المصالحة الوطنية منطق الإقناع وقوة الإرغام
رياض البياتي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رياض البياتي

أن المنطقة تمر بظروف جديدة أطلق عليها مصطلح الربيع العربي الذي يبدوا أنه تأخر عقدا من الزمن بعد التغيير الكبير في العراق . لقد احتاجت الأجيال القديمة إلى عقد من الزمان لتفهم أسباب قبول العراقيين تغييرا بهذه الطريقة بل أصبحت الحالة العراقية سابقة يمكن تقليدها هذا ما نشاهده الآن على الساحة السورية وقبلها الليبية وكلتاهما مشبعتان بالمفاهيم الإسلامية أما الشباب المولعين بالشبكة ألعنكبوتيه لم تكن هذه المفاهيم تشكل لهم عائقا للمطالبة بالتغير أو القبول بالياته لقد شاهد هؤلاء القوة الأمريكية وهي تجتاح العراق وتقدم لشعبه بدايات ديمقراطية وسعة بسيطة في العيش وحرية لم يألفها الشعب العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية وكان هذا حافزا للشباب العرب للعمل .
خلا ل هذه الفترة كانت قوى الظلام بمشروعها الخرافي للعودة إلى القرن الأول الهجري تجد في الساحة العراقية المواصفات ألازمة لتخوض هذا الصراع ألظلامي وكانت هناك ظروف محلية تساعدها على ذلك رغم الاختلاف الفكري بين هذه القوى كان هناك تحالفا غبيا أو طائفيا غير واعي . أن البعثيين بعد أن سقط النظام الذي كان الكثير منهم ضحايا له أندفع قسما منهم برد فعل لا يمكن وصفه ألا بعدم الوعي لمعاداة نظام خلص معظمهم من جور وطغيان نظام هم أعرف الجميع به وبدلا من أن يراجعوا أنفسهم صمتوا عن نظام يستحق الادانه من قبلهم قبل الآخرين وفي المقابل كانت القوى السياسية تدفعهم إلى زاوية لكي يحسبوا في صف المعادين للنظام بدلا من أعادة تأهيلهم أنهم ضحايا منظمة العنف ألبعثي التي تلغي الآنسان لمصلحة القائد الذي هو من يصدر الأوامر وقد تعودوا على طاعته أن حزبهم ألغى عقولهم و لهاذا هم أحق الناس ب التأهيل.
ألان لقد قطعنا سوية كعراقيين عقدا من الزمان أحتربنا و تطيفنا ولكننا بالنهاية بقينا عراقيين وعلينا من هذا المنطلق ان نفهم ذلك أن عناصر القاعدة غادرت العراق إلى ساحة أخرى تراها أكثر فائدة لها من العراق وتركت من ورطتهم في العراق وحدهم أليس هذا كافيا ليدرك هؤلاء الناس كم هم واهمين أن هؤلاء قدموا لتحريرهم .
أن على لجنة المصالحة الوطنية أن تفهم أن هناك حاجة إلى منطق لإقناع هؤلاء يركز على العودة إلى الحضن العراقي الذي يرحب بمن سار في طريق يود العودة منه وخصوصا لمن لم تتلطخ أياديهم بالدم العراقي ومنطق الآقناع تتأتى من الحركة السريعة على كافة الصعد لاحتواء هؤلاء الناس وببرامج سريعة وطارئة للتعامل مع الزمن الثمين المتاح الذي قد لا تتوفر فرصة مشابه له في المستقبل أني ألاحظ أن لجنة المصالحة تتحرك على شاكلة التجمعات العشائرية و لا أظن أن هذه التحركات مجدية أن الحركة على القيادات ضرورية ولكن المقاتلين هم من ينفذ الأوامر وهم من يفترض أن تتوجه إليه الجهود .
أما قوة الإرغام فهي قوة وزارة الداخلية وبروح المصالحة التي عليها أن تضغط الآن بكل حزم لدفع هولاء إلى العودة لجادة الصواب أو التعرض إلى القوة الحقيقية التي لم تمارس فعلا لحد الآن لقد لازمت ممارسة القوة الحقيقية الكثير من الظواهر السلبية من قبل ضعاف النفوس واكلي السحت الحرام اللذين حولوها إلى تجارة أو تصفية لآخرين، هناك دائما أوقات سهلة يمكن الحصول فيها على النصر يستغلها الشجعان المخلصين ليجنبوا شعبهم الكثير من الم أوجع العراقيين كثيرا بسبب الإرهاب وإدارة الملف بصورة غير واعية.
رياض البياتي
فبراير 2012
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat