تأمُّلات في طلب العفو
ايوب عدنان الأسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ايوب عدنان الأسدي

مَن يطّلع على الطلب الذي قدّمه سماحة السيد السيستاني لقاضي محكمة جنح الحلة بتاريخ (٢٠٢٠/٤/١٣) المتضمّن العفو عن الشخص المحكوم عليه بسبب هتكه سمعة السيد السيستاني -دام ظله- ومكانته يرى بعض الأمور اللافتة للنظر فيه ، منها :
١- ( اطلعنا اليوم ... )
فالسيد لم يكن مطلعًا سابقًا على هذا الحكم بالرغم من صدوره بتاريخ (٢٠١٩/١٢/٥) بحق ذلك الشخص ، فلم يتوانَ لحظة عن طلب العفو له متنازلاً عن حقّه الجليّ في ذلك بل عن الحقّ العام(المشتكي) .
هنا تجلّت لنا صفة الأولياء كيف أنهم يقابلون الإساءة بالإحسان مباشرةً دون تردّد .
٢- (محكمتكم المحترمة ... )
نعم هذا هو دأب مرجعنا ...
لقد عوّدنا على احترام مؤسسات الدولة والقوانين والإذعان لها ، واعتبر مخالفتها مخالفة شرعية .
وإن كانت هذه القوانين وضعية وقاصرة ، لكنها وُضعت لتنظيم شؤون الناس ، ولسنا في زمن الرسول الأكرم أو الإمام علي أو المهدي المنتظر ليتمّ تطبيق القوانين السماوية .
٣- (على المواطن ... )
لم يقلْ كلمة تُنقص من قدره ومكانته بل أعطاه الصفة العامة التي يتساوى فيها جميع الشعب وهي " المواطنة " .
٤- (يهمّنا أن نحيطكم علمًا بأن سماحة السيد لا يرضى أبداً بأن يُعاقب شخص بسبب ... )
هنا تجمّعت خصال الرحمة والحلم والعفوّ ، فالذي يهمّ السيد هو (أن يكون العراق عزيزًا وأن يعيش شعبه عِيشةً كريمة) وليس سمعته أو مكانته .
كما تجلّى هنا المقام الذي يشغله سماحة السيد وهو نيابة المعصوم العامة .
فالمعصوم جُعل لأجل هداية الناس ؛ لتنظيم شؤونهم الدنيوية والأخروية ، فلا يهتمّ لمن يُسيء إليه أو ينقص من قدره ما دام لا يقفُ عائقاً أمام هدفه .
فالمرجع بمقام النيابة العامة يؤدي شيئًا من هذا الدور بالصلاحيات التي توصّل إليها من الأدلة الشرعية والعقلية .
( يهمّنا ... )
فهذا الأمر من موارد الاهتمام عند سماحته بأنه لا يرضى #أبداً بأذية شخص أو مضايقته .
٥- (يُرجى اتّخاذ ... )
فالسيد لم يأتِ بصيغة أمر ليظهر نفسه بمقام السمو على مؤسسات الدولة بل يرجو منهم الاستماع لطلبه ليؤكّد ما قلناه في نقطة (٢) .
٦- (أقصر الاجراءات القانونية للإفراج ... )
فلا يرجو الإفراج عنه فقط ،
بل أن يكون هذا الإفراج سريعًا ،ولكن ضمن الاجراءات القانونية المتّبعة في الدولة وبدون تأخير .
حفظ الله مرجعنا المفدّى وأدام ظلّه علينا .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat