ملحوظات على الأداء الإرهابي في شهر تموز
رياض البياتي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رياض البياتي

تميز شهر تموز الماضي في العراق بكونه أكثر الأشهر دموية منذ عامين ، جاء التراجع الأمني الواضح في هذا الشهر متزامنا مع جملة من الأزمات السياسية التي تعصف بالبلاد ، وهذا يدفعنا إلا التساؤل عن التوقيت والظروف التي أدت إلا هذه الأزمة ، أن هذا التحليل سوف يتوقف في عدد من المحطات لتحليل الموقف .
* أن الإرهاب بدأ باستهداف القوى الأمنية ذاتها وهذا يدفعنا إلى التساؤل عن أسباب هذا التكتيك الجديد ،
من المعروف أن قوى الإرهاب في العراق قد سارعت إلى سوريا بعد الإحداث الأخيرة في الساحة السورية ، وقد كان هذا الأمر طبيعيا وتصرفا يمكن فهمه استراتيجيا ضمن التوجه الاستراتيجي العالمي للقاعدة ، كانت الساحة السورية ساحة مستهدفة في أدبيات القاعدة منذ فترة طويلة وكانت تنتظر المناسبة لكي تتحول إليها باعتبارها امتدادا للساحة العراقية ، ومن الملاحظ أن العناصر المسلحة التي بدأت بحماية المتظاهرين في شوارع المدن السورية من الشرطة في البداية ، تحولت إلى الاشتباك مع قوى الأمن السورية اشتباكات قريبة ومباشرة ،وهذا لم يكن يحصل في العراق حيث كانت كل فعاليات القاعدة أما تفجيرات عن بعد أو عمليات انتحارية ، لقد قدمت الساحة السورية تدريبا على ألاشتباك القريب مع قوى الآمن وهذا ما يرفع من معنويات عناصر الإرهاب ويزيدها جسارة ، ومع استمرار الاشتباكات في الساحة السورية سوف تزداد هذه الجراءة لدى عناصر القاعدة .
* من الملاحظ أَيضا أن العمليات الأخيرة تميزت بانتخاب الأهداف وهي أهداف تؤدي إلا أضعاف الروح المعنوية لقوى مقاتلة الآرهاب ،
أن مهاجمة هدف مثل مديرية مكافحة الإرهاب هو أحد الأمثلة البارزة على ذلك ، وهي تدفعنا للتساؤل عن كمية المعلومات التي تتيسر لقوى الإرهاب عن أهدافها وعن مصادر الحصول عليها ، أن علينا أن نفترض أن المعلومة المتيسرة عن الأهداف كانت متيسرة ودقيقة .
* تزامنت هذه العمليات الإرهابية مع سلسلة من الأزمات السياسية التي تعصف بالعراق في كل المستويات ،
لا يمكن أن نتصور أن العمليات الإرهابية تجري بدون تناغم مع المواقف السياسية، وهذا ليس بالضرورة أن تكون القوى السياسية مشتركة بالإرهاب ففي الحرب معظم الانتصارات تتحصل من أخطاء الخصم ، أن الأزمة السياسية هي بيئة مناسبة لإظهار الحكومة ضعيفة عاجزة عن تأمين ألأمن والخدمات ، وهذا ما يخدم الهدف الاستراتيجي للقاعدة وهي العملية السياسية الجارية في العراق .
* أن التراجع الواضح لقوى الآمن جاء مخيبا لآمال العراقيين الذين دفعوا أمولا طائلة لقوى الأمن خلال السنوات الماضية ، هذه الأموال لم تقدم شيئا لحفظ أمن المواطن العراقي ، كما أن المواطن تحمل الكثير من ألإزعاج التي تمارسها قوى الآمن الداخلي بحجة مكافحة الآرهاب ورغم كل هذا تصبح قوى الأمن الداخلي عاجزة عن حماية نفسها .
لقد اصدر دولة رئيس الوزراء أمرا بإحالة قادة مكافحة الإرهاب إلى المحاكم وهو محق قي ذلك كل الحق ، ولكن العقوبة بحد ذاتها ليست الغاية المطلوبة ، أن علينا أن نحدد أسباب هذا التخلف الذي ظهرت به قوى الآمن في مواجهتها لقوى الإرهاب لقد قدم العراقيين الأموال الطائلة التي هم في أمس الحاجة إليها ، وقدم الكثير من أبناء الشعب العراقي أرواحهم لهذا الهدف النبيل ومن عدم الإنصاف أن يكلف أناس ذوي خبرات رديئة بمثل هذا الواجب الخطير أرضاء لجهات سياسية .
أن إرسال هؤلاء إلا المحاكم هو واجب مقدس ولكن دراسة أسباب الإخفاق هي التي سوف تدفع العجلة إلى الإمام وتجعلنا قادرين على حماية أبناء العراق، وهذه الدراسة أيضا يجب أن تسلم إلا من هم قادرين على تشخيص الأخطاء ، وهؤلاء ليسوا من المقربين من الكتل المتنفذة يا دولة رئيس الوزراء المحترم .
أب 2012
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat