لجائحة تحت مشرط التعليم
مضاد العجيلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مضاد العجيلي

في لقاء تلفزيوني قدمه الاخ حيدر زوير على شاشة قناة العراقية بحضور السادة المديرين العامين في وزارة التعليم العالي حول التعليم الالكتروني وكان عنوان الحلقة ( التعليم تحت مشرط الجائحة ) بدأت مداخلتي وقلت للمقدم عنوان الحلقة فيه خطأ، فتفاجأ الجميع وتساءل المقدم عن نوع الخطأ، فقلت له الآن اصبحت الجائحة تحت مشرط التعليم .
نعم في الايام الاولى كان التعليم تحت مشرط الجائحة، وواجهنا تحديا كبيرا وخطيرا، فكنا امام خيارين : اما نقر، ونستسلم . ونقضي على العام الدراسي، او نقدم استجابة اكبر من مستوى التحدي الفايروسي ليبقى العام الدراسي على قيد الحياة، فرفع المشتغلون في قطاع التعليم شعار( نكون او لا نكون ) وقررنا ان نكون، وبدا فعل الكينونة يتصاعد تدريجيا، بالرغم من المخاوف والقلق وعدم المعرفة بتكنولوجيا المعلومات واسباب شتى، خرجنا شيئا فشيئا من تحت مشرط الجائحة، لا بل بعد ايام مضت وبسبب الدورات التدريبية المكثفة والورش العملية التفاعلية ، والبحث الذاتي والبحث التعاوني المشترك تعافينا كثيرا، وازدادت امكاناتنا التقنية، ومهاراتنا الاتصالية وقدراتنا الفنية في التعليم الالكتروني ، لذلك عندما قلت ان الجائحة الان اصبحت تحت مشرط التعليم وليس العكس اعني ما اقول ، لماذا ؟ .
لأنه بفعل التعليم الالكتروني زاد التواصل بين الجامعة وتشكيلاتها، وبين التشكيلات والاقسام وبين الاقسام والاساتذة، وبين الاساتذة والطلبة ، وبين الاساتذة مع بعضهم ، وبين الطلبة مع بعضهم ،وبدأ يشعر الجميع بالتواصل والحيوية وارتفعت الصحة النفسية للجميع، بعد ان كانت هابطة جدا بفعل التحدي الصحي وما تلاه من حجر وحظر ، وضغوط نفسية كبيرة .
الأجمل من ذلك ان كل التشكيلات الجامعية بدأت تذهب باتجاه اقامة المنتديات والمؤتمرات والملتقيات الفنية والاكاديمية والعلمية، وعقدت الكثير من الورش والدورات الافتراضية سواء على الصعيد المحلي ، او حتى على الصعيد العربي والاجنبي ، وبنيت العلاقة مع الاخر وتقلصت المسافات ، واندمجت الثقافات، وهذا كله بسب نواة التعليم الالكتروني التي فاضت في ما بعد باتجاهات وأطر اخرى .
بعد حين عدنا الى مربع القلق والخوف من جديد ، وذلك عندما تم تحديد موعد الامتحانات النهائية للدراسات العليا الكترونيا ، ولكن لا خيار امامنا الا الصمود والاستعداد ، لذلك جهزنا انفسنا لهذا المحك المعقد ، وفعلا بدأنا الاستعدادات واجرينا اختبارات تمهيدية ، وامتحانات تجريبية ، وبدأ اليوم الاول من الامتحانات بتاريخ ٦/١٤ الساعة العاشرة صباحا ، وفي تمام الساعة الواحدة ظهرا انتهى الامتحان بنجاح ومن دون اي هفوات او اخطاء والحمد لله .
لذلك كله وغيره لا يتسع ذكره في هذه السطور قلت ان الجائحة اصبحت تحت مشرط التعليم، ويعود الفضل كله الى الهيئات التدريسية كافة في عموم تشكيلات جامعات العراق ، فمرحى لهم ، ومرحى لكل السادة رؤساء الجامعات وعمداء الكليات ورؤساء الاقسام والمقررين، ولا انسى ايضا الجهود الكبيرة التي بذلها السادة المسؤولون في وزارة التعليم وعلى رأسهم معالي الوزير، ومرحى ايضا لكل الفنيين والتقنيين والموظفين الذين اسهموا بنجاح هذه التجربة غير المسبوقة في سبيل الوصول بطلبتنا الاعزاء الى ضفاف آمنة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat