت بخير

• (26) - كتب : مجاهد منعثر ، في 2012/03/04 .

عزيز ي وصديقي واخي الفاضل د. مسلم الى مزيد من الانتاجات الرائعة باسلوب ممتنع يفهم القارىء .
اسلوب كتابه رائع وجميل ...دامت توفيقاتكم .

• (27) - كتب : دون نيساي ، في 2012/03/04 .

الحياة لا تنتظر صديقي مسلم , الكأبة المطلقة تعم كل مكان , انا املك يومي واتقاسم فيه القليل مع النوم , لا تجعل أيّ شيء يغترف منك كل ما هو جميل فيك .

• (28) - كتب : علي ، في 2012/03/03 .

جميل ماقرأت لك مودتي



• (29) - كتب : ناصر عباس ، في 2012/03/03 .

صديقي الدكتور والمسرحي المبدع
اجدني كل يوم وانا اتابع مسيرتكم اكتشف شيئا جديدا وتطورا لايسعه حدود الفيس بوك
تقبل محبتي بباقة ورد




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net