صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

حسنات الطغاة اما غباء او نفاق
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا يوجد انسان معصوم غير الانبياء والائمة عليهم السلام اجمعين ، وغير المعصوم تكون اخطاؤه متفاوتة او ذنوبه او معاصيه كما يقال ، لربما يكون الانسان على درجة عالية من الورع والتقوى ولا يعرف عنه انه اخطا لكن واقعا هو اخطا بمقدار الله يعلم به وليس الانسان وقد يعلم به الانسان فلربما يعفو ولربما يشهر والخطا قد يكون عفوي او عن عمد لاعتقاده بانه صح ولربما له غاية لا نعلمها .

بالجانب الاخر الانسان العاصي والمذنب بل من المؤكد تصدر عنه تصرفات سليمة قد لا تصدر من الانسان المستقيم وهذه التصرفات حكمها نفس حكم اخطاء الانسان الورع .

اما الحكام فمنهم العادل ومنهم الظالم والعادل لا يمكن ان تكون عدالته كاملة ولكن الظالم الذي تصدر منه تصرفات عادلة هنا لنقف عند طبيعة تفكير اغلب الطغاة بل لننظر الى هذه المواقف التي دونها التاريخ عن هؤلاء الطغاة ، فهنالك طاغية يعدم على الشبهة ويعفو عن من شتمه فتقف امام هذا التصرف مذهولا ، هذه التصرفات تصدر من الطغاة او ممن يشتغل بالسياسة تصدر اما بغباء او بنفاق وسنستشهد ببعضها .

طبيعة الانسان عندما تكون ظالمة فانها تتصرف على اساسها ولكن قرارها او اختيارها لنوعية التصرف هي المختلفة عن طبيعة الطاغي ، على سبيل المثال هولاكو الذي دمر بغداد واي بلد احتله ، منح الطوسي امتيازات لم يحصل عليها قبل ان يحكمه هولاكو فهل هولاكو يعي ما تصرف به ؟ وفي بعض الاحيان تكون هنالك حاشية او شخص له تاثير على الطاغية او الخليفة او الحاكم فتتحول الصفات له فان كان عادلا ترى قرارات الحاكم عادلة وان كان ظالما تجد الحاكم ظالما .

معاوية الذي قاتل الامام علي عليه السلام على الخلافة وحرف الاحاديث النبوية للنيل من الامام علي عليه السلام يقف في موقف مدافع عن الامام علي عندما اتهمه شخص ما بالبخل ، فهل دفاعه حبا في الامام علي عليه السلام ؟ كلا بل لامتصاص زخم من يغضب او لتخدير من يشتكي من ظلمه ومسالة الانفصام في الشخصية فلا يوجد طاغية يعاني من هذا المرض .

الحجاج الذي حبس وقتل على الشبهة يلتقي غلام فيساله ماذا تفعل فيجيبه

يا حامل الاخبار لقد نظرت الى بعين الاحتقار وكلمتني بالافتخار وكلامك كلام جبار وعقلك عقل حمار، فقال الحجاج له: أما عرفتني؟ فقال الغلام: عرفتك بسواد وجهك لأنك اتيت بالكلام قبل السلام. فقال الحجاج: ويلك انا الحجاج بن يوسف. فقال الغلام: لا قرب الله دارك ولا مزارك فما اكثر كلامك واقل اكرامك ، وبعد نقاش طويل الحجاج يسال والغلام يشتم واخيرا يقول له الحجاج اخرج من باب السلام ولم يعاقبه ، وهو نفسه الحجاج ارسل الى شيخ كبير ليساله عن سفينة نوح فحبسه .والحديث عن اجرامه بحق الشيعة فاق التصور .

عبيد الله بن زياد الذي الب الجيوش على الامام الحسين عليه السلام وفعل ما فعل وسجن طفلي مسلم ولما هربا اعلن عن جائزة لمن يلقي القبض عليهما فجاءه احد المنافقين براسهما فامر شيخ عقيلي اي من نسب عقيل بن ابي طالب ان يقتص منه فقتله ، هل ابن زياد عادل ؟

اليوم السياسة طبق الاصل من هذه الصورة ترى امريكا هي من صنعت طالبان والقاعدة وداعش وهي من حاربتهم وقتلت قادتهم، فالعدالة تقول يجب قتلهم ولكن امريكا تعمل من اجل العدالة ؟

اليوم الطاغية لابد له من بعض المواقف الايجابية تستخدم كصورة تجميلية له وفي نفس الوقت ليخدع المغفلين ، تذكرون ابن طاغية العراق عندما اقتص من بيوت الدعارة في البتاوين فهل هو يحقق العدالة ؟

اما الخطابات الرنانة والكلمات المعسولة فهي نفاق بامتياز ولا يؤخذ بها من قبل العقلاء والاحرار بل فقط من قبل المتملقين والمنافقين اتباعه .

عبد الكريم قاسم صاحب مقولة عفى الله عما سلف اليس هذا تصرف حسن ولكن عفى عن من وماهي نتيجة تصرفه الحسن ؟ الم يقتله غباؤه ؟ لا تبررون ذلك بحسن النية ، السياسة لا تؤمن بحسن النية والسلطة لا يمكن ان تكون بمنأى عن السياسة .

مبدا الطغاة فيه نواة بصنف واحد ويحيطها تصرفات تصدر منهم لحمايتها وهذه التصرفات خليط من القبيح والحسن حسب جودة النواة فقد تكون عفنة فتكون اكثر التصرفات قذرة والقليل حسن وقد تكون سليمة فتكون اكثر التصرفات حسنة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/04/14



كتابة تعليق لموضوع : حسنات الطغاة اما غباء او نفاق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net