مسرحية : بقاياه

شخصيات المسرحية :
•    الرجل...
•    الشرطي..

(*) ملاحظات :
-  ( يكون الرجل كبيرا في السن إلى حدٍ ما , طويل القامة نسبياً , يرتدي على رأسه كوفية مميزة , ونظارة طبية , وظهره منحني قليلا )
-    (يكون الشرطي قصيرا نسبياً , له كرش , ملابسه لاتشبه ملابس الشرطة التقليدية)
-    يمكن تقديم النص كمونودراما ..ارتكازا على شخصية (الرجل) 
تسمع نقرات على أوتار عود  بصورة غير منتظمة , يفتح الستار , ظلام , ثم بعد  فتح الستار تُسمع نغمات نايٍ حزين جدا  ,
الرجل :  ( في الظلام )  الليلة  سأكذب خبر المرايا  , ( بنبرة أعلى ) هيه يآ لها من كاذبة , سنوات مرت وهي تخدعني , كل ما قالته كان كذبا , فلتذهب كل المرايا إلى الجحيم
(بعد الإضاءة يظهر لنا فناء منزل متواضع جدا , لا أثاث ولا شيء موجود فيه , المنزل تحتويه الرطوبة ويضفي السكون عليه طابعا مملا , الرجل يكون واقفا وظهره للجمهور , ينظر صوب الحائط , حيث ترسم الشقوق والرطوبة أشكالا تبدو أنها  ذات معنى)
(يتلفت الرجل)  : ذلك الوجه المجعد  , تلك التضاريس , جبال الهم المتراكمة  بعضها فوق بعض مشكلةً وجها أراه كلما فتحت عيني , أراه كلما أغمضت جفني! , كل ذلك كان كذبة , وجوه كنت أراها مجتمعة على غير تنسيق , كل ذلك , لم يكن سوى خبراً , خبر يكوّن لي وجها  رافقني سنينا , لقد كان غربتي  ومنفاي ..
اليوم بالذات سأهب السعادة لنفسي ولمن حولي , ما هي الا طرفة عين ,
كل تلك الوجوه الجامدة التي أرمقها ستبتسم كثيرا , لا بل ستضحك , تلك البسمات التي حلمت بها
(يخرج ثم يعود ساحبا طاولة صغيرة ) (يسحب الطاولة ويتمتم) أرجو أن يحضر الجميع حسب الموعد ( يترك الطاولة) نعم لحظات الفرح يجب أن نحضرها منذ اللحظة الأولى ,فعادة ما تكون صعبة التوثيق , حضورهم يوثقها بالتأكيد ( يغير مكان الطاولة ) لا هذا المكان مناسب أفضل , فالأول كان تقليديا نوعاً ما ( يغير مكانها مرة أخرى ) حسناً هنا ربما أفضل بقليل , تمنيت لو كان أحدهم معي , ذوقهم رائع جدا , اتمنى أن يعجبهم كل شيء (يخرج مرة أخرى ويعود بكرسي , يقوم بوضعه في مكان منساب) ( يكرر العملية)  (ينحني ناظرا الى الكرسي الأول)  نعم هنا ستجلس زوجتي الحبيبة , لقد أعددت لك بعض الحلوى المخصصة لمرضى السكري , لن أدعهم يبتروا ساقيك , لن أدعك تموتين قهرا , آه يآل المرايا الكاذبة , (ينحني على الكرسي الثاني) وهنا ستجلسين يا ابنتي الحبيبة , ولا تقلقي بشأن أطفالِك , أعرف أنهم كثيرو  الحركة , لا تشغلي بالك فقد جلبت لهم مقاعد صُنعت خصيصا للأطفال الأشقياء , ( يدور متجها نحو الكرسيين في الجهة المقابلة) أما أنت يا ولدي العزيز ستجلس هنا أنت وزوجتك وهي ترتدي فستان زفافها , لا تتأخر في المجيء , لا تتأخر  فلست عريسا هذه الليلة وحسب , أريدك أن تسرع في إنجاب حفيد لي , لن أمهلك الا ليلة واحدة فقط , في صباحها  أريده يركض خلفي ويناديني ( جدي .. جدي .. جدي)
( يسير بسرعة خارجا ) سأحضر ما تبقى من لوازم العرس (يعود بملابس رسمية أنيقة , يبدو منهكا ,  وهو يحمل أكياسا كثيرة ) ( يخرج شموعا ويقوم بترتيبها , قطع حلوى وكيك ) (تخفت الإضاءة) (يقوم بإشعال شمعة) لقد تأخروا .. يتمتم :
تعا .. ولا تجي .. وأكذب عليّا .. الكذبة مش خطيّة
(يرن جرس الهاتف  ويُطرق الباب) 
(مترددا ) سأذهب الى الباب أولا ,
 لا الهاتف ربما لا ينتظر ,
 الباب أولا ,
الهاتف ,
الباب ,
الهاتف ,
 الباب ,
 الهاتف ,
(ينقطع رنين الهاتف ويزداد الطرق على الباب ) آوه لقد ذهب أحدهم , سأنتظر حتى يعود( يزداد الطرق ) (يتحرك) ربما يعود بعد قليل , ما عليّ الا الانتظار , ( يتحرك بسرعة أكبر جيئة وذهابا) ( يرن جرس الهاتف) حسنا حسنا لن تذهب هذه المرة ( يتحرك باضطراب بحثا عن الهاتف) (يزداد الطرق على الباب) أين أنت ؟ أين وضعتك ؟ ذاكرتي لا تناسب أجواء الشباب التي أعيشها فيما يخص الهواتف , ربما أنا السبب , لقد مسحت منها كل ما يتعلق بالهاتف ..
(صوت تكسر الباب , يدخل بعدها الشرطي)
(تخفي  إضاءة المشهد  الكراسي )
الشرطي :  (صارخا)  أين هو ؟؟
الرجل :  ( وقد هاله مرأى الشرطي)  من هو ؟
الشرطي : دع البلاهة جانبا  , وقل لي أين هو ؟
الرجل :  بلاهة ؟! أنت تخاطب رجلا عجوزا أيها المحترم
الشرطي : أين هو ؟
الرجل :   أمنت بالله .. من هو ؟
الشرطي :  المحترم ( يستدرك) هو .. هو , أين هو ؟ ( يلاحظ ضوء الشموع) ما شاء الله
الرجل :    ( يحاول ان يواري الضوء)
الشرطي : ما شاء الله  , أنت تحتفل اذن ..؟!
الرجل :   لا لم أحتفل .. كان مجرد توقف مؤقت من لعن الظلام ..
الشرطي :  احتفال
الرجل :   هنالك اشتباه .. لا يوجد أي احتفال
الشرطي : اذن .. هذه تهمة أخرى
الرجل :   تهمة ؟ أخرى ؟
الشرطي : لقد قلت بأني اشتبهت وأنا (بخيلاء) يعني الوطن والعلم , والعلم  بعد الله .. اذن كل هؤلاء اشتبهوا .. هذه تهمة تضاف على تهمك الأخرى
الرجل :  تهم ؟! أخرى ؟!
الشرطي :  نعم تصنع البلاهة .. بالتأكيد فانت مشغول بالاحتفال وهذه تهمة اخرى
الرجل   :   لا حول ولا قوة الا بالله
الشرطي : ألم تقرأ الصحف هذا الصباح ؟
الرجل :   تقريبا لا
الشرطي :  وهذه تهمة أخرى
الرجل :   صمت
الشرطي : نعم .. فانت لا تهتم بقراءة اخبار الملك
الرجل : حاشا لله
الشرطي : لا تنافق
الرجل  :   شكرا
الشرطي :  ألا تعرف ماذا نشرت الصحف هذا الصباح ؟
الرجل :   كل خير ان شاء الله
الشرطي : لابد وانك تسخر ؟!
الرجل :  وهل توقع الخير سخرية ؟
الشرطي : كل ذلك يرجع الى جهلك الشديد
الرجل :    عذرا
الشرطي :   لقد تحدثت الصحف كثيرا هذا الصباح
الرجل :   (هامسا) ومتى كانت الصحف تتحدث قليلا .. ما الجديد في ذلك
الشرطي :  ماذا قلت
الرجل  :   لا شيء كنت أتمنى فقط أن تكون قد تحدثت عن الخير
الشرطي :  انت تسخر مجددا .. لقد نشرت الصحف أخبارا مفادها ان مزاج الملك كان معكرا هذا الصباح..
الرجل :   وما الجديد في ذلك؟!
الشرطي :   تهزأ ؟!
الرجل :  حاشا لله .. فقط أقصد – بالتأكيد -  ان يكون مزاج الملك معكرا .. فهو يعلم بان جارتي كانت جائعة, وجارتي الأخرى أطعمت صغارها من لحم ذراعها, والأخرى فقدت زوجها ليلة الزفاف وجاري..
الشرطي :  (يقاطعه) وانت تعلم بهذا الشيء .. كيف تسوّل لك نفسك الاحتفال ؟
الرجل : صدقني حضرة المحترم .. لم أحتفل
الشرطي : حسنا دعني أحدثك عن الملك أولا وعن سبب تعكر مزاجه ثم أعود لاحتفالك ..
الرجل :    نعم
الشرطي : لقد تعرضت قطعاننا العسكرية لهجوم كاسح ولكن الملك ردعه بدعاء بسيط
الرجل :   ما شاء الله
الشرطي : ورد العدو كسيرا ذليلا بعد أول ركعة من جلالته
الرجل :   هذا الشيء مفرح حقا
الشرطي : نعم ولكن
الرجل :  ما يعكر صفو الملك إذن؟
الشرطي :  جلالته يتوقع هجوما آخر
الرجل :  دعاء آخر كفيل بالموضوع
الشرطي : لا ..
الرجل :   صمت
الشرطي : نحتاج الى جنود اضافيين
الرجل :    يدعون مع الملك ؟
الشرطي :  لا سنواجه الهجوم هذه المرة بالجنود  أو بالأحرى سنهاجمهم قبل الهجوم , بمعنى آخر نستخدم أفضل وسائل الدفاع
الرجل :   فليدعو الملك حقنا للدماء
الشرطي : لا .. لا يريد جلالته أن يستغل كرم الله
الرجل :   كرمه لا حدود له
الشرطي : مرة وأخرى  مرة دعاء ومرة أخرى قتال
الرجل : فكرة سديدة
الشرطي :   نعرف ذلك تماما
الرجل : على بركة الله
الشرطي :  (ساخرا) نعم واصل احتفالك
الرجل : شكرا لك
الشرطي : ( يصرخ) توقف
الرجل : (مرعوبا)
الشرطي : أين هو
الرجل : من هو ؟
الشرطي : نحن بحاجة الى جنود اضافيين
الرجل :   حسنا وما الحل ؟
الشرطي : أين هو ؟
الرجل : من هو
الشرطي : ابنك
الرجل : أنتم أعرف به مني
الشرطي : لقد بلغنا .. ايها العجوز المحتفل ان اليوم زفافه  وعليك فورا ان تبلغني عن مكانه
الرجل :  صدقا لا اعرف مكانه
الشرطي : توقف عن هذه المهزلة .. لا تعرف اين هو العريس
الرجل :   اتمنى لو اني اعرف , لجلبته الى هنا فلقد تأخر كثيرا
الشرطي :  كذاب
الرجل :  لنفترض اني اعرف مكانه .. ألا يحق له ان يحضر ليله عرسه؟
الشرطي : أي عرس وأي مهزلة خدمة الوطن عرس حقيقي
الرجل :   لقد انحنى ظهري في خدمة الوطن .. سنوات طوال وانا اخدمه .. ما الضير في أن يخدمني ليلة واحدة
الشرطي : اخرس وقح .. تريد من الوطن ان يخدمك
الرجل :  وما العيب في ذلك ؟ الم يخلق الله كل شيء في خدمة الانسان
الشرطي :  نعم .. ومن هو الانسان
الرجل :   هذا الذي يطلب ليلة واحدة
الشرطي :   تبا لك تقارن نفسك بالملك
الرجل :    حشا لله ولكن كما الملك انسان .. نحن ايضا
الشرطي : ومن قال ذلك ؟
الرجل : الملك نفسه
الشرطي :   هل حدثك ؟
الرجل :   معاذ الله
الشرطي :  تسامر معك في المنام؟
الرجل :  استغفر الله .. ولكن لا يحتاج الامر الى حديث ومسامرة
الشرطي : نعم ؟
الرجل :   كيف يقبل ان يكون ملكا علينا .. اذا ما كان فينا انسان؟
الشرطي :  حسنا يبدو انك تحب المماطلة  , سأبحث عنه بنفسي , ( يدور في المنزل ويبحث)
الرجل :  ( ينظر الى السماء كالمتأمل) 
في ليلة حالكة الظلام , كنت أنتظر القمر , كل لحظة أفتح الستار وانظر , لقد تأخر كثيرا ليلتها , حتى بدا الظلام قاتلا .. نهر من خيول وحشية كانت تقتلع بحوافرها كل أمل غرسته لحظات الترجي  , وكنت أسمع ضحكات عاصفة تقتلع أشجارا كنت أرقبها ( يضع كفيه فوق أذنيه) ثم تحولت السماء بركانا يشع نارا , اختفت الضحكات , ثم سمعت بكاءً شديدا , كاد أن يقطع أوصال السماء حتى خفت  , خفت كثيرا , لقد كان يشبه أنين زوجتي حين بُترت قدمها الأولى , ثم سكون مفاجئ يشبه كثيرا صمتها حين قال الطبيب (يقلد صوت الطبيب ) سنضطر الى بتر قدمها الأخرى فقد أكلها السكري, لا .. لا .. لم تبكِ أصلا ولم تُبتر ساقها , نعم ستأتي بعد قليل لتحتفل معنا , لقد تأخرت , لا .. لا يهم ذلك , ربما علمت بوجود الشرطي وتعمدت التأخر , نعم لم يقصر جارنا لقد أخبرها بوجود الشرطي  , نعم ليس فضولا منه أبدا ولكنه يحب نقل الأخبار السارة , نعم بطيب نفس أخبر الشرطي بعرس ابننا , لا لم يقصد شيئا غير زيادة عدد المحتفلين  ,
.. وبعدها بلحظات , لحظات فقط, حتى أصبحت السماء زهرةً أرجوانية بثت عطرا غريبا , كل تلك السنين , وما زلت أستنشقه كلما فقدت حاسة البكاء , ياه  , أي صمت بعدها ساد المكان , وأمطرت السماء قمصاناً ممزقة , عليها أثار الذئاب , وقطع الصمت طرقات باب ورنين جرس الهاتف نعم لقد كان الشرطي هذا
الشرطي : ( حاملا بيده قميصا) لم أجده , هذه الملابس لمن ؟
الرجل :    تعرفها جيدا
الشرطي:   هلاّ أخبرتني أين هو ؟
الرجل :   سلّ القميص
الشرطي : (ينظر الى القميص بقرف)
الرجل : سله فهو أعرف الجميع بحكاية الذئب
الشرطي :  لقد آلمتني حقا ولا أعرف لماذا ؟! ولكن هذا لا يمنع أن تخبرني عنه
الرجل :   وهل توقفت الدنيا عليه ؟
الشرطي : نحن بأمس الحاجة للرجل الواحد
الرجل :    ورجالكم ؟!
الشرطي :  كان الله في عونهم , لقد أخذوا على عاتقهم مهمة التفكير والدعاء
الرجل  :    دعنا نفكر وندعو
الشرطي :   التفكير مهمة شاقة , بينما الجهد العضلي تنامون بعده وترتاحون
الرجل :     راحة أبدية!!
الشرطي :  لقد بدأ الوقت بمداهمتنا وعليك أن تعرف أن الفجر أدلى دلو خيوطه
الرجل :     سأذهب معك بدلا عنه ..
الشرطي :   عليك أن تفهم انه واجب عيني
الرجل  :    ( يبكي )
الشرطي :   ( بحزم) الدموع ازعاج مستمر , فقد تضعف عزيمة الشجعان
الرجل  :      وانتم بأمس الحاجة للشجاعة
الشرطي :    عليك أن تكون جريئا وتخبرنا عنه
الرجل  :      (بيأس) حسنا
تضاء جهة الطاولة فتظهر لنا الكراسي واضحة , وفوق كل واحد صورة ببرواز أنيق يعتليها شريط أسود جانبي  , صورة الأم الحزينة رغم الابتسامة , صورة البنت الشابة , صورة الابن يرتدي بدلة زفاف  صورة لفتاة ترتدي فستان زفاف ولكن الصورة (صورة العروس) بلا الشريط الأسود
الشرطي :  ( متصنعا عدم الفهم ) ما هذا ؟
الرجل :  هؤلاء هم الحضور ..
الشرطي :   (يقلب البصر بين الصور)
الرجل :   ( مشيرا الى صورة الابن ) هذا هو ..
