صفحة الكاتب : كمال الموسوي

انا خجلً من الدفن في مقابر الشهداء  
كمال الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 منذ بدء الجائحة اللعينة وانا عادة ما افكر بالموت القريب الذي بات يحيطنا من كل جانب وزاوية ، بل انه اصبح يترنح فوق راحت يدينا المثقلة بالهموم..! 

لا اهتم كثيرا للموت فلست من المترفين جدا في هذه الحياة وليس لدي في هذه الدنبا ما يجلعني اتلفت عليها، فكل ما املكه هو راتب شهري " من البلعوم الى الزردوم" واحيانا كثيرة لا يصل حتى الى منطقة المنتصف التي تفصل بينهما" ، فلماذا التفت اصلا..! ولماذا اخاف من الموت اصلا ..

لكنني خجلٌ جدا حين يحملني المشيعون الى مقري الاخير ويتركونني هناك مابين ايدي الملقنين الذين سرعان ما يدفعون بي الى ( لغفة) القبر فيهيلون عليّ التراب وينسحبون الى ما تبقى من اهلي ليدفعوا لهم بقية حساب القبر ، ثم يلتحقون بجميع المشيعين عند مطعم " ولاية علي" ع الذي سيثقلهم حتما باسعار الوجبات الغذائية الى حد التذمر..!

كل هذا وذاك لا يعني لي شيء ، فأنا ميت تحت التراب ولكن ، كيف سادفن قريبا جدا من مقابر الشهداء والقديسين فتحما انهم سيعلمون بقدومي هذه الليلة، وسيأتون مرحبين بي كونهم يعلمون ان القادم اليهم يحمل الكثير من الاخبار يرغبون كثيرا بسماعها،،  وماذا سأقول لهم لو سألني احدهم كعادته حين كنت القاهم في جبهات القتال عن متغيرات الساحة السياسية..! أأقول لهم انكم قتلتم من اجل يتربع " شعيط ومعيط" على كرسي السلطة؟! ام ان اطفالكم باتوا يتقاسمون الاشارات الضوئية من اجل كسب قوت يومهم.. ونساءكم لازلن يتوجعن مابين دائرة التقاعد ومقبرة وادي السلام.. وامهاتكم في اخر صيحات الموت اصبحن تلالا من الضيم الاسود يعانق السماء..! لا اريد الدفن هناك فأنا لا اتحمل عتاب الموتى..!

انا خجل من الدفن ما بين الشهداء ...! فوصيتي ان تبحثوا لي عن ارض ليس فيها اثر للشهداء، رغم اني اعلم ان هذه الوصية ستتعبكم كثيرا..! ستتعبكم حد العجز وحد الجزع لان كل ارض العراق مملوءة بالشهداء والقديسين..! 

كي لا اتعبكم اكثر اقرأوا كل وصيتي ستجدون عبارة اخرى مكتوب فيها..

"ادفنوني ليلاً عند ستر الظلام في اخر طرف من مقبرة وادي السلام " 

ولا تكتبوا عني ما يثبت هويتي .. فقط اكتبوا انه مات خجل من الدفن ما بين الشهداء " ولازال منتظرا نفخة صور كي يكتب للرب عتابا..!!! 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كمال الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/06/27



كتابة تعليق لموضوع : انا خجلً من الدفن في مقابر الشهداء  
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net