الشرطي :   لقد قتلته أيها الخائن ونحن بأمس الحاجة للرجال الشجعان
الرجل   :    هؤلاء هم كل ما تبقى من دعواتكم بقايا صور
الشرطي :  لقد أتيت أمرا نكرا
الرجل :     خذ القميص والصورة وقاتلوا بهما
الشرطي :   سآخذك - انت - الى المشنقة
الرجل  :      لا شيء يهم  , (يعود الى الطاولة) ..
الشرطي  :   سآخذ دليل جريمتك الى الملك ,
الرجل  :       ( يغني ويرقص بفرح شبابي بعد أن يغادر الشرطي آخذا معه القميص)
          لحظات من الرقص والاحتفال بعدها  يأخذ صورة الشاب ويدخل ثم يعود ويأخذ صورة العروس  ويتمتم 
:  نعم لم يبق من الليل الا القليل , ( يحرك يده في الهواء علامة اغلاق بابا) هكذا لن يزعجكم أحد  ..
اظلام
إضاءة  : يظهر الرجل وبيده صورة طفل صغير يحضنها ويهمس : " آوه حفيدي .... شكرا لكم على الإحساس الجميل الذي منحتموني إياه "
يُطرق الباب ويرن  جرس الهاتف
صوت باب يُكسر يدخل بعدها الشرطي
الشرطي :  (صارخا)  أين هو ؟؟
الرجل :  ( وقد هاله مرأى الشرطي)  من هو ؟
الشرطي : دع البلاهة جانبا  وقل لي أين هو ؟
الرجل :  بلاهة ؟! أنت تخاطب رجلا عجوزا أيها المحترم
الشرطي : أين هو ؟
          الرجل :   أمنت بالله .. من هو ؟
الشرطي :  نعم تصنع البلاهة .. بالتأكيد فانت مشغول بالاحتفال وهذه تهمة اخرى
الرجل   :   لا حول ولا قوة الا بالله
الشرطي : ألم تقرأ الصحف هذا الصباح ؟
الرجل :   تقريبا لا
الشرطي :  وهذه تهمة أخرى
الرجل :   صمت
الشرطي : نعم .. فانت لا تهتم بقراءة اخبار الملك
الرجل : حاشا لله
الشرطي : لا تنافق
الرجل  :   شكرا
الشرطي :  ألا تعرف ماذا نشرت الصحف هذا الصباح ؟
الرجل :   كل خير ان شاء الله
الشرطي : لابد وانك تسخر ؟!
الرجل :  وهل توقع الخير سخرية
الشرطي : كل ذلك يرجع الى جهلك الشديد
الرجل :    عذرا
الشرطي :   لقد تحدثت الصحف كثيرا هذا الصباح
الرجل :   (هامسا) ومتى كانت الصحف تتحدث قليلا .. ما الجديد في ذلك
الشرطي :  ماذا قلت
الرجل  :   لا شيء كنت أمتنى فقط أن تكون تحدثت عن الخير
الشرطي :  انت تسخر مجددا .. لقد نشرت الصحف ان مزاج الملك كان معكرا هذا الصباح
الرجل :  ( ببرود) وماذا يعكر صفوه
الشرطي :   لقد قالت الصحف كل شيء
الرجل :  نعم
الشرطي :   لقد حلم الملك بأن طفلا ولِدَ حديثا .. سيكبر فورا ويبتلع الملك بلا رحمة
الرجل :   ( يخبئ الصورة خلفه) كما تلاحظ لا يوجد لدينا أطفال
الشرطي :  لقد سمعت يكاءً يشبه  ضحكات الطفل الذي سخر من الملك واقلق نومه
الرجل : توهم لا أكثر
الشرطي :   وماذا تخفي ؟
الرجل : لا شيء
الشرطي :  (يدور خلف)
الرجل :  ( يدور عكسه)
تستمر الحركات حتى يلمح الصورة فيأخذها بشدة وبينما الرجل يمسك بها تسقط وتتهشم
الشرطي : يضحك
الرجل  : (يبكي ويحاول لملمة الزجاج المتكسر)
                                                                             ستار
ملاحظـــة مهمة :
لا يجوز إخراج النص , أو الاشتغال على أفكاره وصوره , أو حتى نشره في مكان آخر دون الرجوع للمؤلف
مسلم بديري
العراق /
تلفون :  009647808161661 أو 009647703205506
ايميل : Muslim_tyrant@yahoo.com